أكدت الأمم المتحدة أن نقص التمويل واستمرار قيود الوصول للمساعدات الإغاثية يقوضان الجهود الإنسانية في اليمن، ويهددان بشكل متزايد ضمان توفير المساعدة المنقذة للحياة وسبل العيش لملايين الأشخاص في البلاد.
وقالت مديرة قسم العمليات والمناصرة في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إديم وسورنو، في إحاطتها أمام اجتماع مجلس الأمن بشأن اليمن: "وكالات الإغاثة الأممية تمكنت، منذ مطلع هذا العام، من إيصال المساعدات الإنسانية إلى أكثر من 11 مليون شخص شهريا، بالتعاون مع مئات المنظمات الدولية غير الحكومية والمنظمات المحلية، ومع ذلك، لا يزال هناك عاملان حاسمان يحدان من قدرتنا على الوصول إلى الأشخاص المحتاجين، وهما استمرار قيود الوصول ونقص التمويل".
وأضافت وسورنو، أن العمل الإنساني في اليمن لا يزال يواجه العديد من العقبات المزمنة، وتتمثل بالقيود البيروقراطية والإدارية وتأخير التعاقدات، وقيود الوصول للعاملين في المجال الإنساني، خاصة في المناطق التي تسيطر عليها جماعة الحوثيين في ظل اشترط "المحرم"، و"كل هذه العقبات تؤدي إلى إبطاء وإعاقة العمليات الإنسانية وتعطيل قدرة الوكالات على العمل والوصول إلى المحتاجين، وخاصة النساء والفتيات".
وحذرت المسؤولة الأممية من أن النقص الحاد في التمويل يهدد بحرمان ملايين الأشخاص في اليمن من المساعدات الضرورية، وقالت: "بعد مرور خمسة أشهر من هذا العام، وعلى الرغم من سخاء العديد من المانحين، لا يزال حوالي 80 في المائة من النداء الإنساني لليمن للعام 2023 غير ممول، الأمر الذي يهدد وبشكل متزايد قدرتنا على توفير المساعدة المنقذة للحياة وسبل العيش لملايين المحتاجين".
وشددت على ضرورة تعزيز قدرة اليمن على التعافي بالتوازي مع تقديم المساعدات الإنسانية، وقالت "هذا هو السبب في أن الأمم المتحدة تعمل على إطار اقتصادي منقح يعالج الدوافع الاقتصادية الأوسع للاحتياجات الإنسانية في البلاد، نأمل أن يؤدي ذلك إلى التركيز حول البرامج التنموية".
وكشفت وسورنو، عن قرب بدء عملية إنقاذ خزان "صافر"، وقالت: "بعد وصول السفينة البديلة إلى جيبوتي، وقرب وصول سفينة الإنقاذ (نديفور)، فمن المتوقع أن تبدأ العملية قبل نهاية الشهر الجاري، لكن الحاجة إلى مزيد من التمويل لا تزال قائمة، نآمل أن يتم سد فجوة التمويل المتبقية لبدء العملية".
ودعت المسؤولة الأممية جميع الأطراف إلى بذل المزيد من الجهود لإنهاء الصراع، والتحرك بجدية نحو السلام، وقالت: "أحث الأطراف على اغتنام هذه الفرصة الهامة. آمل أن تنتهي هذه الحرب الرهيبة ويتم التوصل إلى اتفاق سلام مستدام كي يتمكن اليمنيون في جميع أنحاء البلاد من الحصول على الطعام والمأوى، وأن يتمكن أبناؤهم من الذهاب إلى المدرسة أو اللعب في الخارج دون خوف من الإصابة بالألغام الأرضية".