فجر مسلحون خط أنابيب نقل النفط الخام في منطقة عسيلان بمحافظة شبوة، جنوبي شرق اليمن مساء الثلاثاء، في ثاني حادث من نوعه خلال 24 ساعة.
وقالت مصادر محلية وسكان إن عملية التفجير تمت باستخدام عبوة ناسفة مما تسبب في اندلاع النيران وتصاعد ألسنة اللهب التي أمكن رؤيتها على بعد عدة كيلومترات، ليتوقف الضخ من خط الأنابيب الذي يربط بين حقول منشأة صافر بمأرب وحقول جنة هنت النفطية في شبوة المجاورة.
يأتي هذا الحادث بعد يوم من تفجير مسلحين قبليين من محافظة مأرب خط الأنابيب الرئيسي الذي ينقل النفط الخام من حقل ريدان إلى منشأة شركة صافر شرق مأرب، مما أدى إلى توقف الإنتاج من الحقل.
جاء هذا التصعيد إثر تزايد التوتر بين السلطات المحلية والأمنية بمحافظة مأرب وأبناء القبائل الرافضين بشدة قرار السلطات زيادة أسعار الوقود في المحافظة الغنية بالنفط والغاز والتي تقل عن الأسعار في بقية المحافظات بأكثر من الثلثين.
وتتعرض شبكة أنابيب نقل الخام في محافظتي شبوة ومأرب باستمرار لسلسلة تفجيرات وأعمال تخريب تتسبب في إلحاق خسائر بالبلد المنهك من الصراع الدامي المستمر منذ نحو تسع سنوات.
وكثيرا ما يشن رجال قبائل ومسلحون مثل هذه الهجمات على أنابيب النفط لممارسة ضغط على السلطات المحلية والحكومية للاستجابة لمطالب من بينها توفير وظائف أو نزاعات على الأرض أو الإفراج عن أقارب لهم في السجن.
ومنذ عام توقف تصدير النفط بعد مهاجمة الحوثيين موانئ التصدير الخاضعة لسيطرة الحكومة المعترف بها في شرق البلاد، لكن حقول صافر استمرت في إنتاج كميات من البترول والديزل لتغطية الاحتياجات المحلية إلى جانب إنتاج غاز الطهي المنزلي.
ويعد قطاع النفط والغاز أهم مورد لمعظم إيرادات الحكومة في اليمن الذي يعتمد على صادرات النفط الخام في تمويل 70 بالمئة من الإنفاق في الميزانية.
واليمن منتج صغير للنفط وتراجع إنتاجه حاليا إلى 60 ألف برميل يوميا بعد أن كان قبل الحرب ما بين 150 ألفا و200 ألف برميل يوميا فيما كان يزيد على 450 ألف برميل يوميا عام 2007.