تمارس الولايات المتحدة ضُغوطاً على المملكة العربية السعودية لتأجيل توقيع اتفاقِ سلام مع اليمن والانضمام بدلاً من ذلك إلى قوة مهمة موسعة لحماية الملاحة البحرية لمواجهة هجمات اليمن على السفن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر.
ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة "الأخبار" اللبنانية، تم الانتهاء من مسودة اتفاق سلام بين صنعاء والرياض ويُمكن توقيعها قبل نهاية العام، مما تُنهي بذلك الحرب المدعومة من قبل حلف شمال الأطلسي، التي دمرت أفقر دولة في العالم العربي لمدة ثمانية أعوام.
ويفصل التقرير الصحفي بأن "المملكة العربية السعودية تواجه اختباراً صعباً بين خيارين، إما أن تخرج من المستنقع اليمني بموجب خارطة طريق تم الاتفاق عليها مع صنعاء، أو أن تخضع لتوجيهات الولايات المتحدة وتنضم إلى التحالف البحري الدولي، وهذا يعني البقاء عرضة لابتزاز [الغرب]."
و على الرغم من الضغط الذي تمارسه واشنطن، يبدو أن المملكة "ما زالت تسير على طريق السلام" وتعمل على "تسريع" استكمال اتفاقيات السلام لتجنب "مزيد من عراقيل الإمارات أو العوامل المحلية".
و قدم المفاوضون السعوديون واليمنيون تعليقاتهم النهائية على الاتفاق. و تم تسليم النسخة المنقحة مؤخراً إلى المبعوث الخاص للأمم المتحدة لليمن (هانس غروندبرغ)، الذي بدأ في تنسيق حفلة سلام رسمية.
و وفقاً لمصادر "الأخبار" في الرياض وصنعاء، فإن الاتفاق يتضمن السلام و رفع الحصار البري والبحري والجوي الذي فرضه التحالف الذي تقوده السعودية على اليمن، و"آلية موافقة" لصرف رواتب الموظفين العامين، وتصدير النفط بحرية من المناطق المسيطر عليها من قبل السعودية.
و تُشير "الأخبار" إلى أن "الكرة في ملعب الرياض" وهي تواجه ضغوطاتٍ أمريكية لتأجيل التوقيع والانضمام إلى تحالف حربي ضد اليمن في البحر الأحمر، وتضيف أن قوات مدعومة من الإمارات تسعى أيضاً لعرقلة عملية السلام.
كما سيُعيق اتفاق السلام بين السعودية واليمن جهود الولايات المتحدة لنشر قوة بحرية دولية في البحر الأحمر لحماية التجارة البحرية لإسرائيل.
و ذكرت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية في 17 ديسمبر/ كانون الأول أن "القوة المُسماة مؤقتاً عملية حارس الازدهار" من المقرر الإعلان عنها من قبل وزير الدفاع لويد أوستن خلال زيارته لغرب آسيا.
كما أن من المقرر أن يزور قائد الحرب الأمريكي إسرائيل في وقت لاحق من هذا الأسبوع للاجتماع مع كبار المسؤولين. ووفقاً للصحيفة البريطانية، يعتقد المسؤولون الغربيون أن الولايات المتحدة تمكنت من ضم مشاركة الأردن والإمارات وقطر وعمان ومصر والبحرين.
و على مدى الأسابيع العديدة الماضية، شنّت القوات المسلحة اليمنية هجمات على السفن التجارية المرتبطة بإسرائيل والتي تحاول عبور مضيق باب المندب جنوب قناة السويس.
و استجابةً لذلك، أعلنت خمسة من أكبر شركات الشحن في العالم عن تعليق كامل لنشاطاتها في هذا الطريق البحري الحيوي. وتشمل هذه الشركات OOCL القائمة في هونغ كونغ، وCMA CGM الفرنسية، وMaersk الدانماركية، وHapag-Lloyd الألمانية، وMediterranean Shipping Co. التي تمتلكها إيطاليا وسويسرا.