اليمن: قمة نسوية بمحيط الحكومة الذكورية لاستعادة الحق المسلوب في صنع القرار
يمن فيوتشر - خاص: الأحد, 10 ديسمبر, 2023 - 04:41 مساءً
اليمن: قمة نسوية بمحيط الحكومة الذكورية لاستعادة الحق المسلوب في صنع القرار

[ القمة النسوية السادسة 10ديسمبر2023 ]

تشهد مدينة عدن المُتخذة عاصمة مؤقتة للحكومة اليمنية، واحدة من أكبر التجمعات المدنية الحافلة، مع انعقاد القمة النسوية السادسة التي انطلقت اعمالها اليوم الاحد بمشاركة 200 امرأة من جميع المحافظات، للدفع نحو مشاركة النساء بمراكز صنع القرار وعملية السلام المتعثرة في البلاد.
واختارت القائمات على القمة، قاعة عدن مول للمؤتمرات المطلة على ساحل البحر العربي والواقعة بمحاذاة الطريق المؤدي مباشرة إلى قصر معاشيق الرئاسي الذي تتخذه الحكومة المعترف بها مقرًا لها، مكانًا لإقامة تجمعهن السنوي على أمل أن تسمع الحكومة الذكورية صوتهن الشاحب المطالب باستعادة حقوقهن السياسية في مراكز صناعة القرار المسلوب منهن منذ بداية النزاع في البلاد قبل أكثر من تسع أعوام.
والقمة التي حضرها سفيرتا هولندا وفرنسا في اليمن وممثلون عن المنظمات الدولية والأممية ومكتب المبعوث الأممي وشخصيات اجتماعية محلية، شهدت في يومها الأول خمس جلسات حوارية حول الملف السياسي وعملية السلام وجهود المبعوث الأممي لتحقيق السلام وتأثير قرار الفصل السابع على هذه الجهود، فضلًا عن انعكاسات مستويات العنف ضد النساء وردود فعل المجتمع وتغيير المناخ والنزاع.
وأكدت سفيرة فرنسا لدى اليمن كاترين قرم كمون دعم باريس للعمل النسائي في القمة النسوية والدفاع عن حقوق النساء، معربة عن امتنانها للعمل الجبار الذي تقوم به النساء اليمنيات والمؤسسات النسوية، معتبرة حضورها للقمة للتعرف عن قرب على النساء الفاعلات، إذ تحظى فرنسا بدبلوماسية نسوية فاعلة حول العالم.
وفي السياق ذاته، قالت السفيرة الهولندية لدى اليمن جين جورجين سيبن في كلمتها إن القمة النسوية السادسة ألقت الضوء على الدورِ الحيوي للنساء في دفعِ التغيير الاجتماعي، مؤكدة على الدور الأساسي للنساء في بناءِ السلام والأمن، مطالبة بضرورة مشاركتهن في حلّ الصراعات بهدف تفكيك الحواجز وتعزيز الشمولية.
وطالبت ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة باليمن دينا زوربا في كلمتها بالقمة التي ألقتها نيابة عنها الناشطة النسوية وداد البدوي، الجميع بالاتحاد لإنهاء العنف القائم على أساس النوع الاجتماعي، واستثمار الجهود لرفع أصوات الناشطات والناجيات، ليلعبن دورًا فاعلًا من خلال تدخلاتهن المؤثرة في مختلف المجالات الاجتماعية والسياسية والأمنية والاقتصادية والمدنية. 
وقالت إنه "لا يمكن السماح بأن تتراجع النساء إلى الخلف والقبول بأي شكل من أشكال الانتهاكات أو التمييز ضد النساء والفتيات"، مشددة على ضرورة حشد الموارد والإمكانيات لمواجهة التحديات التي تفاقمت كثيرًا خلال السنوات الأخيرة والتركيز على سُبل الوقاية والاستثمار في التمكين والحماية.
واعتبرت رئيس منظمة وجود للأمن الإنساني، المنظم للقمة، مها عوض تأخر إنهاء الحرب في اليمن يعود لغياب أصحاب المصالح الأساسيين، إذ اقتصرت عمليات المشاورات بين أطراف الصراع فقط. 
وقالت "عوض" إن القمة تسعى لدعم الحركة النسوية في إطار العمل الجماعي الوطني تحت سقف بناء السلام وحماية حقوق المرأة والتأكيد على أنها حقوق غير قابلة على التنازل، مؤكدة أنها لا تزال تنتظر إرادة سياسية جادة وفاعلة للتجاوب مع مطالب وتوصيات القمم السابق التي سُلّمت للحكومة والسلطة المحلية.
بدورها، أكدت الناشطة الحقوقية عضوة اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات حقوق الإنسان إشراق المقطري أن الهدف من هذه القمة هو استكمال ما تم بناؤه في السنوات الماضية في توحيد الجهود النسوية، نحو خطة فاعلة تجاه قضايا تمكين النساء خاصة في المشاركة السياسية وحماية الحقوق ومناهضة كافة أشكال العنف.
أضافت: حريصات أن تشمل الرؤية إشراك النساء مبكرًا في عملية السلام وأجندة المرأة والأمن وتحقيق العدالة الانتقالية، آملة إيلاء مخرجاتها نظرة جادة للتناول والتعاطي مع القمة التي تسعى إلى الضغط على صناع القرار في المستوى الوطني والدولي بمشاركة النساء في تحقيق السلام. ودُشنت القمة التي تستمر يومين بالتزامن مع الذكرى الخامسة والسبعين للتوقيع على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، 1948، وانتهاء الحملة العالمية الـ16 لمناهضة العنف ضد النساء.


التعليقات