ساعات قليلة قبل انتهاء الهدنة في غزة، تعمل وساطات دولية على تمديدها لتسهيل إطلاق سراح مزيد الرهائن الذين يحتجزهم المسلحون، والفلسطينيين المسجونين في إسرائيل، اغتنامًا للإيقاف المؤقت لإطلاق النار بعيد المواجهات الأعنف منذ عقود بين إسرائيل وحركة حماس.
ووافقت إسرائيل على تمديد الهُدنة التي كان من المقرر انتهاؤها الاثنين الماضي، بيومٍ واحد لكل 10 رهائن يتم إطلاقهم، ومن المتوقع أن تفرج حماس مجموعة أخرى من الرهائن في وقت لاحق، الأربعاء. حيث تم إطلاق 12 رهينة، بينهم 10 إسرائيليين، الثلاثاء، مما يرفع إجمالي عدد الأشخاص الذين تم إطلاقهم خلال الهدنة إلى 81.
غير أن حكومة نتنياهو تعهدت باستئناف الحرب الهادفة لإنهاء حكم حماس لقطاع غزة الذي دام حتى الآن 16 عامًا، لكنها تواجه ضغوطًا دولية متزايدة لتمديد الهدنة وتجنب شن هجوم بري مدمر على جنوب المدينة المنكوبة كما حدث لمناطق الشمال.
وتُشير قدرة حماس على التفاوض وتنفيذ وقف إطلاق النار إلى أن الحملات الجوية والبرية الإسرائيلية لم تشكل تحديًا جديًا لسيطرة الحركة على غزة، على الرغم من قتل آلاف الفلسطينيين وتشريد ثلاثة أرباع السكان من منازلهم.
*الخارجية الأمريكية تحث على تمديد وقف إطلاق النار ومناقشات حول مستقبل غزة*
قال وزير الخارجية الأمريكي (أنتوني بلينكن) إن إدارة بايدن ترغب في رؤية تمديدٍ جديد لاتفاق وقف إطلاق النار في حرب إسرائيل مع حماس بعد الانتهاء الحالي لضمان إطلاق سراح المزيد من الرهائن الذين تحتجزهم حماس وتعزيز توصيل المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وبينما كان يستعد لزيارته الثالثة للشرق الأوسط منذ بدء الحرب مع هجمات حماس في إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، أعلن بلينكن، الأربعاء، أنه بالإضافة إلى مناقشة التخطيط اللوجستي والتشغيلي قصير الأجل، تعتقد الإدارة الأمريكية أنه من الضروري مناقشة أفكار حول حكم غزة المستقبلي في حال تحقيق إسرائيل هدفها المعلن بالقضاء على حماس.
وقاومت إسرائيل والدول العربية مناقشة مثل هذا التخطيط، حيث ركز المسؤولون الإسرائيليون على مواصلة الحرب، بينما أصر قادة الدول العربية على أن الأولوية الفورية يجب أن تكون إنهاء القتال الذي أودى بحياة آلاف المدنيين الفلسطينيين.
وقال بلينكن للصحفيين، في بروكسل، على هامش مشاركته اجتماع وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي (الناتو): "نتطلع في الأيام المقبلة إلى التركيز على ما يمكننا فعله لتمديد التوقف حتى نتمكن من مواصلة إطلاق المزيد من الرهائن وتقديم المزيد من المساعدة الإنسانية"، مضيفًا "سنُناقش مع إسرائيل إمكانية تحقيق هدفها في ضمان عدم حدوث هجمات إرهابية مثل تلك التي وقعت في 7 أكتوبر/تشرين الأول، في حين نواصل زيادة المساعدة الإنسانية وتقليل معاناة المدنيين الفلسطينيين".
"الجميع يركز على ما يحدث في غزة الآن، لكننا أيضًا بحاجة إلى التركيز في الوقت نفسه -ونحن في محادثات مع العديد من البلدان الأخرى- على ما أسميه 'اليوم التالي واليوم الذي يليه'. أقصد، ماذا يحدث في غزة بعد انتهاء الحملة؟"، أوضح أيضًا.
*عباس يدعو لعقد مؤتمر دولي لحل الصراع في الشرق الأوسط*
دعا الرئيس الفلسطيني (محمود عباس) إلى عقد مؤتمرٍ دولي لحل الصراع في الشرق الأوسط. وقال، الأربعاء، إن الفلسطينيين على استعدادٍ للتعاون مع المجتمع الدولي في "عملية سياسية جادة" تؤدي إلى إقامة دولة مستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، وهي الأراضي التي استولت عليها إسرائيل في حرب الشرق الأوسط عام 1967، كما دعا مرة أخرى إلى وقف الحرب في القطاع.
وتُدير سُلطة عباس الفلسطينية أجزاء من الضفة الغربية المُحتلة من قِبل إسرائيل، حيث طردت حماس قواته من غزة عندما استولت على السلطة هناك عام 2007. ويُعتبر أبو مازن شخص غير شعبي للغاية بين الفلسطينيين، حيث يرى العديد منهم السلطة الفلسطينية شريكة في الاحتلال الإسرائيلي؛ لأنها تنسق مع إسرائيل في قضايا الأمن.
