يعقد مجلس الأمن الدولي (UNSC) أواسط ديسمبر الجاري اجتماعه الشهري بشأن اليمن، لمناقشة الأوضاع الإنسانية والسياسية، وحالة الجمود الراهنة في جهود بناء السلام، خاصة في ظل المخاوف المرتبطة بالتطورات الإقليمية التي تهدد بتقويضها.
ووفق برنامج العمل الشهري المؤقت للمجلس، والذي تم إقراره أمس الجمعة، فإن الاجتماع بشأن اليمن سينعقد يوم الأربعاء 13 ديسمبر الجاري، في جلسة صباحية مغلقة، كما جرت العادة خلال الاجتماعين الأخيرين.
ويأتي هذا الاجتماع، في ظل استمرار المخاوف من امتداد الحرب بين إسرائيل وحماس إلى اليمن، مع مواصلة الحوثيين هجماتهم ضد إسرائيل، بما في ذلك تهديداتهم المتزايدة للشحن الدولي في البحر الأحمر، الأمر الذي قد يؤدي إلى تقويض جهود السلام في اليمن.
ومن المقرر أن يستمع أعضاء المجلس خلال جلسة المشاورات المغلقة، إلى إحاطات من المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن؛ هانز غروندبرغ، وممثل عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، ورئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (UNMHA)، اللواء مايكل بيري.
ومن المتوقع أن يركز المبعوث الأممي في إحاطته على الجهود الراهنة لبناء السلام في اليمن، خاصة المحادثات المستمرة بين السعودية وجماعة الحوثيين، والتي يُعتقد أنها تقترب من اتفاق شامل لوقف إطلاق النار طويل الأمد في البلاد.
وكان غروندبرغ قد أبلغ المجلس في الإحاطة السابقة (16 نوفمبر الماضي)، عن وجود تقدم في المحادثات بين الحوثيين والسعودية، وقال إنه بعد التوصل إلى اتفاق محتمل، سيعمل مكتبه على وضع خارطة طريق، ستكون بمثابة موجه لعملية سياسية (يمنية - يمنية) تحت رعاية الأمم المتحدة من أجل التوصل إلى حل شامل للصراع.
كما قد يجدد المبعوث الأممي حرصه على تجنب الخلط بين التطورات الإقليمية وجهود السلام في اليمن، خاصة وأن لقائه الأخير مع السفير السعودي لدى اليمن؛ محمد آل جابر، الذي يقود السعودية مع الحوثيين، اتفق فيه الاثنان على "أهمية الحفاظ على بيئة مواتية لمواصلة الحوار البناء بهدف التوصل إلى تسوية سياسية شاملة في اليمن".
فيما من المتوقع أن يقدم ممثل مكتب الشؤون الإنسانية، إحاطة شاملة حول تدهور الأوضاع الإنسانية في اليمن، والتي تغذيها وتزيد من تفاقمها الظروف الاقتصادية السيئة ونقص التمويل الحاد لجهود الإغاثة والقيود المفروضة على تحركات العاملين في المجال الإنساني والإغاثي وحركة البضائع بين مختلف المحافظات.
يذكر أن اجتماع مجلس الأمن في شهر ديسمبر سيكون الأخير بحضور الإمارات، التي تنتهي ولايتها في المجلس هذا الشهر، وهي التي تمثل عضوا في التحالف الذي تقوده السعودية، وتهتم بشدة بكيفية تعامل المجلس مع الوضع في اليمن.