اعلنت السعودية اليوم الثلاثاء ايداع مليار دولار في حساب البنك المركزي اليمني لدعم الحكومة التي تعاني اختناقات تمويلية حادة بسبب شحة مصادر النقد الاجنبي.
وقالت وكالة الانباء السعودية (واس) انه "إنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي العهد وقّعت المملكة اتفاقية وديعة مع البنك المركزي اليمني بمبلغ (1,000,000,000) مليار دولار".
 اكدت الوكالة السعودية انه " تم إيداع المبلغ بالكامل لدى حساب البنك المركزي اليمني".
واوضحت ان هذا الدعم يأتي امتداداً لحرص السعودية،" ودعمها المتواصل في مساندة الأشقاء بالجمهورية اليمنية تنموياً واقتصادياً".
اضافت" كما يأتي هذا الدعم تأكيداً من المملكة على وقوفها الدائم مع اليمن حكومةً وشعباً، ومساعدتها للنهوض بواجباتها في سبيل استعادة أمن واستقرار اليمن الشقيق".
واعربت الحكومة السعودية عن املها في ان تُسهم هذه الوديعة في تعزيز القدرات في مجال تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي وتعزيز جهود البنك المركزي في بناء احتياطيات تمكنه من تعزيز الاستقرار الاقتصادي.

وأثنى الرئيس اليمني رشاد العليمي على الجهود المشتركة مع الجانب السعودي التي اثمرت هذا الاتفاق الهام "لدعم الاقتصاد اليمني، واستقرار العملة الوطنية ضمن مسار حافل بالتعاون الواعد، بمافي ذلك برامج التنمية والاعمار، و العديد من المشروعات الخدمية الاستراتيجية المرتقبة"، حد قوله.
واكد ان الوديعة السعودية المقدرة بمليار دولار ستمثل دفعة قوية للاقتصاد اليمني، واستقرار العملة الوطنية، والتخفيف من وطأة الازمة الانسانية التي صنعتها المليشيات الحوثية.
وسجل الريال اليمني تحسنا ملحوظا في التعاملات المصرفية المسائية اليوم الثلاثاء بمدينة عدن مقابل العملات الاجنبية مدفوعا بالاعلان عن ايداع السعودية مبلغ مليار دولار كوديعة في حساب البنك المركزي اليمني.
وافاد مصرفيون في عدن بان سعر بيع الدولار الواحد سجل مساء اليوم 1128 ريالا مقارنة بنحو 1237ريالا للدولار الواحد في التعاملات المصرفية الصباحية.
وحسب تلك المصادر تراجع سعر بيع الريال السعودي الى 300 ريال مقابل 330 ريالا في التعاملات الصباحية.

وكانت السعودية اعلنت في ابريل الماضي، تقديم دعم عاجل للاقتصاد اليمني بمبلغ (3) مليارات دولار أمريكي، منها 2 مليار دولار أمريكي مناصفة بين الرياض وابوظبي وديعة مالية لدعم البنك المركزي اليمني.
وهذه هي ثالث وديعة مالية تقدمها السعودية للبنك المركزي اليمني منذ انزلاق البلد العربي الفقير الى مربع الفوضى في اعقاب الحركة الاحتجاجية الضخمة التي اجبرت الرئيس اليمني الاسبق علي عبدالله صالح في 2011 على التنحي، بعد 33عاما من التشبث المستميت بالسلطة.
 وتلقى البنك المركزي اول وديعة في العام 2012 بمبلغ مليار دولار لدعم العملة المحلية بطلب من الرئيس هادي  عقب توليه رئاسة البلاد خلفا للرئيس صالح.
كما أودعت مطلع العام 2018 ، ملياري دولار لدى البنك المركزي اليمني في اعقاب انهيار قياسي للعملة الوطنية امام العملات الاجنبية.
 وتشهد اليمن منذ اكثر من ثماني سنوات حربا دخلية مكلفة، ادت الى استنزاف احتياطيات البلاد من العملة الصعبة وانهيار سعر العملة الوطنية الى مستويات قياسية لتصل الى اكثر من 1200 ريالا للدولار الواحد مقابل 215 ريالا للدولار الواحد عشية تصاعد النزاع في مارس 2015م.
 وفاقم انهيار الوضع الاقتصادي وارتفاع اسعار المواد الغذائية الضرورية بشكل جنوني، من حدة الازمة الانسانية الاسوء في العالم، حيث تشير التقارير الاممية الى ان ثلثي سكان اليمن بحاجة لشكل من اشكال المساعدة للبقاء على قيد الحياة.