ارتفع عدد القتلى الذين سقطوا في غارة جوية إسرائيلية على مخيم المغازي للاجئين وسط قطاع غزة ارتفع إلى 78، على ما قال المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية أشرف القدرة في ضربات إسرائيلية بدأت قبل منتصف الليل بساعات واستمرت حتى يوم عيد الميلاد اليوم الاثنين 25/12/2023، وفيما أسف بابا الفاتيكان "لمنطق الحرب الخاسر" في الأراضي المقدسة؛ تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمواصلة القتال حتى النصر كما قال.
*مجزرة عشية الميلاد*
وأضاف "ما يحدث في مخيم المغازي هو إبادة جماعية لمربع سكني مكتظ"، وقال مكتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إنه يتحرى هذه الأنباء.
وذكر متحدث باسم الجيش الإسرائيلي في بيان "على الرغم من التحديات التي يشكلها إرهابيو حماس العاملون في مناطق مدنية في غزة فإن الجيش الإسرائيلي ملتزم بالقانون الدولي، بما في ذلك اتخاذ خطوات مجدية لتقليص الضرر الواقع على المدنيين".
وأصدرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تدير قطاع غزة بيانا وصفت فيه الغارة الجوية بأنها "مجزرة مروعة" وقالت إنها "جريمة حرب جديدة".
*حزن في بيت لحم*
تحيي مدينة بيت لحم ليل الأحد عيد ميلاد السيد المسيح بحزن وصمت في ظل استمرار الحرب في غزة، حيث كثّفت إسرائيل عملياتها العسكرية في وسط القطاع وجنوبه مع إقرار رئيس وزرائها بنيامين نتانياهو بالثمن الباهظ الذي تتكبده في مواجهة حركة حماس.
وغابت مظاهر العيد في كنيسة المهد حيث تمت الاستعاضة عنها بالصلوات والدعوات لحلول السلام بعد أكثر من شهرين على اندلاع الحرب الأكثر حصدا للأرواح في تاريخ الحروب بين إسرائيل والفلسطينيين.
وألغت بلدية بيت لحم الاحتفالات على خلفية الحرب في غزة. وغابت شجرة الميلاد ومظاهر الفرح في المدينة التي كان العيد يجذب إليها الآلاف سنويا.
*الإليزيه يتصل ببطريرك القدس*
وأعلن قصر الإليزيه الأحد أن الرئيس إيمانويل ماكرون أعرب في مكالمة مع بيتسابالا السبت عن "قلقه العميق" إزاء "الوضع المأسوي" للمسيحيين في غزة حيث قُتلت المرأتان "بطريقة جائرة" في 16 من هذا الشهر.
من جهته، وصل بطريرك القدس للاتين الكاردينال بيرباتيستا بيتسابالا الى باحة كنيسة المهد واضعا الكوفية الفلسطينية حول عنقه.
وتقدم البطريرك أطفالا من الكشافة الذين استعاضوا عن الآلات الموسيقية الاحتفالية، بلافتات كتب فيها "فلتتوقف الحرب الآن" و"طوبى لصانعي السلام".
وقال البطريرك "قلوبنا مع غزة، الى كل الناس في غزة، لكن على وجه الخصوص الى رعيتنا المسيحية في غزة التي تعاني، لكننا نعرف أننا لسنا الوحيدين الذين نعاني".
وتابع "نحنا هنا لنصلّي ونطلب ليس فقط وقفا لإطلاق النار، وقف إطلاق النار ليس كافيا، علينا أن نوقف هذه الأعمال العدائية وأن نطوي الصفحة لأن العنف لا يولّد إلا العنف".
وغير بعيد من كنيسة المهد، وضعت حاضنة أطفال وفي داخلها الطفل يسوع ممددا على كوفية بيضاء وحمراء.
*قلب البابا في بيت لحم*
قال البابا فرنسيس مساء الأحد خلال قداس عيد الميلاد "قلبنا الليلة في بيت لحم"، بينما ألقت الحرب بين إسرائيل وحماس بظلالها على الاحتفالات في المدينة بالضفة الغربية المحتلة.
وأعلن البابا من كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان "قلبُنا الليلة في بيت لحم، حيث ما زال أمير السلام يرفضه منطق الحرب الخاسر، مع زئير الأسلحة الذي يمنعه حتى اليوم من أن يجد له موضعا في العالم".
وقال "نحن قريبون من إخواننا وأخواتنا الذين يعانون من الحرب: دعونا نفكر في فلسطين، وإسرائيل، وأوكرانيا".
وصرحت لوكالة فرانس برس فيليبا سوزا (20 عاما) التي حضرت القداس في ساحة القديس بطرس "في ظل الوضع الحالي، أعتقد أنه من المهم سماع الصوت الذي يقول: أوقفوا الحرب نحن في القرن الحادي والعشرين، إنه شيء فظيع".
وسيلقي اليسوعي الأرجنتيني مباركته التقليدية "للمدينة والعالم" الاثنين الساعة الثانية عشرة ظهرا (11,00 ت غ)، والتي يتناول خلالها عادة مختلف النزاعات حول العالم.
*الأخت نبيلة*
وفي غزة، قالت الأخت نبيلة صالح (47 عاما) الموجودة في كنيسة العائلة المقدسة بدير اللاتين بالبلدة القديمة وسط مدينة غزة، لفرانس برس "تم إلغاء كافة الاحتفالات بأعياد الميلاد المجيدة واقتصارها على الصلوات".
أضافت "كيف نعيد وبلدي مجروح؟ كيف نعيد وبلدي مدمر وأهلي مشردين وإخوتي في الوطن حزانى، وشهداؤنا لم تدفن في الشوارع وآخرين منهم تحت الأنقاض؟".
وتابعت "كيف بنا نعيد وقلوبنا تعتصر حزنا على بيوتنا المدمرة وأطفالنا مشردة؟ كيف نعيّد والكثير منا لم يجد خبز ولا دواء ولا حتى أقل مقومات العيش البسيط؟ كيف بنا نعيد ونحن متعبين ومهمومين وفي آذاننا بدلا من صوت الأجراس صوت الدبابات والقصف؟".
وكانت بطريركية اللاتين أعلنت في وقت سابق هذا الشهر، أن امرأة وابنتها من المسيحيين قتلتا برصاص إسرائيلي في باحة كنيسة العائلة المقدسة.
على صعيد متصل، أعلن الجيش الأردني الأحد أنه أنزل جوا مساعدات إنسانية لنحو 800 شخص محاصر في كنيسة القديس برفيريوس بشمال قطاع غزة.