خيب زعيم حزب الله اللبناني حسن نصرالله توقعات الكثير من انصاره الذين كانوا يعولون على خطابه امالا عريضة في اعلان موقف حازم ردا على الهجوم الاسرائيلي الوحشي على قطاع غزة.
وظهر رجل الدين الشيعي الموالي لايران بعد قرابة شهر على اطلاق حركة حماس لعملية "طوفان الاقصى" في السابع من اكتوبر الماضي، مكررا ذات التهديدات التي اصدرتها اطراف اخرى ضمن ما يسمى ب"محور المقاومة"، والتي رهنت تدخلها بالحرب في غزة بتجاوز اسرائيل وحلفائها ل"الخطوط الحمراء"، حد وصفهم.
وقال نصر الله الذي اعتادت وسائل الاعلام على وصفه بالخصم اللدود لاسرائيل بأن "جبهة لبنان وتصاعدها مرهون بأمرين، الأول تطور الأحداث في غزة، والثاني هو سلوك العدو الصهيوني تجاه لبنان"، حد تعبيره.
وحذر زعيم حزب الله "العدو الإسرائيلي" من بعض التمادي تجاه المدنيين في لبنان، قائلا ان هذا "سيعيدنا إلى معادلة المدني مقابل المدني".
وقال ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي بان خطاب حسن نصرالله كان دون المتوقع.
وذهب البعض الى القول" ليته صمت".
وكتب الصحفي اليمني انيس منصور الذي ظل على مدى الايام السابقة يرفع من سقف توقعاته للخطاب " الرأي العام كان منتظرا اعلان الحرب لان حماس تدافع عنكم جميعاً ".
وعلق الصحفي الفلسطيني الموالي لحزب الله عبد الباري عطوان بالقول" بصراحة كنت أتمنى أن يكون الخطاب مختلفا عن الخطاب الذي سمعناه".
واوضح" كنا نتوقع مشاركة اكبر من قبل حزب الله في هذه الحرب تطبيقا لسياسة وحدة الساحة".
ورأى الاكاديمي والسياسي المصري حسن نافعة بان "خطاب نصر الله جاء كما توقعنا، دقيقا من حيث التحليل، ومتوازنا من حيث النغمة، وحاسما من حيث الموقف والأهداف".
واشار الى ان الخطاب اعطى المقاومة الفلسطينية حقها، وتعهد في الوقت نفسه بانه لن يتركها وحدها، ولن يسمح لاحد بان يسرق انتصارها، وهو اهل للثقة ،حد قوله.
وجاء تعليق الصحفي اليمني محمود ياسين على الخطاب لاذعا، اذ كتب على حسابه في منصة "اكس" متهكما" خطاب نصر الله عملية محو لسردية حزب الله واشبه برجل حشد الناس ووقف أمامهم ليتبول على تاريخه".
وسخر كثير من الناشطين المناوئين لمشروع طهران في المنطقة مما جاء في الخطاب الذي وصفوه بانه "استعراضي" و "ايراني لكن بلغة عربية".
وقالت الاعلامية السورية صبا مدور "أتابع خطاب نصر الله كما أتابع خطاب نتنياهو.. كلاهما يقتل أطفالنا".
وجاء في بيان لهيئة علماء المسلمين في العراق بأن الخطاب يعكس" الهروب الفاضح من المسؤوليات التي ادعى فيها (محور إيران): أنه جزء من المقاومة، ليصادق خطاب اليوم على أن قضية فلسطين بالنسبة لهذا (المحور) ليست سوى مظنة تحقيق مكاسب سياسية ذات أهداف خاصة، وبما يعني الإجهاز التام على مقولة (وحدة الساحات) التي طالما تحدث عنها أتباع هذا المحور".
من ناحيته كتب الاعلامي في قناة الجزيرة فيصل القاسم ساخرا "كنت يومياً أتلقى مئات الشتائم من أخوة فلسطينيين كانوا مخدوعين بميليشيات إيران، لكن الكثيرين منهم اعتذر اليوم بعد خطاب نصرالله، وتقلص حجم الشتائم في حساباتي بشكل ملحوظ".
لكن الاكثر سخرية كان تعليق الناشط الاسرائيلي ايدي كوهين الذي كتب"
سماحة السيد حسن نصر الله شكرا لك على خطابك العقلاني تجاه دولتنا ونثني على كلامك وسحب عبارة انكم ستتدخلون اذا حدث التدخل البري".
اضاف "نحن في تل ابيب نتفهم حاجتكم لبعض عبارات الحماسة والتهديد والوعيد فهي ضرورية لقطيع الأغنام والبقر الذي ترعونه".
في المقابل دافع ناشطون موالون
لايران في اليمن والمنطقة عن مضمون الخطاب الاول لزعيم حزب الله منذ حرب غزة، والذين اعتبروه خطابا عظيما لسيد المقاومة، حد وصفهم.
وهاجم القيادي البارز في جماعة الحوثي عبدالله صبري منتقدي الخطاب قائلا "كنت أتمنى من انتقدوا خطاب السيد اليوم أن يتجردوا من حماقة الطائفية التي أعيت من يداويها".
الى ذلك قال الاعلامي اللبناني محمد كازان ان، "القوة ليست فقط في الحماس والإنفعال، القوة هي في كيفية ضبط واستخدام القوة"..مضيفا "هكذا كان خطاب سماحة السيد".