قالت مصادر اعلامية ان رئيس بعثة الامم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة الجنرال الايرلندي مايكل بيري نجا اليوم الثلاثاء، من انفجار حقل الغام أثناء مرور موكبه بالقرب من حي 7 يوليو في مدينة الحديدة الساحلية على البحر الاحمر.
وافادت المصادر بان العربات المدرعة التي تستقلها البعثة الاممية، حالت دون وقوع اصابات في صفوف اعضائها، لكنها تحدثت عن سقوط قتلى وجرحى بين الحراسات الأمنية المرافقة.
ولم يتسن لـ"يمن فيوتشر" التحقق من هذه الانباء على الفور، في حين لم يصدر اي تعليق رسمي من البعثة حتى الان.
وتذهب تقارير منظمات دولية ومحلية إلى أن اليمن شهد خلال السنوات الماضية أكبر عملية زرع للألغام في الأرض منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
وحسب فريق الخبراء الدوليين التابع لمجلس الأمن الدولي، فإن الإستخدام العشوائي للألغام الأرضية والأجهزة المتفجرة اليدوية الصنع من قبل الحوثيين هو استخدام متوطن ومنهجي.
ومنذ بداية النزاع قبل ثماني سنوات، تسببت الألغام بسقوط أكثر من عشرة آلاف ضحية في صفوف المدنيين اغلبهم من النساء والأطفال، وفق تقارير حقوقية محلية ودولية.
وتعتبر محافظة الحديدة من أكثر المناطق الملوثة بالألغام الأرضية ومخلفات الحرب.
والى جانب الحديدة تشمل خارطة التلوث بالالغام مديريات غرب محافظة تعز، ومديريات (بيحان- عسيلان- عين) في شبوه، ومديريتي حريب وصرواح في مأرب ومديرية "خب والشعف" في الجوف، ومديريات عبس و حيران وحرض في حجة.
وتقول الحكومة اليمنية انها بحاجة الى 48 مليون دولار لتمويل عملية نزع الالغام التي زرعها الحوثيون خلال الحرب المستمرة في البلاد منذ سنوات.
وفي وقت سابق الشهر الماضي، دعا مجلس الأمن إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للتصدي للألغام الأرضية والمتفجرات من مخلفات الحرب في اليمن
ودق مجلس الأمن ناقوس الخطر إزاء استمرار مقتل وإصابة المدنيين جّراء الألغام الأرضية والمتفجرات من مخلفات الحرب في اليمن خلال جلسة مجلس الأمن الأخيرة بشأن اليمن في 22 نوفمبر الماضي.
في تصريحاتها، أعربت كلاً من النرويج والبرازيل وكينيا وغانا والغابون وفرنسا وألبانيا والمكسيك عن قلقها العميق إزاء تاثير الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة، والمسؤولة حاليا عن أكبر عدد من الضحايا المدنيين في اليمن. ولا تزال الحُديدة واحدة من أكثر المحافظات تضررا.
وخلال جلسة مجلس الأمن، حذرت مديرة شعبة العمليات والمناصرة في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (اوتشا) رينا غيلاني من أن انخفاض القتال منذ الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة في نيسان/أبريل سمح للمدنيين بالتحرك بحرية أكبر مما أدى إلى زيادة التعرض للألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة.
وعزت السيدة غيليني حدوث أكثر من 164 إصابة ووفاة بين المدنيين بين تموز/يوليو وأيلول/سبتمبر إلى حوادث الألغام الأرضية والمتفجرات من مخلفات الحرب. أكثر من ثلث هؤلاء الضحايا، أي ما مجموعه 74 شخصا، هم من الأطفال.
ولقد سجلت بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (أونمها) مقتل أو جرح 82 مدنيًا (مايقرب من نصفهم كانوا أطفال) في الحديدة وحدها خلال نفس الفترة. ودعا مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أطراف النزاع إلى اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة، بما في ذلك عن طريق تحديد المناطق الخطرة ووضع العلامات عليها وتطهيرها، لحماية السكان المدنيين من العمليات العسكرية.
وفي المناقشة التي تلت ذلك، شدد أعضاء مجلس الأمن على أهمية التصدي بشكل عاجل للعواقب المأساوية للمخلفات غير المنفجرة، ودعوا اطرف الصراع إلى التعاون الكامل مع جهود إزالة الألغام وتيسير الحصول على تأشيرات الدخول للموظفين المتخصصين.
كما دعوا الدول الأعضاء والجهات المانحة إلى توسيع نطاق الدعم لزيادة إجراءات إزالة الألغام، بما في ذلك استيراد معدات التطهير الميداني، والتوعية بمخاطر الألغام، ودعم الضحايا.