كشف استطلاع أممي حديث بأن أكثر من ثلاثة أرباع النازحين داخلياً في محافظة مأرب ليس لديهم نية للعودة إلى ديارهم، بسبب مخاوف من انعدام الأمن والافتقار إلى فرص العمل.
ووفقاً لنتائج استطلاع نشرته مؤخراً مصفوفة النزوح التابعة لمنظمة الهجرة الدولية في اليمن، فإن ثلاثة من أصل أربعة نازحين موجودين في 23 موقعاً للنزوح في محافظة مأرب المتأثرة بالصراع، عبروا عن عدم نيتهم بالعودة إلى ديارهم.
وأوضحت المصفوفة بأن نحو 79% من الأشخاص النازحين داخلياً والذين ينتمون إلى 2,227 أسرة، شملها الاستطلاع، ومضى على نزوحها ثلاث سنوات، أفادوا بأن دافعهم الرئيسي لعدم العودة يتمثل في المخاوف من انعدام الأمن والافتقار إلى فرص لكسب الدخل.
أما فيما يخص النسبة المتبقية (21%) ممن أجابوا على الاستطلاع، فقد أبدى 3% منهم فقط نيتهم بالعودة، بينما الباقون مترددين أو يعتزمون الاستقرار في مكان آخر.
وأظهر الاستطلاع، الذي أجرته المصفوفة في سبتمبر الماضي، بأنه وعلى الرغم من الاستقرار النسبي الذي تحقق خلال الهدنة الإنسانية التي دامت ستة أشهر، إلا أن عدد قليل جداً من الأسر تنوي مغادرة المناطق التي استقرت فيها بعد النزوح.
وأكد مات هوبر، القائم بأعمال رئيس بعثة المنظمة الهجرة الدولية في اليمن، بأن الاحتياجات الإنسانية للنازحين في تزايد مستمر، وقال: "جلبت الهدنة في اليمن فترة هدوء للبلاد. ومع ذلك، فإننا قلقون للغاية إزاء شدة الاحتياجات في المجتمعات التي ما زالت متأثرة من الصراع الممتد لأكثر من سبع سنوات".
وبحسب الاستطلاع فإن أكثر من 60% ممن ينوون البقاء في مواقع النزوح بمأرب، يعانون من الافتقار إلى الوصول إلى الخدمات الأساسية الذين اعتبروا بأنه "سيكون التحدي الأكبر بالنسبة لهم، بينما يظل الإخلاء مصدر قلق رئيسي آخر".
وناشد هُوبر الجهات المانحة إلى تجديد التزاماتها خلال العام المقبل، لدعم برامج وأنشطة الوكالات الإغاثية المنقذة لحياة ملايين اليمنيين، "فالأزمة في اليمن لم تنقضٍ بعد، وما يزال الناس يعانون من عواقبها التي لا يمكن تصورها، وليس الوقت الآن مناسباً لأن ندير ظهورنا".