نفذ أكثر من 40 طالباً يمنياً عملية جمع عينات الحمض النووي البيئي (eDNA) في عدد من مناطق أرخبيل سقطرى في إطار مشروع عالمي لفهم التنوع البيولوجي للمحيطات وآثار تغير المناخ.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) في تقرير نشرته الأربعاء: "جمع 44 طالباً (بين 11 - 16 عاماً)، من أربع مدارس يمنية، عينات من المياه في 5 مناطق محمية بحرية مختلفة عبر موقع التراث العالمي في أرخبيل سقطرى، وهي: روش وقرية لاغون وديحمري وديطواح قلنسيا ومحفيرهن".
وأضاف التقرير أن العملية التي جرى تنفيذها بين 28 يونيو و3 يوليو الماضين، تأتي كجزء من بعثات الحمض النووي العالمية التي تقوم اليونسكو حالياً بتجريبها عبر 25 موقعاً للتراث العالمي البحري لفهم التنوع البيولوجي للمحيطات بشكل أفضل وآثار تغير المناخ.
وأشار إلى أن المجموعة قامت بتصفية المواد الجينية للأنواع باستخدام بروتوكولات ومعدات أخذ العينات التي توفرها اليونسكو، وتحت إشراف خبراء من هيئة حماية البيئة (EPA)، وتم تجهيزها للشحن إلى مختبر متخصص للتحليل جنباً إلى جنب مع العينات الأخرى الآتية من جميع أنحاء العالم.
وأوضح التقرير أن بعثة الحمض النووي البيئية التي أُطلقت بين سبتمبر 2022 وأبريل 2023، هي مبادرة مشتركة بين اليونسكو واللجنة الأوقيانوغرافية الحكومية الدولية ومركز التراث العالمي، وتأتي في سياق مؤتمر الأمم المتحدة لعلوم المحيطات من أجل التنمية المستدامة (2021-2030)، ويتم تنفيذها بدعم من الحكومة البلجيكية.
وأكد أن المبادرة تهدف إلى تقديم لمحة أولية عن التحولات الجغرافية والتوزيعية المحتملة لأنواع الأسماك نتيجة لتغير المناخ، وقال: "من المتوقع أن توفر بيانات الحمض النووي البيئي لمحة عن ثراء التنوع البيولوجي عبر مواقع التراث العالمي البحري، وخاصة لأنواع الأسماك".
وكشفت اليونسكو أن النتائج النهائية لبعثات الحمض النووي والبيانات الناتجة عنها ستكون متاحة للجمهور في ربيع 2024 من خلال نظام معلومات التنوع البيولوجي للمحيطات التابع للمنظمة، والذي يعد أكبر قاعدة بيانات علمية مفتوحة للأنواع البحرية في العالم.
ويعد الحمض النووي البيئي طريقة علمية مبتكرة يمكن استخدامها لرصد وتقييم التنوع البيولوجي للمحيطات دون الحاجة إلى استخراج الكائنات الحية من بيئتها، إذ "يحتوي لتر واحد فقط من الماء على مادة وراثية من مئات الأنواع، الأمر الذي قد يساعد في تحديد ثراء التنوع البيولوجي في المنطقة".
يعتبر أرخبيل سقطرى واحداً من أهم مواقع التراث العالمي بسبب المستوى الاستثنائي للتنوع البيولوجي الأكثر ثراءً وتميزاً والتوطن في العديد من مجموعات الكائنات البرية والبحرية، وتم إدراج مجموعة جزره في قائمة التراث العالمي لليونسكو في عام 2008. وتتميز الحياة البحرية في سقطرى بالتنوع الشديد مع 253 نوعاً من الشعاب المرجانية، و730 نوعاً من الأسماك و300 نوع من السلطعون والكركند والروبيان.