وقالت الولايات المتحدة إنه يجب أن تدير "سلطة فلسطينية معززة" غزة والضفة الغربية كجُزء من حل الدولتين المتوقع للصراع القديم المستمر منذ ثمانية عقود.
وقام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو برفض الفكرة، فيما تُعارض حكومته بشدة إقامة دولة فلسطينية، حيث انهارت أحدث جولة جدية من المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية قبل أكثر من عقد من الزمان.
**عشرات الرهائن الإسرائيليين لا يزالون تحت الأسر في غزة*
صرّح المتحدث الحكومي الإسرائيلي (إيلون ليفي)، الأربعاء، أن هناك حوالي 161 رهينة لا يزالون تحت الأسْر في غزة. ويشمل ذلك 146 إسرائيليًا و15 أجنبيًا، من بينهم 126 رجلًا و35 امرأة. ولا يزال هناك أربعة أطفال تحت سن 18 عامًا و10 أشخاص يبلغون من العمر 75 عامًا وأكثر. ولم يتضح عدد الجنود من بين الرهائن، وفقًا لما قاله.
وقال (ليفي) خلال مؤتمرٍ صحفي: "نرغب في إعادة جميع الرهائن إلى ديارهم، ونحن ملتزمون بهذا الوعد، لن نترك أحدًا". مضيفًا "الإطار الحالي يتيح لنا بضعة أيام إضافية للإفراج عن مزيد الرهائن، وطالما أن هناك عرضًا جادًا على الطاولة لإطلاق سراح الرهائن المتبقيين كما نطالب، فإننا بالطبع سننظر في كل اقتراح جاد؛ لأننا ملتزمون ببذل كل ما في وسعنا لإعادتهم".
*الصحة العالمية: الأمراض قد تفتك بالمدنيين أكثر من الحرب*
حذر رئيس منظمة الصحة العالمية، الأربعاء، من أن عدد الأشخاص الذين قد يموتون في قطاع غزة بسبب الأمراض قد يتجاوز عدد الضحايا الناجمة عن القصف.
وأوضح تيدروس أدهانوم غيبريسوس -المدير العام- أن هناك تهديدًا متزايدًا لانتشار الأمراض جراء اكتظاظ الملاجئ ونقص الغذاء والمياه والصرف الصحي والدواء.
وأشار إلى أن 111,000 شخص يعانون من التهابات الجهاز التنفسي و75,000 آخرين يعانون من الإسهال، يزيد عدد الأطفال دون سن الخامسة عن نصفهم.
وقال: "بناءً على ظروف المعيشة ونقص الرعاية الصحية، قد يموت المزيد من الأشخاص بسبب الأمراض بدلًا من القصف، إنها مسألة حياة أو موت للمدنيين"، مطالبًا بوقف دائم لإطلاق النار.
ووفقًا لأرقام الأمم المتحدة، تسببت الحرب -التي اندلعت على إثر هجوم حركة حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي- في نزوح ما يصل إلى 1.8 مليون شخص، أي حوالي 80٪ من سكان غزة.
*كارثيًا إذا ما استأنفت إسرائيل هجومها جنوبًا*
يخشى الفلسطينيون في غزة استئناف حرب إسرائيل وحماس، التي أحضرت مستوياتٍ غير مسبوقة من الوفيات والدمار والتشريد في الشريط الساحلي.
يقول عمر الدراوي، العامل في مستشفى الأقصى الشهداء المكتظ في بلدة دير البلح: "نحن مللنا، نريد أن تتوقف هذه الحرب".
وقال (إيهاب أبو عوف) -وهو أب لثلاثة أطفال يقيم مع عائلة أخرى في جنوب غزة- إنه حاول مرتين العودة إلى منزله في الشمال قبل أن يتم إرجاعه من قبل القوات الإسرائيلية.
تحدث الرجلان، الأربعاء، بينما يعمل وسطاء دوليون على تمديد وقف إطلاق النار الذي أوقف القتال لمدة أسبوع تقريبًا. وقال الاثنان إن الأمر سيكون كارثيًا في حال استأنفت إسرائيل هجومها وأرسلت قواتها جنوبًا، حيث لجأ مئات الآلاف من الفلسطينيين.
وقال (أبو عوف): "إلى أين سنذهب بنسائنا وأطفالنا؟ إنهم يريدون نكبة جديدة"، في إشارة إلى مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين هربوا أو تم تهجيرهم مِمّا يسمى الآن إسرائيل خلال الحرب عام 1948 التي أعقبت تأسيسها.
وقد رفضت مصر استقبال اللاجئين الفلسطينيين وأغلقت إسرائيل حدودها منذ بداية الحرب.
*أردوغان يصف نتنياهو بـ"جزار غزة"*
اتهم الرئيس التركي (رجب طيب أردوغان)، الأربعاء، رئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين نتنياهو) بارتكاب "واحدة من أسوأ المجازر" في القرن، وقال إنه سيبقى في التاريخ باسم "جزار غزة".
