اليمن: حين يتفق المتصارعون على إقصاء النساء
يمن فيوتشر - ازهار فؤاد: السبت, 17 يونيو, 2023 - 12:18 صباحاً
اليمن: حين يتفق المتصارعون على إقصاء النساء

[ منتدى اليمن الدولي2023 ]

ألقت مشاركة ناشطات نسويات بارزات في فعاليات منتدى اليمن الدولي الذي اختتم أعماله الخميس في لاهاي، الضوء مجددا على أهمية حضور النساء في جهود صناعة السلام المتعثر في البلاد.
ومنح التمثيل اللافت للنساء في المنتدى الذي نظمه مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، فرصة للمشاركات في لفت الأنظار إلى وضع المرأة اليمنية، التي منيت مكتسباتها الحقوقية المنتزعة بشق الأنفس بانتكاسة فادحة منذ إندلاع النزاع الدامي قبل ثماني سنوات.
وتآكلت المساحة المدنية الفريدة التي نحتتها النساء على مدى العقود الماضية بسرعة كبيرة مع إندلاع الحرب في 2015.
ورغم الخلافات العميقة بين الأطراف المتنازعة بشأن مسار السلام، تبدو تلك الأطراف متفقة تماما على إقصاء واستبعاد المرأة من المشاركة في الشؤون العامة، بما في ذلك الجهود النشطة لحل النزاع وبناء السلام.
وفي هذا السياق تركزت نقاشات الناشطات المشاركات في منتدى اليمن الدولي، على الفرص المهدرة في التعامل مع إقصاء وتهميش المرأة والأوجه المتعددة للعنف القائم على النوع الإجتماعي.
تقول رئيسة المركز الثقافي الإعلامي وداد البدوي، إن النساء لم يخترن الحرب في اليمن، لكنهن دفعن ثمنها من خلال استبعادهن من الوظائف والمساعدات بسبب القيود الجديدة المفروضة على حركتهن.
اضافت :"لقد كانت ضربة قاسية للنساء."
وتحدثت البدوي عن مشاكل المرأة في التنقل والسفر داخل البلاد أو للخارج حتى لحضور المناسبات الدولية.
"مثل الإجراءات التي لم تكن موجودة قبل الحرب كتقديم مستندات عدة، وموافقة ولي الأمر "المَحْرَم".
من جانبها انتقدت سوسن الرفاعي، وهي مستشارة في مجال التنمية، تقارير الأمم المتحدة التي قالت انها "فشلت في تقديم تفاصيل دقيقة للعنف الاجتماعي والاقتصادي ضد المرأة في اليمن.
واعتبرت بأن ذلك يعني محو العنف من السجل التاريخي للحرب، ليس فقط في مناطق ‎الحوثيين، ولكن في جميع اليمن.
تابعت "نريد أن يظهر هذا في تقارير الأمم المتحدة وحقيقة أن هذه التقارير لا تتناول هذه القضايا عامًا بعد عام يعني أنها مُحيت من الذاكرة الجماعية للمجتمع الدولي".
وترى مديرة NatCen الدولية شيرين الطرابلسي، ان هناك ميل بين المنظمات الدولية لرؤية العنف القائم على النوع الاجتماعي في اليمن كمسألة ثانوية.
تقول "لم نشهد مطلقًا موقفًا يكون فيه العنف القائم على النوع الاجتماعي مدمجًا بشكل كامل في جداول الأعمال.
اضافت" أنا أعمل في اليمن منذ عام 2009 ويمكنني أن أخبرك أننا نناقش نفس القضايا وهذا أمر محزن حقًا. نحن نتحدث عن أكثر من عقد من المناصرة التي لم تثمر".
وأشار مدير المشاريع في مؤسسة فريدريش إيبرت محمود قياح إلى أن النساء اليمنيات يواجهن عبء إعالة الأسرة أثناء الحرب لكنهن لا يحصلن على الدعم الذي يحتاجينه.
ولفت إلى أن العنف يشمل الأطفال من خلال ضمهم إلى معسكرات التجنيد وغسيل الأدمغة، قائلا "لذا فإن العنف القائم على النوع الاجتماعي يستهدف كلا من النساء والأطفال في الشمال والجنوب.‎
وسلطت مسؤولة الوساطة والمناصرة في مبادرة مسار السلام، ليندا العباهي، الضوء على قلة تواجد النساء في صفقات تبادل الأسرى، مرجعة ذلك الى عدم وجود قائمة بالسجينات وغياب تمثيل النساء في لجان التفاوض.
تقول "حين طرحنا هذا، قالوا إنه ليس لدينا قائمة بأسماء السجينات". 
وأكدت أنه يوم بعد يوم، تزداد الضغوط التي تمارس على المرأة سوءا، والقيود المفروضة على حرية الحركة، ومشاركة المرأة، والحملات المنهجية التي تقودها الأحزاب السياسية، والتي لا تقترح على النساء أدوارا مهما كانت خبرتهن.
ومع ذلك لم تقتصر نقاشات النساء المشاركات في المنتدى على مناصرة قضايا المرأة والنوع الاجتماعي، بل ساهمن بفعالية في اثراء النقاش حول القضايا الاخرى المتعلقة بمسارات السلام وتحقيق التعافي الاقتصادي والمصالحة والعدالة الانتقالية.
وتلت الناشطة السياسية والقيادية البارزة في التنظيم الوحدوي الناصري رنا غانم البيان الختامي للمنتدى الذي حض كافة الاطراف اليمنية على الانخراط في حوارات جريئة تلامس جذور مشكلات اليمن، لوضع التصورات والمقترحات والأفكار لمواجهة كافة التحديات والوصول إلى سلام شامل وعادل ومستدام للجميع.


التعليقات