أفاد تقرير دولي حديث أن اليمن لا يزال ضمن قائمة البلدان الـ20 الأكثر عرضة لخطر حالات الطوارئ الإنسانية الجديدة خلال العام القادم 2024، جراء استمرار الانهيار الاقتصادي وارتفاع مستوى انعدام الأمن الغذائي الناجم عن الصراع المتواصل منذ نحو 9 سنوات في البلاد.
وقالت لجنة الإنقاذ الدولية (IRC)، في قائمة مراقبة الطوارئ السنوية الخاصة بها، والتي أصدرتها مؤخراً، وتسلط فيها الضوء على البلدان العشرين الأكثر عرضة لخطر حالات الطوارئ الإنسانية في عام 2024، إن اليمن لا يزال ضمن القائمة خلال العام القادم، وإن خرج هذا العام من المراكز الخمسة الأولى، للمرة الأولى منذ أن تم تصنيفه في العام 2021.
وأضافت اللجنة، في تقريرها، أن خروج اليمن من المراكز الأولى للقائمة يأتي نتيجة انخفاض عدد الأشخاص الذين بحاجة للمساعدات من 21.6 مليون في 2023 إلى 18.2 مليون في عام 2024، غير أن السبب الرئيسي هو أن الهدنة الأممية، ورغم انتهاء صلاحيتها منذ أكتوبر 2022، قللت من احتمالات العودة إلى صراع واسع النطاق في البلاد.
وأشار التقرير إلى أن عقداً من الصراع أدى إلى انهيار اقتصاد البلاد بشكل كبير وانتشار الفقر على نطاق واسع، وقال: "لقد دمرت الحرب الاقتصاد وأضعفت العملة ورفعت أسعار السلع الأساسية، كما أن وجود اقتصادين متوازيين أدى إلى تعطيل وظائف الاقتصاد الكلي الأساسية، بالإضافة إلى أن انخراط الحوثيين في حرب غزة قد يؤدي إلى فرض عقوبات إضافية من شأنها أن تزيد من إضعاف الاقتصاد".
وأوضحت اللجنة أن معدلات انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية مرتفعة بشكل مستمر، وسيظل اليمنيون يعتمدون بشكل كبير على المساعدة الدولية، ومع ذلك، فإن خطة الاستجابة الإنسانية في البلاد ممولة بنسبة 37.8% فقط لعام 2023 - بعد سبع سنوات من تمويلها بنسبة 50% على الأقل، وقد أجبرت فجوات التمويل بالفعل المنظمات الإنسانية الكبرى على تقليص برامجها.
وأورد التقرير أن نظام الرعاية الصحية في اليمن على حافة الانهيار، حيث يفتقر 60% من السكان (20.3 مليون شخص) إلى الرعاية الصحية، و46% من مرافق الرعاية الصحية إما خارج الخدمة أو تعمل جزئياً فقط، كما تنتشر أمراض مثل الحصبة والحصبة الألمانية والكوليرا وشلل الأطفال، ويرجع ذلك جزئيا إلى انخفاض معدلات التطعيم وارتفاع مستويات سوء التغذية وصعوبة الحصول على المياه النظيفة.
ودعت اللجنة إلى تكثيف الجهود الدولية لمواجهة أزمة الجوع وسوء التغذية في اليمن واتخاذ إجراءات عاجلة لإنقاذ الأرواح، وسد الفجوات التمويلية التي تعانيها البرامج الإنسانية حتى تتمكن من تلبية الاحتياجات الأساسية لملايين المحتاجين في البلاد.
هذا وتتصدر السودان قائمة البلدان تضم البلدان الـ20 دولة التي من المتوقع أن تشهد تدهوراً أكبر للأوضاع الإنسانية عام 2024، تليها الأراضي الفلسطينية المحتلة وجنوب السودان، ثم بوركينا فاسو، ميانمار، مالي، الصومال، النيجر، إثيوبيا، الكونغو الديمقراطية، وفي المراكز العشرة الأخيرة تأتي اليمن، أفغانستان، إفريقيا الوسطى، تشاد، الإكوادور، هايتي، لبنان، نيجيريا، سوريا، أوكرانيا.