اتهم مركز المدنيين في الصراع (CIVIC) جماعة الحوثيين بتعمد الإضرار بالمدنيين عبر استخدامهم الواسع للألغام الأرضية في اليمن، والتي تسببت بسقوط آلاف الضحايا بين قتيل وجريح كما منعت وصول المساعدات الإنسانية إلى المجتمعات الأشد حاجة.
وقال فيديريكو بوريلو، المدير التنفيذي للمركز، في مقال حديث له، بأن "الاستخدام الواسع النطاق والعشوائي للألغام الأرضية من قبل الحوثيين، يبدو وكأنه عمداً لإلحاق الضرر بالمدنيين، إذ أسفر حتى الآن عن مقتل وجرح آلاف الضحايا منهم".
وأضاف بوريلو، الذي قام مؤخراً بزيارة لليمن، واطلع في محافظتي عدن ومأرب على آثار الحرب المدمرة والأوضاع الإنسانية المتدهورة، خاصة في مخيمات النزوح، بأن الحوثيين "زرعوا الألغام في الأراضي الزراعية والقرى والآبار والطرق وحول مخيمات النازحين. وقد منعت هذه المتفجرات المنظمات الإنسانية من الوصول إلى المجتمعات المحتاجة، مما أدى إلى تجويع المدنيين بسبب الحرمان من المساعدات".
وأشار إلى أن تكتيك الحرب الذي استخدمه الحوثيون منذ منتصف عام 2017، والمتمثل بالاستخدام الواسع والعشوائي للألغام جعل اليمن من أكثر البلدان تلوثاً بالمتفجرات من مخلفات الحرب، خاصة المناطق التي تحت سيطرة الجماعة أو كانت تحت سيطرتهم في السابق.
وأوضح بوريلو، بأن الألغام لا يزال الخطر الأكبر الذي يتربص بالمدنيين في اليمن، وقال: "عندما لا يأتي التهديد من السماء على شكل صواريخ وغارات جوية، فإنه يأتي من الأرض بألغام أرضية ومتفجرات أخرى من مخلفات الحرب جاهزة للانفجار. ولا يزال هذا التهديد موجود في كل مكان، وبحلول وقت اكتشافه، ربما يكون قد فات الأوان".
ودعا مدير مركز المدنيين في الصراع، أطراف النزاع في اليمن إلى ضرورة التوصل إلى هدنة موسعة لمنح اليمنيين هدوء نسبي وتخفيف المعاناة الإنسانية، كما "يمكن للهدنة الأطول والموسعة أن تمنح المزيد من الوقت لمواصلة تطهير الأرض من الألغام ومخلفات الحرب المتفجرة لحماية المدنيين من الأذى الذي يقع تحت أقدامهم".