خلصت دراسة حديثة لمرصد الحريات الإعلامية في اليمن الى ان تنامي ظاهرة التنمر الإلكتروني ضد الصحفيات في البلاد خلال السنوات الأخيرة، ادى الى عزوف الكثير منهنّ عن الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي في التعبير عن الرأي وتبني قضايا النساء والمجتمع.
واظهرت نتائج الدراسة التي اطلقها المرصد اليوم الاثنين أن 72% من الصحفيات والناشطات اليمنيات على مواقع التواصل الاجتماعي تعرضنّ لنوع من أنواع التنمر الإلكتروني وبصورة متكررة.
وشملت عينة الدراسة نحو 79 صحفية وناشطة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وافادت 64 % من الصحفيات والناشطات اللواتي اجبن بعدم تعرضهن للتنمر الالكتروني، بانهن كنّ شاهدات على حالات تعرضت لها زميلات أخريات.
ووفقا للدراسة التي هدفت لتقييم ظاهرة التنمر الإلكتروني ضد الصحفيات اليمنيات، تصدر فيسبوك قائمة أكثر التطبيقات التي تعرضت فيها الصحفيات المستهدفات للتنمر الإلكتروني بنسبة تجاوزت الـ 90% مقارنة ببقية التطبيقات.
وأرجعت 90% من عينة الدراسة أسباب الظاهرة إلى عوامل اجتماعية وثقافية، واعتبرت الدراسة ذلك "مؤشرة خطيرا ينم عن وجود قبول اجتماعي لتصاعد الاعتداءات ضد الصحفيات اليمنيات".
وأشارت الدراسة إلى وجود إجماع لدى كافة الصحفيات المستهدفات "بلجوئهنّ إلى استخدام وسيلة الحظر، فيما كان القانون أقل وسيلة تلجأ إليها الصحفيات".
وأضافت الدراسة: "غالبية الصحفيات من "عينة الدراسة" تعرضنّ لتنمر إلكتروني من قبل مجهولين، وارتكب زملاء العمل ما نسبته 21%، من ممارسات التنمر ، فيما 5% كانت من قبل أحزاب وأطراف سياسية".
من جهته أكد محمد إسماعيل المدير التنفيذي لمركز الدراسات والإعلام الاقتصادي "أن العمل على الدراسة كان من منطلق الإيمان بأهمية دور الصحفيات اليمنيات في الإسهام في تشكيل وعي المجتمع اليمني، والتعبير عن آرائهنّ بحرية".
وأوصت الدراسة بضرورة العمل الجاد والمسؤول من قبل كافة المعنيين للحد من ظاهرة التنمر الإلكتروني الحاصل للصحفيات في اليمن، والضغط لاستصدار قوانين واضحة وصريحة للتعامل مع الظاهرة.
ويعد مرصد الحريات الإعلامية منصة تابعة لمركز الدراسات والإعلام الاقتصادي، تهتم برصد وتوثيق حالات الانتهاك ضد حرية الرأي والتعبير في اليمن.