لقى القائد الامني البارز الموالي للمجلس الانتقالي الجنوبي عبداللطيف السيد اليوم الخميس حتفه بهجوم ارهابي في مديرية مودية شرقي محافظة ابين، حيث كان يقود حملة عسكرية لطرد عناصر تنظيم القاعدة التي تنشط في المنطقة الجبلية الوعرة الحدودية مع محافظة شبوة المجاورة .
تأتي عملية اغتيال السيد (40 عاما) الذي يتحدر الى محافظة ابين بعد نحو اسبوع من تعيينه رسميا هناك في منصب قائد قوات الحزام الامني، ابرز التشكيلات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي المطالب بالانفصال.
برز اسم عبد اللطيف السيد، بصفته احدى القيادات النافذة في جماعة انصار الشريعة الجناح المحلي لتنظيم القاعدة التي سيطرت على مدن جنوبية عدة  بمحافظة ابين في العام 2011، اثناء انشغال الرئيس السابق علي عبد الله صالح بمواجهة الاحتجاجات الشعبية التي أطاحت به بعد 33 عاما من التشبث المستميت بالسلطة.
لكن سرعان ما تخلى الرجل عن التنظيم الارهابي، ليتحلق بمعسكر الرئيس عبدربه منصور هادي، مشكلا ما سمي ب"اللجان الشعبية"،وهي مجموعة من المقاتلين القبليين الذين خاضوا معارك جنبا إلى جنب مع الجيش اليمني في حملة عسكرية مدعومة من الولايات المتحدة لطرد عناصر القاعدة من ابين في يونيو 2012. 
مع عودة صعود نفوذ تنظيم القاعدة قي العام 2015، والذي استغل حالة الفراغ السياسي والامني، وانشغال الحكومة اليمنية وحلفائها الإقليميين بالحرب مع الحوثيين شمالي البلاد، انخرط السيد مجددا بمواجهات عنيفة مع عناصر التنظيم الارهابي الذين نجحوا مرة اخرى بالسيطرة على مساحات وسعة جنوبي اليمن.
 في وقت لاحق من نفس العام تمكنت قوات حكومية، بمشاركة اللجان الشعبية التابعة لعبد اللطيف السيد، وبدعم جوي من التحالف الذي تقوده السعودية من طرد عناصر التنظيم الارهابي من معاقلهم الرئيسية في محافظة ابين.
على إثر تدخل التحالف السعودي الاماراتي، حرصت ابوظبي على انشاء ودعم تشكيلات عسكرية وحزمة امنية موالية لها تحت سلطة المجلس الانتقالي الجنوبي المطالب بالانفصال، وتم تعيين عبداللطيف السيد الذي نجا من محاولات اغتيال عدة نفذتها القاعدة، قائدا على رأس قوات لحزام الامني في ابين.
على مدى السنوات الاخيرة لعبت قوات الحزام الامني دورا فاعلا في تمكين  المجلس الانتقالي الجنوبي من فرض سلطة الامر الوقع على مدينة عدن، ومحافظات لحج وابين وسقطرى.
 ومنذ اغسطس العام الماضي تقود قوات الحزام الامني في ابين الى جانب وفصائل مسلحة اخرى موالية للمجلس الانتقالي حملة عسكرية مكلفة لطرد عناصر القاعدة التي لا تزال تتحصن في مناطق جبلية نائية على الحدود مع محافظتي شبوة والبيضاء.