اليمن: المجلس الانتقالي الجنوبي .. سباق مع الزمن لبسط النفوذ على حضرموت
يمن فيوتشر - ازهار فؤاد الأحد, 21 مايو, 2023 - 09:18 صباحاً
اليمن: المجلس الانتقالي الجنوبي .. سباق مع الزمن لبسط النفوذ على حضرموت

وسط اجراءات امنية مشددة، تنطلق اليوم الاحد بمدينة المكلا في محافظة حضرموت اجتماعات الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي،  تحت شعار " لتعزيز الشراكة مع القوى السياسية والمجتمعية والرموز الوطنية لاستعادة وبناء الدولة الجنوبية الفيدرالية المستقلة".
وهذه هي المرة الثانية التي تنعقد فيها اجتماعات الجمعية الوطنية، خارج مدينة عدن، منذ تأسيسه في العام 2017م، في مؤشر على حالة الاستقطاب الواسعة التي تشهدها المحافظة النفطية، و تتقاسم النفوذ فيها قوى سياسية وقبلية وعسكرية متعددة الولاءات ذات اهداف ومشاريع متباينة.
ويحمل اختيار مدينة المكلا، مركز محافظة حضرموت لانعقاد هذه الاجتماعات دلالات كثيرة، من بينها رغبة المجلس الانتقالي في التأكيد على مكانة ورمزية المحافظة الاستراتيجية مترامية الاطرف.
 كما يهدف الى ابداء حسن النوايا 
تجاه حضرموت الذين عانى ابناؤها لعقود من التهميش، وذلك بتمكينهم بحكم ذاتي في اطار مشروع الانفصال الذي يسعى الانتقالي لفرضه كأمر واقع بالمفاوضات المرتقبة للحل الشامل في اليمن.
وتعهد رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي  بأن يقوم "النظام القادم بالتوافق بين كل الجنوبيين".
وتحدث الزبيدي امام شخصيات سياسية واجتماعية من محافظة حضرموت عن ثلاثة خيارات مقترحة لتسمية مشروع الدولة المقبلة.
وقال "حتى تكونوا في الصورة امنامنا في تسمية الدولة ثلاث خيارات، هي "جنوب عربي" او" دولة حضرموت" او "جمهورية اليمن الديمقراطية".
 ويأتي الاجتماع بعد اسابيع من لقاء تشاوري للمكونات الجنوبية المطالبة بالانفصال، دعا المجلس الانتقالي لانعقاده في مدينة عدن، وتم خلال اقرار ميثاق وطني للعمل المشترك خلال المرحلة المقبلة.
 انعقاد الاجتماع ايضا بالتزامن مع ذكرى اعلان "فك الارتباط"، من قبل الزعيم الجنوبي علي سالم البيض من مدينة المكلا ذاتها اثناء حرب صيف 1994، يعطى دلالة واضحة على تمسك المجلس الانتقالي بهذا الاعلان الذي تم اتخاذه اثناء قيام قوات الرئيس الاسبق علي عبدالله صالح باجتياح محافظات جنوب البلاد بعد نحو اربع سنوات من الوحدة بين شطري اليمن في22 مايو 1990.
 وقادت هزيمة قوات الحزب الاشتراكي اليمني الشريك الرئيس في اعلان الوحدة، وما ترتب على تلك الحرب من اثار وممارسات اقصائية وانتقامية، الى بروز الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال الذي يتصدره اليوم المجلس الانتقالي الجنوبي.
 ويراود معظم الجنوبيين حنينا جامحا لاستعادة الدولة الشطرية السابقة، يغذيه سيطرة جماعة الحوثيين على اغلب محافظات شمالي البلاد واخفاق الحكومة اليمنية المدعومة من التحالف بقيادة السعودية في استرجاع تلك المحافظات، واحتواء حالة الاحتقان الشعبي المتنامي جنوبا جراء استمرار  تردي الوضع الاقتصادي وتدهور الخدمات.
 ومن المتوقع ان يذهب المجلس الانتقالي الجنوبي في اجتماعه بمدينة المكلا الى اتخاذ عدد من الاجراءات الاحادية التي تكرس مشروع الانفصال الذي يحظى قاداته بدعم ملحوظ من  دولة الامارات الحليف الرئيس للسعودية التي تتبنى بالمقابل موقفا رسميا داعما لوحدة اليمن وامنه واستقراره.
 وتتكون الجمعية الوطنية، وهي بمثابة برلمان، او منظومة تشريعية للمجلس الانتقالي، من 303 اعضاء يمثلون مختلف المحافظات الجنوبية.
وعقدت الجمعية منذ تاسيسها مطلع ديسمبر 2017 حتى الان خمس اجتماعات دورية منها اربعة في مدينة عدن، واجتماع واحد في حضرموت تحت شعارات متعددة، تركزت حول استعادة دولة الجنوب والاستقلال ووحدة الصف وبناء الدولة الجنوبية الفدرالية المستقلة.


التعليقات