قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إن التهديد الحوثي للأمن البحري في البحر الأحمر يمثل تحديا عالميا غير مسبوق يتطلب عملا جماعيا، مؤكدا أن الهجمات أثرت على الاقتصاد العالمي.
وبحسب بيان أصدره البنتاغون، أكد أوستن خلال اجتماع وزاري افتراضي مع الوزراء ورؤساء الدفاع وكبار الممثلين من 43 دولة بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي لمناقشة التهديد المتزايد للأمن البحري في البحر الأحمر التزام الولايات المتحدة بحرية الملاحة والتدفق الحر للتجارة في الممرات المائية الحيوية في المنطقة.
وصرح بأن هجمات الحوثيين تؤدي إلى "زعزعة استقرار الأمن البحري".
وشدد وزير الدفاع الأمريكي على أن الهجمات أثرت بالفعل على الاقتصاد العالمي، وستستمر في تهديد الشحن التجاري إذا لم يتكاتف المجتمع الدولي لمعالجة هذه القضية بشكل جماعي.
ودان أوستن هجمات الحوثيين على الشحن الدولي والتجارة العالمية واصفا إياها بـ"غير مسبوقة ولا المقبولة"، موضحا أن الهجمات "تهدد التدفق الحر للتجارة وتعرض البحارة الأبرياء للخطر".
وأفاد الوزير وكبار قادة البنتاغون، للمشاركين بأن الحوثيين قاموا بإطلاق أكثر من 100 مسيرة وهجمات صاروخية باليستية استهدفت 10 سفن تجارية تابعة لأكثر من 35 دولة مختلفة
وأشار أيضا إلى أن الحوثيين احتجزوا السفينة التجارية "GALAXY LEADER" وطاقمها المكون من 25 فردا كرهائن في 19 نوفمبر ولا يزال الطاقم محتجزا في اليمن.
وذكر بيان البنتاغون أن المشاركين ناقشوا كيف تمثل الهجمات انتهاكا للقانون الدولي، مشيرين إلى انه يجب على الحوثيين وقف أعمالهم التي وصفها بـ"العدوانية".
وفي الوقت الحالي، يمر ما بين 10% إلى 15% من التجارة العالمية عبر البحر الأحمر، وتضطر شركات الشحن الدولية إلى إعادة توجيه مسارها عبر رأس الرجاء الصالح، مما يضيف أسابيع إلى تسليم السلع والمواد الأساسية، بما في ذلك النفط والغاز.
ولمواجهة هذه السلسلة غير المسبوقة من الهجمات، حث الوزير المشاركين على الانضمام إلى المبادرات التي تقودها الولايات المتحدة وغيرها من المبادرات الدولية والعمل مع القيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية (USNAVCENT) والقوات البحرية المشتركة المكونة من 39 عضوا (CMF) لاستعادة الأمن في البحر الأحمر وردع أي عدوان للحوثيين في المستقبل.
وأوضح أوستن إلى فرقة العمل 153 التابعة للقوات البحرية المشتركة المكلفة بالأمن البحري الدولي وبناء القدرات في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن وباعتبارها منصة متعددة الأطراف، يمكن الاستفادة منها لتحقيق أهداف مشتركة ومنها ردع الهجمات.
وأكد مجددا أن المجتمع الدولي يواجه تحديا عالميا غير مسبوق يتطلب عملا جماعيا، مبينا أن واشنطن ستواصل التشاور والعمل جنبا إلى جنب مع الحلفاء والشركاء الذين يشتركون في المبدأ الأساسي المتمثل في حرية الملاحة.
وفجر الثلاثاء، أعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن عن تشكيل قوة متعددة الجنسيات لحماية التجارة بالبحر الأحمر في أعقاب هجمات الحوثيين.
وقال في بيان نشرته الدفاع الأمريكية "أُعلن اليوم عن إنشاء عملية "حارس الازدهار" وهي مبادرة أمنية جديدة مهمة متعددة الجنسيات تحت مظلة القوات البحرية المشتركة وقيادة فرقة العمل 153 التابعة لها، والتي تركز على الأمن في البحر الأحمر".
وأفاد بأن عملية "حارس الازدهار" تجمع عدة دول تشمل المملكة المتحدة والبحرين وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وسيشيل وإسبانيا، بالإضافة إلى الولايات المتحدة.
وأشار في بيانه إلى أن العملية هدفها التصدي بشكل مشترك للتحديات الأمنية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن بهدف ضمان حرية الملاحة لجميع الدول وتعزيز الأمن والرخاء الإقليميين.
وهددت القوات المسلحة اليمنية التابعة للحوثيين بأنها لن تتردد في استهداف أي سفينة تخالف ما ورد في بياناتها السابقة.
وأكد البيان الاستمرار في منع كافة السفن المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية من أي جنسية كانت من الملاحة في البحرين العربي والأحمر حتى "إدخال ما يحتاجه إخواننا الصامدون في قطاع غزة من غذاء ودواء".