يعيش عشرات الآف المعلمين اليمنيين في ظل أوضاع صعبة يكابدون فيها صنوف العناء من أجل تأمين لقمة العيش لهم ولأطفالهم.
في اليوم العالمي للمعلمين، الذي يصادف اليوم الخميس 5 أكتوبر 2023، نجد أن شريحة المعلمين في عموم أنحاء اليمن يعانون الأمّرين، سواء في مناطق نفوذ الحكومة المعترف بها دولياً، أو المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثيين.
ففي مناطق نفوذ الحكومة لا يزال المعلمين يعيشون معاناة دائمة جراء استمرار الجهات المعنية في تأخير صرف رواتبهم دون مراعاة لظروفهم ودورهم الحيوي في بناء المجتمع، الأمر الذي دفعهم وفي أكثر من مناسبة إلى الإضراب عن العمل، لعل وعسى يستجيب المسؤولين، لكن دون فائدة.
أيضاً يعاني المعلمون من ضآلة المرتب الذي يستلمونه في ظل موجة الغلاء الفاحش التي طالت كل شيء، لدرجة أن ما يستلمونه من راتب يكفي بالكاد لتلبية احتاجاتهم وأسرهم لأسبوع فقط على أقصى تقدير.
أما في المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثيين، فإن معاناة المعلمين مضاعفة، إذ أنهم بلا رواتب منذ أكثر من 8 سنوات، وترفض الجماعة تسليم رواتبهم من الإيردات الضخمة التي تتحصل عليها.
وما يزيد من حجم المعاناة التي يكتوي بنارها المعلمون في مناطق سيطرة الحوثيين، أن الجماعة ترفض أي مطالبات مشروعة للمعلمين بالحصول على رواتبهم من موارد السلطات التي يعملون في نطاق سيطرتها، وليس ذلك فقط بل لجأت مؤخراً إلى استخدام الوسائل الترهيبية وتنفيذ حملات اعتقالات ضد المعلمين المطالبين برواتبهم.
وزجت الجماعة بعدد من المعلمين في سجونها ومعتقلاتها، واستبدال المضربين منهم بعناصر من أتباعها من خريجي الثانوية أو أقل منها، مما يعرض العملية التعليمية للخطر.
وفي الوقت الذي يحتفل فيه العالم بهذا اليوم لإحياء ذكرى توقيع توصية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) ومنظمة العمل الدولية لعام 1966 بشأن أوضاع المدرسين، والتي تضع مؤشرات مرجعية تتعلق بحقوق ومسؤوليات المعلمين، ومعايير إعدادهم الأولي وتدريبهم اللاحق، وحشدهم، وتوظيفهم، وظروف التعليم والتعلم، نجد أن المعلم في اليمن يعيش ظروفاً صعبة تجعله أسيراً للقمة العيش التي يسد بها رمقه ورمق أطفاله، ولسان حاله يقول: "عيدٌ بأي حال عدت يا عيدُ"!!