حذرت مسؤولة أممية من إيقاف خدمات الرعاية الصحية المنقذة للحياة لقرابة ثلاثة ملايين شخص؛ أغلبهم نازحين، في محافظة مأرب، جراء التعليق المتوقع للدعم المقدم لأكثر من نصف المرافق الصحية في المحافظة بسبب النقص الحاد في التمويل.
وقالت الدكتورة أنيت هاينزلمان، رئيسة فريق الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية (WHO) في اليمن، في تصريحات حديثة: "من المتوقع تعليق الدعم من قبل مجموعة الصحة إلى 23 من أصل 43 مرفقاً صحياً في محافظة مأرب. وهذا مثال واحد فقط من بين العديد من الأمثلة للعواقب الوخيمة لما نعانيه من نقص حاد في التمويل المطلوب للتخفيف من الأزمة الصحية في البلاد".
وأضافت هاينزلمان، أن تعليق الدعم لهذه المرافق سيؤدي إلى إيقاف خدمات الرعاية الصحية الحيوية والضرورية لحوالي 2.8 مليون شخص من الفئات الأكثر ضعفاً في المحافظة التي تستضيف أكبر عدد من النازحين داخلياً.
وأشارت المسؤولة الأممية إلى أن منظمة الصحة العالمية قد تُجبر أيضاً على تقليل دعمها لمراكز التغذية العلاجية في جميع أنحاء البلاد، مما سيؤدي بوضوح إلى عدد لا يحصى من وفيات الرُضع والأطفال بسبب الجوع.
وحذرت هاينزلمان من تفشي كبير للأمراض المنقولة في موسم الأمطار باليمن هذا العام بسبب عدم وجود أموال كافية لمواجهة الآثار المتوقعة عن الفيضانات، وقالت: "إننا لا نملك أي أموال تقريباً للاستعداد لموسم الفيضانات السنوي، الذي بدأ الآن، ومن المتوقع أن يحدث تصاعداً كبيراً في تفشي الأمراض المنقولة بالنواقل والمياه مثل الملاريا وحمى الضنك والكوليرا في أكثر من 113 منطقة معرضة للخطر".
وناشدت الدول والجهات المانحة زيادة الدعم وعدم السماح بتحول اليمن إلى أزمة إنسانية منسية، وقالت: "الشعب اليمني صامد لكنه يعاني بشدة. يجب على المجتمع الدولي زيادة دعمه المالي لتجنب تفاقم المعاناة الإنسانية والوفيات التي لن توصف خلال الأشهر المقبلة في البلاد".
وتُقدر منظمة الصحة العالمية احتياجاتها من التمويل للتخفيف من حدة الأزمة الصحية والإنسانية في اليمن خلال العام الجاري 2023 بحوالي 130 مليون دولار أمريكي.