سمر فتاة شابة 25 ربيعا من فئة المهمشمين الذين يطلق عليهم المجتمع اليمني اسم "الاخدام" بسبب بشرتهم السمراء.
تقول" عندما التحقت بالمدرسة في العاصمة صنعاء كان عمري سبع سنوات وكانت تملاني الحماسة للتعليم في احدى المدارس الحكومية ولكن بعد دخولي المدرسة واجهت تنمرا كبيرا من قبل زميلاتي في الصف".
تضيف "تم نبذي في الصف الاخير لم يكن يجلس احد بجواري باعتباري خادمة لدرجة انه في ذات يوم وانا في الصف الاول ابتدائي كنت اتكلم مع احدى زميلاتي في ساحة المدرسة فجاءت امها وقالت لها لا تتحدثي مع هذه الخادمة انتي عارفة بنت من تكونين".
•احلام مسلوبة
تروي سمر حلمها الضائع بصوت مغصوص بالالم " كانت رغبتي ان اتعلم والتحق بالجامعة لدراسة الطب او الهندسة من اجل ان اعوض ابي وامي واخدم وطني لكن هذه العنصرية حالت دون ذلك"
"ما ذنبي فانا انسانة من دم ولحم ولم اختار بشرتي واسرتي هذا خلق الله" ، تابعت بينما كانت تذرف دموعها.
تقول سمر اشعر بالقهر عندما اشاهد من درست معهن في المدرسة واصبحن الان طبيبات ومهندسات ومعلمات وموظفات وانا اجمع العلب البلاستيكية والمعدنية من الشوارع وتحت اشعة الشمس الحارقة.
واعربت عن امنيتها في ان تنتهي هذه العنصرية و ان تلتحق ابنتها جود ذات الخمس سنوات بالمدرسة دون تنمر او استهزاء فهناك الاف الفتيات المهمشات يتركن التعليم بسبب التنمر الحاصل علينا.
وتتمنى سمر من الاعلام والمنظمات المحلية والدولية ان" تهتم بنا وخاصة في مجال التعليم فنحن نريد ان نكون مثل الناس وليس ان نكون منبوذين في المجتمع اليمني".
الحاج سعيد والد سمر65 عاما يقول اذكر سعادة سمر عندما كانت تتهيأ للدخول الى المدرسة حيث اشتريت لها الشنطة المدرسية والدفاتر والاقلام لم تنام سمر من الفرحة في ذلك اليوم ذهبت سمر الى المدرسة بداية العام الدراسي وعادت الى البيت وهي تبكي وتقول بان زميلاتها في المدرسة تنمرن عليها حيث كن ينعتنها يا خادمة يا سوداء مما اثر على حالتها النفسية وتركت التعليم وهي في الصف الخامس وهناك الاف من بنات جلدتي تركن التعليم بسبب التنمر الحاصل عليهن.
•قنابل موقوته
الدكتور عادل الشرجبي استاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة صنعاء يقول يتعرضن المهمشات لتنمر كبير من قبل بعض افراد المجتمع اليمني حيث يرفضن الطالبات الجلوس بجوارهن كم لا توجد صداقات معهن مما يؤدي الى تسرب عدد كبير من ما يسمى بالمهمشات من التعليم المدرسي وخاصة بعد الصف الخامس وهي المرحلة التي تبدأ فيها تكون شخصية الطفل حيث يشعر بالعنصرية تجاهه وهذا يستدعي الى عمل حراك كبير من اجل ادماج المهمشين في المجتمع اليمني.
حيث يمثل المهمشين قنبلة موقوتة ضد المجتمع بسبب التنمر الحاصل عليهم ومن التجارب الناجحة ما قام به الرئيس الجنوبي سالمين في سبعينيات القرن الماضي حيث الحقهم بالتعليم في جميع المدارس كما قام بدمجهم في مختلف مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية مما ادى الى اندماجهم في المجتمع ويرفض الشرجبي بناء مدارس خاصة بالمهمشين لأنها تمثل تنمر وتعزلهم عن المجتمع اليمني.
