شددت مباحثات أممية روسية على ضرورة اتخاذ إجراءات عملية لتطهير المناطق الملوثة بالألغام في اليمن، وتجنيب المدنيين مخاطرها القاتلة، وخاصة في محافظة الحديدة التي تعد أكثر المناطق الملوثة بالألغام والمتفجرات من مخلفات الحرب.
وقالت السفارة الروسية في اليمن، أن القائم بأعمال السفير، يفغيني كودروف، ناقش اليوم الاثنين في الرياض، مع رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة، اللواء مايكل بيري، الوضع العام في الحديدة وضواحيها، والجهود الدولية للدفع نحو تسوية سلمية للصراع.
وشدد الجانبان على أهمية اتخاذ تدابير ملموسة لتطهير المناطق الملوثة في اليمن وتقليل التهديد الذي تشكله الألغام الأرضية على المدنيين وعمال الإغاثة.
وأعرب كودروف عن قلقه إزاء الحادث الأخير الذي تعرضت له قافلة بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة لانفجار لغم أرضي، بحسب بيانها.
وتذهب تقارير منظمات دولية ومحلية إلى أن اليمن شهد خلال السنوات الماضية أكبر عملية زرع للألغام في الأرض منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
وحسب فريق الخبراء الدوليين التابع لمجلس الأمن الدولي، فإن "الاستخدام العشوائي للألغام الأرضية والأجهزة المتفجرة اليدوية الصنع من قبل الحوثيين هو استخدام متوطن ومنهجي".
وتسببت الألغام، منذ بداية النزاع قبل ثماني سنوات، بسقوط أكثر من عشرة آلاف ضحية في صفوف المدنيين؛ أغلبهم من النساء والأطفال، وفق تقارير حقوقية محلية ودولية.
وتعتبر محافظة الحديدة من أكثر المناطق الملوثة بالألغام الأرضية ومخلفات الحرب، كما تشمل خارطة التلوث بالألغام مديريات غرب محافظة تعز، ومديريات (بيحان، عسيلان، عين) في شبوة، ومديريتي حريب وصرواح في مأرب ومديرية "خب والشعف" في الجوف، ومديريات عبس و حيران وحرض في حجة.
وتقول الحكومة اليمنية المعترف بها، أنها بحاجة إلى 48 مليون دولار لتمويل عملية نزع الألغام التي زرعها "الحوثيون" خلال الحرب المستمرة في البلاد منذ سنوات.