تحليل: الحرب في اليمن.. السلام ليس للغد
يمن فيوتشر - توماس جونيو - لابريس- ترجمة غير رسمية: الجمعة, 27 يناير, 2023 - 10:02 مساءً
تحليل: الحرب في اليمن.. السلام ليس للغد

دخلت اليمن، التي طالما عانت من عدم الاستقرار والعنف لفترة طويلة، مرحلة الحرب الحالية في عام 2014، عندما استولى المتمردون الحوثيون المتمركزون في الشمال الغربي، على العاصمة صنعاء. 
المملكة العربية السعودية، التي كانت قلقة بالفعل بشأن الوضع غير المستقر في جارتها الجنوبية، أصبحت أكثر قلقاً بسبب العلاقات المتنامية بين منافستها الكبرى، إيران والحوثيين. 
لذلك أطلقت الرياض تدخلاً عسكرياً في مارس 2015 لمواجهة تقدم الحوثيين وإعادة الحكومة المعترف بها دولياً.
شكل التدخل كارثة للمملكة العربية السعودية فبعد ثماني سنوات تقريباً، لا يزال الحوثيون يسيطرون على شمال غرب البلاد وأصبحوا أقوى من أي وقت مضى.
قد تشجع الأمم المتحدة عملية سلام، لكن لا وجود لنتيجة ملموسة. على الرغم من الدمار الذي خلفته الحرب، فإن الأطراف الرئيسية لا تشارك بجدية فيها.
ومع ذلك، قبل المتحاربون بهدنة في أبريل/نيسان 2022. وبينما فشلت المفاوضات التي سعت لتمديدها في أكتوبر/ تشرين الأول، قامت الأطراف الرئيسية في النزاع منذ ذلك الحين بتمديدها بشكل غير رسمي، على الرغم من بعض الحوادث العرضية.


•المتحاربون رابطوا على مواقعهم
هل يمكن أن تنجح المحادثات الأخيرة بين الحوثيين والمملكة العربية السعودية في إرساء الأساس لعملية سلام أكثر استدامة؟ من خلال تحديد الدوافع لدى كلا الجانبين، نفهم سبب كون الإجابة سلبية للأسف.
 في الواقع، لا الرياض ولا الحوثيون يريدون حقاً بناء سلام شامل.
من جانبها، فهمت السعودية أنها لن تنجح في هزيمة الحوثيين عسكرياً، لذلك فهي تسعى إلى فك الارتباط، مع تقليل تكاليف مغامراتها الكارثية.
من جانبهم، فإن الحوثيين، بدعم إيراني أصبحوا أكثر أهمية منذ عام 2015، يسيطرون الآن على اليمن. لذلك ليس لديهم نية لتقديم تنازلات جدية للمملكة العربية السعودية أو الحكومة المعترف بها دولياً، المشتتة الآن بين عدن (العاصمة الجنوبية) والرياض وأبوظبي. 
لا تمثل الهدنة بالنسبة للحوثيين خطوة أولى نحو سلام دائم، ولكنها تمثل فرصة لالتقاط أنفاسهم وتعزيز مكاسبهم والاستعداد لهجمات جديدة.
في هذا السياق، هل يمكن أن تؤدي المحادثات الحالية على أقل تقدير إلى تجديد الهدنة بين الحوثيين والسعودية، مع وجود العديد من العوائق، بما في ذلك عناد الحوثيين?.  ومع ذلك يبدو أن المحادثات تتمتع ببعض الزخم، مما يشير إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق في الأسابيع المقبلة.
 يمكن لمثل هذه النتيجة بالتأكيد أن تعمل على استقرار الوضع وحتى الحد من العنف، على الأقل في المدى القصير.
من ناحية أخرى، قد لا يكون التفاهم بين الرياض والحوثيين مرغوباً فيه من منظور بناء سلام دائم وشامل.
بدون عملية سلام من شأنها أن تجلب جميع اللاعبين الرئيسيين إلى طاولة المفاوضات، وليس هذين الطرفين فقط، فإن صفقة الحوثيين والرياض قد تخاطر بتأجيج الموقف.
أولاً، ستشعر الحكومة المعترف بها دولياً حتماً بأن الرياض، مصدر دعمها الرئيسي، قد خانتها. 
هذه الحكومة، في الواقع، تتسم بالوهمية جزئياً: إنها في الغالب مجموعة غير متجانسة من الفصائل توحدها معارضتها للحوثيين وتتميز بالانقسامات الداخلية والفساد.
 و لا يزال عدم قدرتها على بناء جبهة موحدة أحد الأسباب الرئيسية لنجاحات الحوثيين. 
لذلك، هناك كل الأسباب للاعتقاد بأن رد فعلها على مثل هذا الاتفاق سيكون مشبوهاً وربما عدائياً.
ستكون العواقب أيضاً صعبة في الجنوب، المستقل بين عامي 1967 و1990. وقد حُشدت المشاعر الانفصالية، الموجودة فعليا، كثيراً منذ عام 2015، لا سيما بفضل دعم الإمارات العربية المتحدة. المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي لا يخفى على أحد طموحات الاستقلال، هو اليوم القوة المهيمنة في الجنوب الغربي. 
وبالتالي، فإن اتفاقاً مباشراً بين الرياض والحوثيين قد يشجعه على القيام بإيماءات انفصالية.
 قد يكون استقلال جنوب اليمن حتمياً، لكن الانفصال لن يكون منسجماً.
أخيراً، من شأن مثل هذا الاتفاق أن يكرس سيطرة الحوثيين على شمال غرب البلاد.
 قد تكون هذه نتيجة أخرى حتمية. لكن حكمهم يثبت بشكل متزايد أنه قمعي وفاسد وظلامي.
 سيكون ذلك حينها مجرد تطور مأساوي آخر للشعب اليمني، المنهك بالفعل بسبب عقود من العنف وسوء الحكم.


التعليقات