تستمر المملكة العربية السعودية في خطة للسيطرة على حدودها مع اليمن من خلال بناء سياج أمني بطول 900 كيلومتر، بعد سنوات من الهجمات على البنية التحتية للطاقة في المملكة التي تشنها جماعة الحوثي المدعومة من إيران.
في هذا السياق، تبحث المملكة عن شركة لإدارة مشروع البنية التحتية العملاق، الذي سيشمل مهابط للطائرات العمودية وأبراجًا أمنية ومعدات رادار واتصالات وشبكات طرق داعمة واسعة النطاق، وفقًا للوثائق الرسمية التي اطلعت عليها منصة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس.
وستؤدي خطة حماية الحدود الجنوبية في النهاية إلى إغلاق حدود المملكة مع اليمن تمامًا من أجل حماية منشآت النفط في السعودية، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
واستُهدِفَت البنية التحتية للنفط والطاقة في المملكة، وخصوصًا بالقرب من حدودها البرية مع اليمن، على نطاق واسع على مدى السنوات الـ5 الماضية.
وتمثل الهجمات على المملكة 49% من 95 حادثة سجلها مشروع إس آند بي غلوبال إنرجي سكيوريتي سنتينل (S&P Global Energy Security Sentinel)، منذ عام 2018.
•هدف خطة بناء السياج الأمني
تهدف خطة بناء السياج الأمني إلى الفصل بين السعودية واليمن؛ إذ يمتد السياج حتى الشرق الأقصى إلى حدود سلطنة عمان.
يأتي التقدم في مشروع حماية الحدود الجنوبية في الوقت الذي تهدأ فيه التوترات بين المملكة العربية السعودية وإيران بعد استعادة العلاقات الدبلوماسية.
واتفقت الرياض وطهران، هذا الشهر، على تطبيع العلاقات، في خطوة يمكن أن تحسن بشكل كبير أمن الطاقة في المنطقة، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
علاوة على ذلك؛ فإن الهجمات، التي بلغت ذروتها في عامي 2020 و2021، تراجعت تمامًا في الربع الأول من هذا العام، وفقًا لأبحاث ستاندرد آند بورز غلوبال.
وعلى الرغم من تحسن العلاقات مع إيران؛ فإنه لا توجد ضمانات لدى السعودية حول توقف هجمات الحوثيين على منشآت النفط، وسبق أن اتهمت المملكة طهران بتسليح ميليشيات الحوثي وتزويدها بتكنولوجيا الطائرات المسيرة المستخدمة في الهجمات على البنية التحتية للطاقة.
•100 منصة
على صعيد آخر، لا يزال وقف إطلاق النار على الحدود بين المملكة العربية السعودية واليمن ساري المفعول منذ أبريل/نيسان 2022، على الرغم من عدم تجديد الاتفاق في أكتوبر/ تشرين الأول.
ويأتي التقدم في مشروع السياج الأمني مع تكثيف الأسطول الخامس للبحرية الأميركية، ومقره في البحرين، من مراقبة المياه المحيطة بشبه الجزيرة العربية، بما في ذلك أسطول السفن السطحية غير المأهولة.
ويهدف مشروع السياج الأمني إلى إنشاء أسطول من السفن السطحية غير المأهولة في 100 منصة بحلول نهاية الصيف لمراقبة نحو 5 آلاف ميل (8046.72 كيلومترًا) حول المنطقة، وفقًا لأبحاث ستاندرد آند بورز غلوبال.
ويوجد برنامج مشابه، يسمى تاسك فورس 99، في قطر ويراقب الحركة الجوية من خلال طائرات مسيَّرة، بينما تحتفظ وحدة برية تسمى تاسك فورس 39 بأسطول من المركبات الأرضية غير المأهولة.
موضوعات متعلقة..