قال رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن -(وهي مجموعة تضم ميليشيات مدججة بالسلاح وممولة بشكلٍ جيد)- عيدروس الزبيدي، اليوم الجمعة إنه سيُعطي الأولوية لإنشاء دولة مُنفصِلة في المُفاوضات مع منافسيهم الحوثيين.
 وتأتي تعليقات الزبيدي في مقابلةٍ مع وكالة (أسوشيتد برس)، بعد أيامٍ من اختتام مُحادثات تاريخية في الرياض بين الحوثيين والمملكة العربية السعودية، التي تقود تحالفاً يقاتلهم في الحرب الأهلية في البلاد. و تُشير هذه التصريحات إلى أن مجموعته قد لا تنضم إلى حلٍ دون تضمين إنشاء دولة منفصلة.
وكانت رحلته إلى اجتماع القادة رفيعي المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة تهدف إلى تضخيم الدعوة إلى الانفصال الجنوبي، والتي أخذت مقعداً خلفياً في المُناقشات التي تهدف إلى إنهاء الحرب الواسعة في البلاد. وفي وقتٍ سابق من هذا العام، قام رئيس الحكومة المعترف بها دولياً في البلاد بتجاهل هذه القضية.
وفي حديثه (للأسوشيتد برس)، أشار (الزبيدي) إلى أن مُحادثات الرياض كانت أولية، وقال: "إن مجلسه الانتقالي يخطط للمشاركة في مرحلةٍلاحقة".
 و أضاف (الزبيدي) -و هو في جناحه الفندقي الشاهق بالطابق الأربعين في مجمع الأمم المتحدة- قائلاً: "نُطالب بعودة الدولة الجنوبية بسيادتها الكاملة، وهذا سيحدث من خلال بِدء المفاوضات مع الحوثيين، وبالتأكيد ستكون المفاوضات طويلة، وهذا هو هدف استراتيجيتنا للمفاوضات معهم”.
حيث بدأت حرب اليمن في عام 2014 عندما اجتاح الحوثيون معقلهم الشمالي واستولوا على العاصمة صنعاء، إلى جانب جُزء كبير من شمال البلاد.  ورداً على ذلك، تدخل التحالف الذي تقوده السعودية في عام 2015 لمحاولة إعادة الحكومة المعترف بها دولياً إلى السلطة.
 وتُمثل المحادثات التي استمرت خمسة أيام وانتهت يوم الأربعاء أعلى مستوى من المفاوضات العامة مع الحوثيين في المملكة.  و أصبح الصراع متورطاً في حربٍ إقليمية واسعة وقامت المملكة العربية السعودية بمواجهتها ضد منافستها الإقليمية إيران منذ فترة طويلة.
وقال (الزبيدي) إنه يُرحب بجهود المملكة العربية السعودية للتسوية الخلاف. حيث كانت كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة حليفتين قويتين طوال الصراع الطويل الأمد. ومع ذلك، وجدت القوى الخليجية نفسها في بعض الأحيان على طرفي نقيض من الاقتتال الداخلي المطول، مع سيطرة الانفصاليين في مرحلة ما على عدن.
 و لم يُحدد إجابة معينة في رده، على سؤال مباشر عمّا إذا كانت الإمارات قدمت أموالاً أو أسلحة أم لا.
وفي حين أكد (الزبيدي) مِراراً و تِكراراً على أن أولوية الحكومة اليمنية هي إنشاء دولة جنوبية، بنفس الحدود التي كانت موجودة قبل الوحدة اليمنية عام 1990، فقد أقر بأن شعبه هو الذي سيقرر و يحدد في نهاية المطاف.
و وفقاً للقانون الدولي قال أنه سيكون بإمكانهم التصويت في استفتاء على بدائل تشمل حكومة اتحادية واحدة.
 وقال ايضاً: «أنا في نيويورك وعلى بُعد أمتار من مقر الأمم المتحدة، ولا نطلب إلا ما ورد بموجب القوانين التي وضعتها الأمم المتحدة وأسست عليها، و من حقنا العودة إلى فترة ماقبل عام 1990».