كشف مسؤول في هيئة الاثار الخاضعة لسلطة الحوثيين في صنعاء أن هناك آلاف القطع الأثرية اليمنية يتم عرضها في المزادات العلنية في الكثير من دول العالم، بعد أن تم تهريبها للخارج عن طريق عصابات الجرائم المنظمة وتجار الآثار التي نشطت خلال سنوات الحرب.
وقال عبد الكريم البركاني، مدير حماية الآثار والممتلكات الثقافية في هيئة الآثار بصنعاء، خلال حوار مع وكالة "سبوتنيك" الروسية: "الآثار اليمنية تمت استباحتها خلال سنوات الحرب، ويتم تهريبها للخارج عن طريق عصابات الجرائم المنظمة وتجار الآثار، بغرض الكسب غير المشروع، ونلاحظ أن هناك آلاف القطع الأثرية التي يتم عرضها في المزادات العلنية العالمية في الكثير من دول العالم".
وأضاف أن التراث اليمني يتعرض اليوم إلى هجمة شرسة متأثرا بالحرب الدائرة في البلاد منذ 8 سنوات، وقال: "الحرب أضرّت بالمواقع والمعالم الأثرية، حيث تم تدمير الكثير منها، إلا أنها ليست السبب الرئيسي، فهناك أسباب أخرى منها تغلغل الجماعات التكفيرية التي أنتجتها أجواء الحرب، لتقوم بتدمير المواقع والمعالم الأثرية الإسلامية خاصة في القطاع الغربي من البلاد، الذي لا يزال يشهد صراعا مسلحا".
وأشار إلى أن دور هيئة الآثار في حماية تراث اليمن الثقافي والمادي متعثر في الوقت الراهن بسبب قلة الإمكانات وظروف البلاد الصعبة، وهو ما "أحدث فجوة كبيرة في نشاط وأداء الهيئة في مجال المسح والتنقيب والتوثيق في الكثير من المواقع الأثرية، كل الأمور شبه متوقفة، وقد لا نستطيع التحرك إلى أقرب منطقة لمواجهة أي بلاغ عن تدمير لمواقع أثرية".
وطالب البركاني المنظمات الدولية المعنية بالتراث الإنساني بلعب دور أكبر في الوقوف مع اليمن لحماية تراثها وممتلكاتها الثقافية في ظل الظروف والمحن التي تمر بها، وتقديم المساعدة المطلوبة، لكن للأسف "هناك ضعف كبير في هذا الجانب من قبل تلك المنظمات".
وأوضح أن اليمن استطاعت إدراج بعض المعالم والمواقع التاريخية في قائمة التراث العالمي إلى جانب المدن التاريخية التي تم تسجيلها في العقود الماضية، و"منها مدينة شبام وحضرموت وصنعاء القديمة ومدينة زبيد، وتصنيف جزيرة سقطرى ضمن التراث الطبيعي، وفي السنوات الأخيرة تم إدراج أربع مواقع أثرية مهمة تعود إلى فترة ما قبل الإسلام مثل معابد مأرب القديمة، ونعمل جاهدين لاعتماد عدد من المواقع التي ننتظر تصنيفها ضمن قائمة التراث العالمي، واستطعنا ضم بعضها لليونسكو بعد أن استوفينا شروط المنظمة، ونتطلع إلى أن يتم مراعاة وضع تلك المواقع، وأن تمد يد العون للمساعدة في إحيائها، ونتمنى أن تقف الحرب حتى يعود اليمن إلى ما كان عليه قبل فترة قريبة".