قال كبير مفاوضي جماعة الحوثي اليمنية إن محادثات السلام مع السعودية أحرزت تقدما وإن مناقشات أخرى ستُجرى لتسوية خلافات عالقة.
وفي تحرك مهم لبناء الثقة، أعقب اختتام المحادثات إعلان اللجنة الدولية للصليب الأحمر بدء عملية تبادل قرابة 900 أسير بين جانبي الصراع.
وتسعى السعودية التي تقود تحالفا يحارب الجماعة المتحالفة مع إيران منذ عام 2015 إلى وقف دائم لإطلاق النار لإنهاء تدخلها العسكري في حرب راح ضحيتها عشرات الآلاف وتسببت في جوع الملايين.
وذكر كبير المفاوضين الحوثيين محمد عبد السلام يوم الجمعة أن المفاوضات مع مبعوثي السعودية وعُمان، التي سهلت المحادثات، كانت جادة وإيجابية.
وقال في تغريدة على تويتر "أنهت الوفود أعمال التفاوض في العاصمة صنعاء بعد نقاشات اتسمت بالجدية والإيجابية وبتقدم في بعض القضايا على أمل استكمال البحث في القضايا العالقة في وقت لاحق".
وتمثل زيارة الوفد السعودي، الذي ذكر مصدران يمنيان أنه غادر صنعاء يوم الخميس، تحركا للبناء على هدنة توسطت فيها الأمم المتحدة وانقضت. وتأتي الزيارة أيضا في أعقاب اتفاق السعودية وإيران الشهر الماضي على استئناف العلاقات.
وقالت مصادر لرويترز إن المحادثات التي سهّلت سلطنة عمان إجراءها بين السعودية والحوثيين ركزت على وقف إطلاق النار وإعادة فتح الموانئ التي يسيطر عليها الحوثيون ومطار صنعاء بالكامل ودفع رواتب موظفي القطاع العام وجهود إعادة الإعمار وانسحاب القوات الأجنبية من اليمن.
•نقاط عالقة
أشار مصدران يمنيان طلبا عدم ذكر اسميهما إلى أن الطرفين قد يتفقان على اتفاق هدنة ممتد لحين عملهما على تسوية الخلافات العالقة.
وقالت ثلاثة مصادر مطلعة على المفاوضات إن النقاط العالقة الرئيسية تشمل دفع رواتب موظفي القطاع العام، الذين يصر الحوثيون على أنهم يشملون أفراد القوات المسلحة، واستخدام إيرادات النفط ووضع جدول زمني لخروج القوات الأجنبية من البلاد.
وتدخل التحالف بقيادة السعودية لقتال الحوثيين بعدما دفعوا الحكومة المدعومة من الرياض إلى الخروج من صنعاء في أواخر عام 2014. والصراع متعدد الأوجه تتنافس فيه فصائل يمنية عديدة على النفوذ.
والحوثيون هم أصحاب السلطة الفعلية في شمال اليمن. والحكومة المعترف بها دوليا ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي الذي تشكل برعاية سعودية العام الماضي وتولى السلطة من الرئيس اليمني في المنفى.
والأمم المتحدة ومجلس القيادة الرئاسي ليسا طرفا مباشرا في المحادثات بين السعودية والحوثيين. وتشكل المجلس لتقوية الكتلة المناهضة للحوثيين لكن الخلافات بين الفصائل اليمنية سببت له صعوبات.
وقال المجلس الانتقالي الجنوبي، وهو مجلس انفصالي في جنوب اليمن يعد جزءا من التحالف المناهض للحوثيين ومجلس القيادة الرئاسي، لرويترز إنه يدعم مبادرات السلام هذه لكنه لن يقبل بشروط معينة.
وقال عمرو البيض المسؤول في المجلس يوم الثلاثاء إن هذه الشروط تشمل اقتسام إيرادات النفط بين الشمال والجنوب أو دمج فرعي البنك المركزي أو استخدام موارد الجنوب لدفع الرواتب.
ويُنظر كثيرا إلى الصراع على أنه واحد من عدة حروب بالوكالة بين السعودية وإيران.
واتفقت السعودية وإيران على استئناف العلاقات الدبلوماسية التي انقطعت عام 2016 مع تحرك الرياض للسيطرة على التوترات الإقليمية والتركيز على الأولويات الاقتصادية.