وجوه من اليمن: يحيى الشامي..رحيل مناضل صلب ويساري حكيم
يمن فيوتشر - خاص: الجمعة, 27 يناير, 2023 - 09:26 مساءً
وجوه من اليمن: يحيى الشامي..رحيل مناضل صلب ويساري حكيم

غيب الموت اليوم الجمعة السياسي اليساري المخضرم، عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني، يحيى الشامي عن عمر ناهز 89 عاما.
ونعى سياسيون ومثقفون وناشطون على مواقع التواصل الإجتماعي، يحيى الشامي الذي "ترجل اليوم كفارس من فرسان الحركة الوطنية اليمنية وكمفكر وسياسي وطني ملتزم لمبادئه التي حملها في أشد الظروف صعوبة، وجسد صلابة المناضل الذي سيظل يلهم أجيالاً كاملة"، حد وصف الأمين العام السابق للحزب الاشتراكي ياسين سعيد نعمان.
 اضاف نعمان في منشور على حسابه في فيسبوك "رحل أبو ليلى الإنسان الذي طالما دمعت عيناه وهو يحكي قصة وطن كافح طويلاً من أجل أن يراه سعيداً ". 
 وأكد انه رغم كل الخيبات، كانت كل كلمة يطلقها المناضل الشامي "في الزمن الصعب تحمل أملاً تتجدد معه وبه الحياة .. فهو لا يرى الحياة إلا في حركتها"، على حد قوله.
واختتم مرثيته للشامي قائلا" سنفتقدك كثيراً يا استاذ الحكمة الكبير رحمك الله".
  ولم يصدر حتى الآن بيان نعي من الحزب الإشتراكي في رحيل أحد أبرز مؤسسيه وقيادته التاريخية لأكثر من أربعة عقود.
الى ذلك تجاهلت الحكومة اليمنية المعترف بها واعلامها الرسمي حتى اللحظة خبر وفاة القيادي الاشتراكي، الذي اتخذ موقفا مناهضا للحرب التي تقودها السعودية ضد المتمردين الحوثيين في اليمن. 
في حين توجهت حكومة الحوثيين غير المعترف بها، ببرقيات عزاء مقتضبة الى اسرته، نوهت فيها "بمواقفه الوطنية الراسخة التي توّجها بالإصطفاف مع وطنه وقيادته الثورية في مناهضة العدوان والحصار".
ولد الشامي في العام 1933، بقرية "بيت الأشول" مديرية السدّة التابعة لمحافظة إب. 
بدأ تعليمه في المدرسة العلمية بصنعاء مطلع الأربعينيات، ثم انتقل للدراسة في مدينة جبلة، وغادر إلى القاهرة في 1956، لدراسة الحقوق.
كما بدأ نشاطه السياسي مبكرا، من خلال التحاقه بحركة 1948، وما تلاها من مسيرة النضال الوطني لإسقاط النظام الإمامي، حيث انتسب الى حزب البعث العربي الإشتراكي في العام 1958، ومارس من خلاله كفاحه ضد الإمام والإعداد لثورة 1962والدفاع عنها حتى عام 1972.
انخرط الشامي بدور محدود في حركة 5 نوفمبر 1967، التي قادها البعثيون للاطاحة بحكومة الرئيس عبدالله السلال المحسوبة على خصومهم الناصريين، حيث تم تكليفه بالقاء بيان الحركة من إذاعة صنعاء، والذي لم يخف عدم اعجابه بصياغته "المتشددة تجاه العناصر ذات النفس الناصري".
 لكن سرعان ما وجد نفسه على خلاف مع القوى التقليدية التي هيمنت على السلطة داخل حركة 5 نوفمبر، وحولتها الى "حركة رجعية الى الخلف"، كما يقول.
في هذه الاثناء قاد يحيى الشامي مع عدد من رفاقه منذ العام 1968 حوارا سياسيا لإيجاد صيغة للعمل المشترك، بين فصائل اليسار في الشمال، والتي كان يتصدرها حزب البعث العربي الاشتراكي، والحزب الديمقراطي الثوري، واتحاد الشعب الديمقراطي ،افضى الى اندماج تلك القوى عام 1976 في اطار الجبهة الوطنية الديمقراطية.
يقول الشامي بعد ان تم " حسم مسألة ازدواجية السلطة، لصالح القوى التقليدية بدأت هذه القوى توجيه ضربات للعناصر الوطنية، وتلاحقهم في كل مكان، وصولًا إلى الأرياف، وقد شملت الضربات والملاحقات حتى عناصر عسكرية مستقلة من ضباط وجنود، دافعت عن ثورة 26 سبتمبر، وكانت الحملات العسكرية تصل إلى قراهم".
  واوضح ان عنفُ السلطة هو من دفع العناصر الوطنية الى حمل السلاح والدفاع عن أنفسهم، في اشارة الى حروب المناطق الوسطى، التي قال بانها بدأت بشكل عفوي قبل تشكيل الجبهة الوطنية الديمقراطية التي اندمجت لاحقا مع الجبهة القومية في جنوبي اليمن، لتشكل ما يسمى اليوم الحزب الاشتراكي اليمني. 
لعب الشامي من خلال نشاطه الحزبي دورا مهما في كثير التطورات السياسية وكان شاهدا على معظم الأحداث والتغيرات التي عاشها اليمن خلال السبعة العقود الماضية.


التعليقات