عادت قضية اضطهاد الاقليات الدينية في مناطق نفوذ جماعة الحوثيين شمالي اليمن الى الواجهة في اعقاب قيام مسلحي الجماعة المدعومة من ايران باقتحام تجمع سلمي للطائفة البهائية في صنعاء واعتقال 17 شخصا من اتباعها الخميس الماضي.
ووفقا للجامعة البهائية العالمية، وهي منظمةٌ دوليةٌ غير حكومية تمثل أعضاء الدين البهائي في العالم، فان عملية الاقتحام جاءت عندما كان مجموعة من البهائيين في اجتماع لاختيار من يرعى شؤونهم الإنسانية والمجتمعية.
ومن بين المعتقلين الذين لايزال مكان احتجازهم مجهولا حتى الان خمس نساء، حسب الجامعة البهائية التي وصفت هذا العمل "المخجل".
وعلى مدى الايام الماضية تعالت الاصوات المحلية والدولية المنددة بحملة الاضطهاد التي تمارسها جماعة الحوثي بحق البهائيين.
وطالبت الولايات المتحدة وفرنسا وعديد المنظمات الحقوقية جماعة الحوثي بالافراج الفوري عن المعتقلين والكف عن هذه الممارسات التي تمثل انتهاكا سافرا لحرية الدين والفكر وحقوق الانسان.
و البهائية، هي احدى الديانات التوحيدية الابراهيمية الحديثة، وتنسب الى ميرزا حسين علي نوري المعروف ببهاء الله المولود بايران في 12 نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1817.
ولاتوجد احصائيات دقيقة عن معتنقي الديانة البهائية، لكن التقديرات تذهب الى ان هناك نحو 6 ملايين بهائي حول العالم.
وفي اليمن يقدر عدد البهائيين بنحو الفي شخص يتركز معظمهم في العاصمة صنعاء.
وطفت قضية البهائيين في اليمن الى السطح في اعقاب اعتقال جهاز الامن القومي للشخصية البهائية
حامد بن حيدرة في ديسمبر/كانون الأول 2013، غير ان مصادر من داخل هذه الاقلية تتحدث عن تعرض اتباعها لانتهاكات وملاحقات لإجبارهم على ترك ديانتهم منذ العام 2008م.
وعلى اثر اجتياح جماعة الحوثيين للعاصمة صنعاء في العام 2014، وبسط نفوذهم على معظم محافظات.شمالي البلاد تراجعت الحريات الدينية على نحو مريع ، حيث طالت الاعتفالات عشرات البهائيين بتهم ملفقة، وصولا الى اخضاعهم لمحاكمات قضائية جائرة.
وفي يوليو 2020 اجبرت سلطات الحوثيين ستة بهائيين على مغادرة البلاد بعد سنوات من احتجازهم بسبب معتقداتهم، بينهم حامد بن حيدرة الذي كان قد حُكم عليه بالإعدام.
ولم تقتصر انتهاكات جماعة الحوثيين وممارسات اضطهادها الممنهج على اتباع الديانة البهائية فحسب، بل امتدت الى الاقليات الدينية الاخرى كاليهود والاسماعيلين والمسيحيين.
وفي آذار/مارس 2016، كشفت الوكالة اليهودية المسؤولة عن تنسيق هجرة اليهود إلى إسرائيل، عن نقل 19 يهودياً من اليمن إلى تل أبيب، في سياق موجة تهجير واسعة نفذتها جماعة الحوثي بحق ابناء هذه الطائفة منذ فرض سيطرتها على محافظة صعدة.
ولاحقا في ابريل 2021 تحدثت تقارير اعلامية عن نقل 13 يهودي يمني، يؤلفون ثلاث عائلات، إلى القاهرة.
ولم يتبق في اليمن الان سوى نحو 6 يهود مقارنة بحوالي 300 فرد شخص قبل انزلاق البلاد في دائرة الفوضي مطلع العام 2011.
وفي مايو 2016، قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” إن الحرب الدائرة في البلاد منذ منتصف 2015 أثرت “على المجتمع المسيحي في اليمن بصورة حادة”.
وقدرت المنظمة الدولية عدد المسيحيين في اليمن بنحو 41 ألف مسيحي من اليمنيين الأصليين واللاجئين، لكنها أفادت أن كثيرين منهم فروا إلى “خارج البلاد التي مزقتها الحرب”.