تقطعت السبل امام مئات اليمنيين العالقين بالعاصمة السودانية الخرطوم في خضم اشتداد وتيرة النزاع الدامي الذي دخل اسبوعه الثاني بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وسط اتهامات لحكومة بلادهم بالخذلان.
وقال رئيس الدائرة الاعلامية لاتحاد الطلاب اليمنيين في السودان أنس أنور الخضري ان مئات الطلاب والأسر لايزالون محاصرين في الخرطوم دون تحرك جاد من السفارة اليمنية.
ووجه الخضري نداء لسفارة بلاده بالتدخل العاجل لاجلاء العالقين
قبل فوات الاوان.
وتمكن الخضري من مغادرة الخرطوم برفقة تسعة من زملائه الطلاب العالقين في مدينة بحري، بعد معاناة كبيرة من اجل الحصول على وسيلة نقل، على وقع الاشتباكات العنيفة التي خلفت نحو 500 قتيلا واكثر من 3000 جريح منذ اندلاع القتال في السودان قبل تسعة أيام.
وفي سلسلة منشورات على حسابه في فيسبوك، كتب الخضري"لن يهدأ لنا بال حتى يتم اجلاء المئات من اخواننا الطلاب الطالبات ومئات الاسر من الخرطوم بشكل كامل وبسرعة".
اضاف "الوضع لا يتحمل التأخير والتأجيل، كل يوم اضافي في الخرطوم كارثة على الجميع".
وسارعت معظم الدول الاجنبية الى إجلاء رعاياها، وسط مخاوف من يقود استمرار النزاع إلى خلق كارثة إنسانية في بلد يعتمد ربع سكانه بالفعل على المساعدات الغذائية.
وفي وقت سابق الاحد اعلنت الحكومة اليمنية استكمال الترتيبات مع الجانب السعودي لإجلاء رعاياها العالقين في مناطق الحرب بالسودان عبر منطقة بورسودان إلى مدينة جدة كمرحلة أولى، قبل نقلهم إلى اليمن.
واكد دبلوماسي في سفارة اليمن بالخرطوم نقل بعض اليمنيين من مناطق الاشتباكات الى ولايات مدني وبورسودان.
واشار الى وصول بعض اليمنيين إلى بورسودان، فيما لايزال آخرون في الطريق.
وافادت وزارة الخارجية اليمنية بنجاح الجهود في إخراج 45 طالباً من سكن المعالي بمنطقة شمبات في العاصمة الخرطوم، بعد تلقي نداء استغاثة منهم.
وذكرت بانهم توجهوا إلى مدينة بورتسودان باستثناء سبعة منهم الى مدينة بحري.
واوضحت بأن 1350 يمني سجلوا اسماءهم على الرابط الإلكتروني المخصص لحصر الحالات حتى الان.
واتهم طلاب يمنيون السفارة اليمنية في الخرطوم بالخذلان، اذ طلبت منهم "تدبير أنفسهم"، بالانتقال إلى مناطق بعيدة عن المواجهات.
يفاقم القتال صعوبة حر العالقين والانضمام لحشود المغادرين من الخرطوم.
وقال رئيس الدائرة الاعلامية لاتحاد الطلاب اليمنيين في السودان أنس أنور الخضري "80٪ من الجاليات الاخرى تم إجلائهم من قبل سفاراتهم من مدينة الخرطوم الى مناطق امنه".
اضاف "الارض ضاقت علينا وكل يوم جديد يُصبح أصعب من الذي فات، اسأل الله بالفرج القريب لبقية اخواننا الطلاب والطالبات وجميع الاسر وأن يتم إخراجهم من الخرطوم في أقرب وقت".