•توعية وتثقيف
يؤكد مرتضى الزكري المدير التنفيذي لاتحاد المهمشين بانة يحصل تنمر كبير على الطالبات المهمشات في المدارس بسبب اللون مما يؤدي الى تسرب عدد كبير منهن وخاصة في مراحل الصفوف الاولى. ويدعو الزكري على اهمية عمل برامج اعلامية موجهه للمجتمع تساعد على الحد من التنمر والتمييز ضد فئة المهمشات اضافة الى تنفيذ برامج تشجيعية وتثقيفية لمجتمع المهمشين بأهمية التعليم وتفعيل التعليم المجاني ويقول مرتضى نعمل في الاتحاد على التوعية والتثقيف بين مجتمع المهمشين كما نعمل على تنسيق وتسهيل عملية التحاق الفتيات بالتعليم المدرسي وتوفير المستلزمات المدرسية للطالبات من اجل تشجيعهن على التعليم ويرجع مرتضى اسباب تسرب الطالبات من المدارس يعود الى التنمر والاوضاع الاقتصادية الصعبة والزواج المبكر.
اضرار التنمر النفسية
يقول الدكتور معاذ السماوي استاذ علم النفس بكلية الآداب جامعة صنعاء بان التنمر الذي يمارس على الطالبات المهمشات في المدارس يؤثر على نفسية الطالبة حيث تشعر الطالبة بالدونية بالإضافة الى الشعور بالقلق والتوتر وقد تصل الى الشعور بالاكتئاب وهذا يسبب عقد نفسية مع مرور الوقت توثر على مستقبلهن وتعاملهن مع الناس.
ومن الاضرار النفسية ضعف التركيز والتذكر والسرحان مع صعوبات في التعليم وترك الدراسة كما ان المهمشة ممكن ان تؤذي نفسها جسديا مثل الكدمات والجروح او شرب سموم المنظفات والادوية بسبب الحالة النفسية نتيجة التنمر من زميلاتها والمجتمع المحيط بها.
اما عن المعالجات يقول السماوي لابد من عمل حملات توعوية وتثقيفية من قبل مشايخ الدين واعيان المجتمع والناشطين والمؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي لإدماج المهمشات في المجتمع اليمني وتناول هذه المواضيع في الكتاب المدرسي.
اما عن الطرق التشجيعية لالتحاق ما يسمى بالمهمشات بالعملية التعليمية جعل المدرسة بيئة امنة من خلال تشجيع الاسرة على التحاق بناتهم للمدارس من خلال تقديم التغذية المدرسية مقابل التحاقهن بالتعليم كذلك دفع ضمان اجتماعي للاب والام من اجل القضاء على عماله الاطفال واستهداف الاباء والامهات بالمشاريع المدرة للدخل مقابل الالتزام بتعليم الفتيات.
•اصدار قوانين رادعة
يقول ابراهيم القمراء محامي بان القانون اليمني يساوي بين جميع ابناء المجتمع بشكل عام ولا يوجد أي تحيز ولكن هناك بعض افراد من المجتمع اليمني يمارسون هذا التنمر والمشكلة انها لا توجد قوانين تعاقب من يقومون بالتنمر على فئة المهمشات مما يجعل الكثير يتمادون في العنصرية والتنمر لعدم وجود عقوبات رادعة.
ويطالب القمراء من الدولة بإصدار قوانين تدافع عن هذه الفئات المهمشة وتكون رادعة لمن تسول له نفسه بالتنمر والاستهزاء بهذه الفئة.
تم انتاج هذه المادة ضمن مخرجات برنامج التغطية الاعلامية الجيدة لقضايا الصحة الانجابية والعنف القائم على النوع الاجتماعي الذي ينفذه مركز الدراسات والاعلام الاقتصادي بالشراكة مع صندوق الامم المتحدة للسكان.