دعا مرصد حقوقي دولي، الأمم المتحدة وهيئاتها إلى إنشاء آلية محاسبة للتحقيق في الانتهاكات الممنهجة ضد الصحفيات في اليمن ومحاسبة مرتكبيها، وضمان تحقيق العدالة لهن وحماية حريتهن في التعبير والعمل الصحفي.
وقال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، في تقرير أصدره اليوم الثلاثاء، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة: "ندعو الأمم المتحدة وهيئاتها ذات العلاقة إلى إنشاء آليات محاسبة مستقلة للتحقيق في الانتهاكات الممنهجة ضد الصحفيات في اليمن، ومحاسبة مرتكبيها، وضمان تحقيق العدالة لهن وحماية حقهن في حرية التعبير عن الرأي والعمل الصحفي، وضرورة تطوير آليات تبليغ فعالة ومخصصة لمساعدتهن في التبليغ عن حالات التهديد والترهيب والابتزاز التي يتعرضن لها على خلفية عملهن".
وطالب التقرير الذي حمل عنوان "ليست مهنتكِ"، وتناول وضع الصحفيات في اليمن وتونس والأراضي الفلسطينية، السلطات اليمنية بإنهاء القيود التعسفية وغير المبررة على حقوق المرأة، بما في ذلك حقهن في حرية التعبير والعمل الصحفي وحرية التنقل، وضرورة التعاون معهن وتسهيل عملهن، والتوقف عن حجب المعلومات عنهن وعرقلة جهودهن.
وأشار إلى أن واحد من كل عشرة صحفيين تعرضوا للاعتقال في العامين الماضيين، كان امرأة، وهو رقم وإن كان بسيطاً مقارنة بزملائهن الذكور، إلا أنه لا يعد منخفضا، بالنظر إلى العدد الضئيل للصحفيات المسجلات في اليمن والمنضويات في نقابة الصحفيين، حيث لا يتجاوزن 170 صحفية من أصل 1,500 صحفي، أي بنسبة 11% فقط من إجمالي عدد الصحفيين المنتسبين للنقابة.
وأورد التقرير أن من أبرز الانتهاكات التي تتعرض لها الصحفيات اليمنيات هي القيود والعوائق التي حدت من حرية المرأة، ومنها إصدار جماعة الحوثيين قراراً يمنع حركة المرأة دون محرم ذكر، الأمر الذي "عزفت معه الغالبية العظمى من المؤسسات الصحفية عن توظيف أو التعامل مع الصحفيات، بسبب صعوبة تنقلهن وممارستهن لعملهن دون مرافقين، أو دون حصولهن على تصاريح رسمية بالعمل".
كما أشار التقرير إلى أن عديد الصحفيات اليمنيات تعرضن خلال السنوات الأخيرة إلى حملات حملات التشهير والإساءة ضدهن، والشتم والتلاعب بصورهن عبر مواقع التواصل الاجتماعي، التي تستخدم كسلاح لمحاربتهن من قبل جميع أطراف النزاع تقريباً في حالة انتقادهم، "الأمر الذي اضطر العديد منهن لإغلاق صفحاتهن على مواقع التواصل الاجتماعي والتزام الصمت، خوفاً من المضايقات أو الاعتداءات، فيما عمدت بعضهن إلى التخلي عن العمل الصحفي وامتهان مجالات أخرى، وفضل البعض الآخر منهن الهجرة لحماية أنفسهن وعائلاتهن".