تقرير: جامعة تعز في مرمى المتشددين
يمن فيوتشر - خاص: الخميس, 22 يونيو, 2023 - 11:40 مساءً
تقرير: جامعة تعز في مرمى المتشددين

يقود رجال دين واكاديميون وسياسيون وناشطون متشددون منذ مطلع الاسبوع حملة تحريض واسعة ضد جامعة تعز على خلفية تبني مجلس الجامعة الحكومية قرارا بادراج قضايا "تنمية المرأة في إطار النوع الاجتماعي" ضمن برنامج الدراسات العليا لنيل درجة الماجستير.
 ويعيد الهجوم على جامعة تعز الى الاذهان مجددا، تلك الحملة الشرسة التي شنها متطرفون اسلاميون ضد مركز البحوث التطبيقية والدراسات النسوية بجامعة صنعاء، وصلت حد تكفير رئيسته الراحلة الدكتورة رؤوفة حسن واغلاقه، في اعقاب تنظيمه مؤتمر حول "تحديات الدراسات النسوية في القرن الحادي والعشرين" في سبتمبر 1999م.
 وفي الحالتين كان تبني قضايا المرأة والنوع الاجتماعي هو الدافع المشترك لشن حملات التحريض من قبل ماوصف ب" تحالف الجندرمة" الذي نصب نفسه "حارسا على القيم الاجتماعية"، وفق توصيف استاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء الدكتور عادل الشرجبي.
وتزعم الحملة التي لا تزال مستمرة ضد جامعة تعز البرلماني عن حزب الاصلاح ورجل الدين المتشدد عبدالله العديني الذي دعا الى اغلاق مركز بحوث ودراسات تنمية المرأة بسبب تبنيه لقضايا النوع الاجتماعي الذي يشجع حسب زعمه على "إباحة اللواط والزنا والشذوذ الجنسي، والانحلال الأخلاقي والتمرد الأسري".
وقال ان تصويت مجلس الجامعة لصالح ادراج النوع الاجتماعي هو"جريمة عظمى، بل ابشع جريمة عرفها اليمن عبر تاريخه".
اضاف "لن نسكت على هذا المنكر الكبير وسنعمل بكل الطرق لإيقافه ولن نسمح بتمريره مهما كلفنا من ثمن".
فيما اعتبر الشيخ علي القاضي، وهو احد منتسبي جامعة الايمان التي كان يرأسها الشيخ عبد المجيد الزنداني المدرج على القائمة الامريكية لممولي الارهاب، اقرار جامعة تعز لمركز النوع الإجتماعي، يجعلها غير مؤتمنة على أبناء وبنات المسلمين، بل سيصبح من يُقر ذلك غير مؤتمن شرعًا على أولاده وأسرته، فضلًا عن أولاد الناس وبناتهم في الجامعة"، على حد قوله.
اضاف " هذه الألفاظ الملفوفة الغربية الغريبة فيقصد منها التستر على حقيقتها وهي إباحة" اللواط" و "ا لسحاق" بين النساء و الزنا ومعاقبة المعترض على ذلك بقوانين يسنوها.
ودانت جامعة تعز الاربعاء "حملات تضليل الرأي العام والقمع الفكري واشاعة مفاهيم مغلوطة وبعيدة كل البعد عن حقيقة ما تم إقراره في مجلس الجامعة بشأن برنامج الماجستير فيما يتعلق بالنوع الاجتماعي في مركز بحوث ودراسات تنمية المرأة ولائحته التنظيمية".
وجاء في بيان صادر عن الدائرة الإعلامية بجامعة تعز بانه" تم اتخاذ هذا القرار عبر النظم والإجراءات القانونية المتبعة في مثل هذه الحالات، في إطار الأهداف العامة لقانون الجامعات اليمنية، المستقاه من تعاليم ديننا الحنيف وشريعتنا الإسلامية الغراء ومنها إجراء البحوث العلمية وتشجيعها وتوجيهها لخدمة المجتمع وتنميته".
واكدت الجامعة أن ما يجري تداوله وترويجه في مواقع التواصل الاجتماعي وعلى مستوى المنابر الدينية إنما هو اساءة وتحريض غير مبرر ضد الجامعة وأساتذتها لا طائل منه سوى الإساءة لتعز وأساتذة الجامعة وجميع منتسبيها.
واوضحت أن برنامج الماجستير هذا مطبق في مراكز أغلب الجامعات اليمنية منذ عشرات السنين ومنها جامعتي صنعاء وعدن، والعديد من الجامعات العربية
واشارت الجامعة الى انه لا صحة لما يشاع حاليا ويروج له بشأن مفهوم النوع الاجتماعي وهو المصطلح الذي اقرته جميع المكونات السياسية في مؤتمر الحوار الوطني باعتباره سياسات تتبعها الدولة من أجل الوصول بالمواطنين ذكورا واناثا لقيم المواطنة والمساواة.
وكانت اللجنة الوطنية للمرأة بتعز دعت في وقت سابق قيادات السلطة المحلية والقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني الى ادانة هذه الحملة التحريضية الشعواء والتصدي لكل صوت يستهدف المرأة وتنمية وتطوير دورها في المجتمع،
واكدت في بيان بان مفهوم النوع الاجتماعي لا علاقة له بتلك الهرطقات التي الصقت بها من قبل حملة المناوئين لتنمية وتطوير المرأة.
