حذر مركز المدنيين في الصراع (CIVIC) من أنه دون عملية شاملة في اليمن تنهي النزاع، وتعالج الأوضاع الأمنية والإنسانية وتلبي احتياجات المدنيين، وتوفير الحماية لهم، فمن غير المرجح أن تنجح أي اتفاقية سلام على المدى الطويل.
وقال المركز في بيان، أصدره الثلاثاء: "بدون عملية شاملة ترتقي باحتياجات ووجهات نظر المجتمع المدني والمدنيين وإشراكهم في المفاوضات الجارية، فمن غير المرجح أن تنجح أي اتفاقية سلام في اليمن على المدى الطويل".
وأضاف البيان أن الأوضاع الأمنية والإنسانية في اليمن تتطلب عملية عاجلة وشاملة لإنهاء النزاع بشكل مستدام، وعلاوة على ذلك "يجب ألا يؤدي اتفاق السلام إلى إنهاء فوري للقتال فحسب، بل يؤدي أيضاً إلى سلام مستدام وشامل للمدنيين على أساس مبادئ الشمول والمساءلة والعدالة وإعادة الإعمار، وتوفير الحماية المثلى لهم".
وأشاد بالمحادثات الجارية بين السعودية وجماعة الحوثيين التي وصفها بـ"التطور المحمود"، لكنه أكد على ضرورة أن تشمل هذه المحادثات المجتمعات المدنية والمدنيين باعتبارهم أكثر من تحملوا وطأة الصراع، ودون ذلك فإن المدنيين سيظلون معرضون للخطر في المستقبل، إذ "سيستمرون في المعاناة، وسيموت البعض منهم، وسيهرب البعض الآخر، وسيحرم الجميع تقريباً من مستقبل آمن".
وطالب المركز بوقف القتال وكافة الأعمال العدائية، وتأمين هدنة شاملة، وأن تعطي المفاوضات الجارية الأولوية للوصول الآمن وغير المقيد للمدنيين إلى ديارهم، وتسهيل حصولهم على المساعدات الإنسانية، ومعالجة نهائية لمشكلة المتفجرات من مخلفات الحرب، لا سيما في المناطق التي تسيطر عليها جماعة الحوثيين، وتطهيرها لضمان أمن وسلامة المدنيين.
ودعا كافة أطراف النزاع إلى سرعة العودة إلى طاولة المفاوضات من أجل التوصل لاتفاق يؤدي إلى سلام مستدام وشامل ومستقبل أكثر أماناً للجميع، مع "ضرورة أن تكون أية تسوية سياسية مصحوبة بتدخلات أخرى ضرورية لاستئناف الحياة الطبيعية في البلاد".