وأضاف أردوغان، الذي يعتبر منتقدًا صريحًا وبحدية للإجراءات العسكرية الإسرائيلية في غزة، أن حكومته ستضمن محاسبة إسرائيل على أفعالها أمام المحاكم الدولية.
وفي خطابه الدوري أمام أعضاء الحزب الحاكم، أكد أردوغان أن إجراءات إسرائيل تساهم في تعزيز العداء تجاه السامية، بينما تشجع قادة الغرب على تحريض الكراهية تجاه الإسلام.
وقال: "من خلال الجرائم التي ارتكبها في غزة، يُشعل نتنياهو العداء تجاه السامية ويعرض أمن شعب إسرائيل وجميع اليهود للخطر. والمهاجرون الذين يعيشون في البلدان (الغربية) يدفعون ثمن التصريحات غير المسؤولة لقادة الغرب الذين يشوهون صورة الفلسطينيين".
*بايدن: “أتمنى لو كنت هناك لأحتضنها* ”
أُطلقت الطفلة البالغة من العمر أربع سنوات (أبيجيل إيدان) من المستشفى في وقت متأخر من مساء، الثلاثاء، بعد أكثر من 50 يومًا كرهينة في غزة، حسبما أفاد المتحدث باسم مركز سنايدر لطب الأطفال في بيتح تكفا.
وكانت المواطنة الأمريكية الإسرائيلية هي أول رهينة أمريكية يتم إطلاق سراحها بموجب وقف إطلاق النار.
واحتفلت (أبيجيل) بعيد ميلادها الرابع وهي رهن الاحتجاز.
وقُتل والديها في هجوم حماس الذي أشعل الحرب في 7 أكتوبر/ تشرين الأول. وخلال الهجوم، هربت إلى منزل جارتها لتأخذ الملجأ، وقامت عائلة برودوتش بإيوائها قبل أن يأخذ المسلحون العائلة إلى غزة.
كما تم إطلاق سراح (هاجر برودوتش) وأطفالها الثلاثة، الأحد الماضي.
واحتفل الرئيس جو بايدن بإطلاق سراحها، وقال للصحفيين: “أتمنى لو كنت هناك لأحتضنها”.
*امرأة فلبينية ثانية*
وصلت امرأة فلبينية إسرائيلية إلى إسرائيل بعد أن تم إطلاق سراحها من قبل حماس ليلًا، الثلاثاء، كجزء من مجموعة مؤلفة من 12 رهينة، حسبما أعلن الرئيس الفلبيني في وسائل التواصل الاجتماعي في وقت مبكر من صباح الأربعاء.
وكانت (نورالين باباديلا) هي الفلبينية الثانية التي تم إطلاق سراحها من الأسر في غزة خلال وقف إطلاق النار في حرب إسرائيل وحماس. ومع إطلاق سراحها، قال الرئيس فيرديناند ماركوس: "تم تسجيل جميع الفلبينيين المتأثرين بالحرب".
وذكرت السفارة الإسرائيلية في مانيلا في بيان أن باباديلا، التي كانت تعيش في إسرائيل وتعمل كمقدمة رعاية، كانت تزور أصدقاء في كيبوتس نيريم مع زوجها خلال هجوم حماس في 7 أكتوبر/ تشرين الأول. وقتل زوجها (جيديون باباني) خلال الهجوم واحتُجزت باباديلا كرهينة. كما شكر ماركوس إسرائيل على تيسير إطلاق سراح باباديلا وشكر مصر وقطر، اللتين ساعدتا في التوسط في وقف إطلاق النار، "على دورهما الحاسم في هذه العملية خلال الأسابيع الماضية".
*مجموعة السبع تدعو لإطلاق كافة الرهائن دون قيد أو شرط*
دعا وزراء خارجية مجموعة السبع من كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وبريطانيا والولايات المتحدة، بالإضافة إلى الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي، إلى الإفراج غير المشروط عن جميع الرهائن المُحتجزين من قبل حماس وتسهيل مغادرة الأجانب من غزة، وفقًا لبيان صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية.
وأكدت مجموعة السبع أيضًا دعمها لمواصلة تمديد التوقف الحالي عن القتال.
وجاء في البيان: "نحن ملتزمون بقوة في التعاون مع جميع الشركاء في المنطقة لمنع التصعيد الأكثر تفاقمًا للصراع".
قال المستشار الأمني الوطني في البيت الأبيض (جيك سوليفان)، الثلاثاء، إن الولايات المتحدة نقلت عن طريق الجو أكثر من 54,000 رطل من المواد الطبية والمساعدات الغذائية المتجهة إلى غزة إلى منطقة تجميع في مصر.
وقال سوليفان إن هناك اثنتين من رحلات النقل الجوي مخطط لهما في الأيام القادمة. ومنذ 21 أكتوبر/ تشرين الأول، تم توصيل أكثر من ألفي شاحنة لنقل المساعدات إلى غزة.