وبينت بان مفهوم النوع الاجتماعي لايعني باي حال من الاحوال الخروج عن تعاليم الدين الإسلامي الحنيف ولايعني التقليد الاعمى للثقافات الغربية ، ولايعني التمرد على القيم والعادات والتقاليد الأصيلة.
واعربت اللجنة الوطنية للمرٲة عن أملها الا تتراجع الجامعة عن قرارها تحت ضغط ارهاب "المهرطقين"، حد تعبيرها
وتحت ضغط الارهاب الفكري، كان امرا لافتا انجرار نقابة هيئة التدريس في جامعة تعز وراء هذه الحملة، بالخروج ببيان اعلنت فيها وقوفها ضد اعتماد اي مواضيع تسيء لسمعة الجامعة وتخل بالاخلاق والقيم المنبثقة من الدين الاسلامي، في اشارة الى اقرار ادراج قضايا " النوع الاجتماعي" ضمن برنامج دراسة الماجستير.
وقد وصفت الاكاديمة الناشطة النسوية الفت الدبعي بيان نقابة اعضاء هيئة التدريس ببيان "العار" وليس بيان "الاكاديميين".
اضافت "هذا البيان دليل على ان النقابة تشجع المحرضين الذين يمارسون الارهاب الفكري باسم الدين". 
واعتبرت التحريض الذي يمارسه عبدالله العديني ضد جامعة تعز جريمة قانونية ودينية ووطنية.
ودعت الدبعي، التي تعمل ايضا استاذة لعلم الاجتماع في جامعة تعز هيئة رئاسة مجلس النواب الى رفع الحصانة البرلمانية عنه حتى تتمكن النيابة العامة من مقاضاته لتكديره السلم الاجتماعي وبث الكراهية واخلاله بالامن الداخلي لمحافظة تعز.
من جانبه كتب الدكتور صادق الشميري
"من المؤسف جدا أن يتم التضليل على الناس بتفسيرات خاطئة لمفهوم النوع الاجتماعي لدرجة أن يصل الأمر إلى التحريض على من وافقوا على فتح البرنامج".
واوضح الشميري، وهو استاذ علم النفس في جامعة تعز ان مفهوم النوع الاجتماعي "الجندر" يطلق على العلاقات والأدوار الاجتماعية والقيم التي يحددها المجتمع لكل من المرأة والرجل وتتغير هذه الأدوار والعلاقات والقيم وفقا لتغير المكان والزمان، وذلك لتداخلها وتشابكها مع العلاقات الاجتماعية الأخرى مثل: الدين والطبقة الاجتماعية والعادات والتقاليد والعرق والبيئة والثقافة والإعلام.
اضاف" لاحظوا أن هذه الأدوار تعمل بحسابها الدين والعادات والتقاليد...الخ) ،.النوع الاجتماعي يجب أن يترادف معه مصطلحا تكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية، ويقصد بتكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية المساواة بين الرجل والمرأة في الجوانب السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية، ويقصد به أيضا الحد من التمييز القائم على النوع(ذكر، أنثى).".
 وكان مركز بحوث ودراسات تنمية المرأة بجامعة تعز اكد في توضيح له حول اللغط الدائر عن مفهوم النوع الاجتماعي في برنامج الماجستير، بأن هذا البرنامج 
يعد احد الإنجازات التي تحققت للمرأة ، من خلال الاهتمام بكل شؤون المرأة ورفع قدراتها وتمكينها من المشاركة الفاعلة في تنمية المجتمع .
وقال "إن مفهوم النوع الإجتماعي وقضاياه أضحت اليوم حقلاً علمياً يدرس فيه الباحثون واقع المرأة ومشكلاتها ؛ حيث تجرى البحوث والدراسات السكانية والجغرافية والمسوح الاجتماعية والاقتصادية المختلفة التي تهدف إلى فهم التباين والتنوع بين الجنسين في الظروف والاحتياجات الحياتية والمشاركة والتحكم في الموارد والتنمية واتخاذ القرار ".
اضاف" هذا المفهوم بالتأكيد لايعني به الخروج عن تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف ولايعني التقليد الاعمى للثقافات الغربية، ولايعني السيطرة على الرجل ، ولايعني التمرد على القيم والعادات والتقاليد الأصيلة، بل على العكس من ذلك؛ فالثابت أن المرأة والرجل عنصران مكملان لبعضهما البعض ؛ طبقا للأمور التي ساوى وفرق فيها الإسلام بين الذكر والأنثى، ومنها المساواة بين الذكر والأنثى وفي القيمة الإنسانية "الوجودية".
واعتبر إن هذا البرنامج يمثل الركيزة الاساسية ونقطة الإنطلاق لتفعيل دور المرأة في المجتمع ؛ ويعد إضافة نوعية تقدمها جامعة تعز ؛ من خلال مركز المرأة  تجسيدا وترجمة عملية لدور الجامعة في خدمة المجتمع .


التعليقات