أعلنت شركة النفط العملاقة البريطانية بريتش بترول (BP)،  الاثنين، أنها علقت جميع رحلات العبور عبر البحر الأحمر مؤقتاً، و ذلك بعد الهجماتِ الأخيرة التي قامت بتنفيذها حركة الحوثيين اليمنية، وهي حركة تحالف مع إيران.
وقالت الشركة وفقاً لرويترز: "نظراً لتدهور ظروف الأمان للمِلاحة في البحر الأحمر، قررت بريتش بترول تعليق جميع المرورات مؤقتاً في البحر الأحمر. وسلامة موظفينا وأولئك الذين يعملون نيابة عنا هي أولوية بريتش بترول".
كما ذكرت سُلطةٌ بحرية بريطانية، الاثنين، عن وقوعِ انفجارٍ مُحتمل بالقُرب من سفينة في مضيق باب المندب بالإضافة إلى حدوث حادثين آخرين في المنطقة، التي تقع في الجزء الجنوبي من البحر الأحمر.

 
•هجمات الحوثيين على السفن تعرقل التجارة العالمية
قررت العديد من شركاتِ الشحن الكُبرى في العالم التخلي عن طُرق الشحن في البحر الأحمر خلال الأيام الأخيرة، وذلك بعد تصاعد الهجمات على السفن في المنطقة.
و بعد عدة هجماتٍ أو تهديدات قريبة من قبل الحوثيين اليمنيين المدعومين من إيران، قررت أكبر شركة شحن في العالم ميرسك وشركة الشحن الألمانية هاباغ لويد تعليق حركة سُفن الحاويات الخاصة بهما في المنطقة مؤقتاً.
وقد استهدف الحوثيون بشكل متقطع السفن في المنطقة، ولكن الهجمات زادت منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس.
حيث استخدموا الطائرات بدون طيار والصواريخ المُضادة للسفن لشنِّ هجمات على السفن، وفي حالة واحدة استخدموا طائرة هليكوبتر لاحتجاز سفينة تابعة لإسرائيل وطاقمها، حسبما أفادت وكالة الصحافة الأمريكية(ap).
و يبدو أن الحوثيين يستهدفون السُفن المرتبطة بإسرائيل، ولكن تعرضت حتى سفن الحاويات وناقلات النفط التي تحمل علم دول مثل النرويج وليبريا للهجوم أو تعرضت لإطلاق صواريخ أثناء عبورها الممر المائي بين أفريقيا وشبه الجزيرة العربية.
وقال مكتب السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي: "تهديد الهجمات المُتعددة الناشئة من الأراضي التي يُسيطر عليها الحوثيون في اليمن يُهدد الملاحة الدولية والأمن البحري، وهو انتهاكٌ خطير للقانون الدولي".
حيث أن حوالي 10% من التجارة البحرية العالمية تمر عبر البحر الأحمر، وبالتالي تُثار مخاوفَ كبيرة بشأن تأثير الوضع على تدفق النفط والحبوب والسلع الاستهلاكية.
لذا سيتعين على السفن التي تحاول إيجاد طرق بديلة للبحر الأحمر اختيار طريقٍ أطول، مما يزيد من تكلفة النقل ويتسبب في تأخير تسليم البضائع.
و تشهد تكاليف التأمين ارتفاعاً كبيراً
يُعد أكبر تأثير فوري لتصعيد الحوثيين الآن هو ارتفاع تكاليف التأمين.
و وفقاً لـ (مونرو أندرسون)، رئيس عمليات في فيسل بروتيكت، وهي شركة تقييم المخاطر الحربية في البحر وتوفر التأمين بالتعاقد من لويدز، قال: "هناك درجة إضافية من عدم الاستقرار تواجه المشغلين التجاريين في البحر الأحمر، والتي من المرجح أن تستمر في رفع معدلات التأمين على المدى القصير إلى المتوسط".
"تضاعفت تكاليف التأمين لشركات الشحن التي تعبر البحر الأحمر، مما يمكن أن يضيف مئات الآلاف من الدولارات إلى رحلة السفن الأكثر تكلفة"، وفقاً لـ (دافيد أوسلر)، مُحرر التأمين في لويدز ليست إنتليجنس، وهي شركة تقدم تحليلات لصناعة الشحن البحري العالمية.
وأضاف قائلاً إنه بالنسبة لأصحاب السفن الإسرائيلية، فقد زادت التكاليف بنسبة 250%، وبعض شركات التأمين لا تغطيهم على الإطلاق.