[ تهاني الشريف ]
طالبت وقفة احتجاجية في تعز، الأمم المتحدة بالتحقيق في مدى ضلوع عدد من منظماتها في دعم جماعة الحوثيين لتصنيع وتطوير وزراعة الألغام في اليمن، بحسب ما أورده تقرير حقوقي.
ودعا البيان الصادر عن الوقفة الاحتجاجية التي نفذها اليوم السبت، ضحايا الألغام ومنظمات المجتمع المدني، في محافظة تعز، الأمم المتحدة إلى سرعة التحقيق في ما تضمنه تقرير "دعم الموت"، الصادر عن خمس منظمات حقوقية محلية، من معلومات وبيانات عن ضلوع منظمات أممية ودولية في دعم وتمويل أنشطة جماعة الحوثي ومشاركتها في صناعة الألغام وزراعتها على نطاق واسع في اليمن.
كما دعا البيان الحكومة اليمنية المعترف بها إلى إعادة النظر في تعاملها مع المنظمات الدولية العاملة في اليمن، وضرورة اتخاذ إجراءات عملية "لضمان عدم تحويل المساعدات الدولية لتعزيز القدرات العسكرية لجماعة الحوثيين والإضرار بحياة المدنيين ومعيشتهم".
وكان تقرير "دعم الموت" الصادر مؤخراً عن الهيئة الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات هود- إقليم سبأ، ومنظمة يمن رايتس للحقوق والتنمية، ومنظمة شهود لحقوق الإنسان، ومنظمة حريتي للتنمية وحقوق الإنسان، ومنظمة عين لحقوق الإنسان، قد أورد عن تقديم الأمم المتحدة (15) منحة مالية لجماعة الحوثيين عبر البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة تحت يافطة إنسانية متمثلة بمشاريع نزع الألغام، وبقيمة إجمالية قدرها (167.221.136) $ بين (2016م – 2022م)، وأيضاً تسليمها (420) سيارة حديثة عبر الوكالات الأممية بحجة مكافحة الألغام وتحت مسميات مختلفة منها "الخدمات الإسعافية" و"خدمات الرش".
كما كشف التقرير عن تمويل منظمة اليونسيف وجهات أممية أخرى (60) نشاطا وفعالية لجماعة الحوثيين، منها (46) دورة تدريبية لعناصرهم تحت مسمى "حملات التوعية بمخاطر الألغام" من ضمنها (3) حملات توعية زعمت تنفيذها في (أمانة العاصمة، ريمة، المحويت) رغم أنها لم تكن ساحة للمواجهات ولم تشهد أي عملية زراعة للألغام منذ اندلاع الحرب في البلاد.
وعبر المشاركون في الوقفة عن أسفهم لضلوع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) في دعم جماعة الحوثي تحت غطاء مشاريع نزع الألغام، ودعمها بملايين الدولارات والتدريب الميداني والدعم الفني، رغم إدراكه المسبق بأنها "تحمل مشروع موت لليمنيين ولا علاقة لها بالسلام".
واتهم البيان، الموظفين الأمميين الضالعين بدعم جماعة الحوثيين، بالتواطؤ في قتل المدنيين بسبب الألغام، وقال: "إن نزع الألغام والعبوات الناسفة في اليمن لا يمكن أن يتم عبر الأيادي الإجرامية التي زرعتها، وأن من يدعم هؤلاء القتلة يعد شريكاً أساسياً في سفك دمائنا جراء الألغام والعبوات المتفجّرة التي تحاصرنا في كل تحركاتنا".
وناشد البيان، كل الجهات الحقوقية والإعلامية وكل المهتمين بحقوق الإنسان لرصد وتوثيق مخالفات كل الجهات المحلية والدولية التي تمس حياة اليمنيين ومعيشتهم وتقديم من ثبت مشاركته في جرائم قتل وتجويع المدنيين للمحاكمات العادلة.
هذا ووثق تقرير "دعم الموت" قيام جماعة الحوثي بزراعة مليوني لغم وعبوة ناسفة خلال 8 سنوات مضت وتسببت بمقتل (3024) مدنيا بينهم (647) طفلا و(202) امرأة، وإصابة عدد (4231) أخرين بجروح وتشوهات جسدية وإعاقات دائمة بينهم (1032) طفلا و(285) امرأة. كما ألحقت أضرارا كلية وجزئية بعدد (2431) منشأة خاصة و(576) منشأة عامة.