طالبت منظمة حقوقية دولية، بفتح تحقيق دولي عاجل في حادثة وفاة وإصابة عدد من الأطفال في أحد مستشفيات العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثيين، بعد تلقيهم جرعة دواء فاسدة ومنتهية الصلاحية.
وقال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، في بيان له، "على منظمة الصحة العالمية فتح تحقيق عاجل في حادثة وفاة 18 طفلاً على الأقل في مستشفى الكويت بصنعاء، بعد حقن عشرات الأطفال المصابين بالسرطان بجرعة من دواء "ميثوتريكسيت" (Methotrexate) يُعتقد بأنه منتهي الصلاحية".
وشكك البيان بإمكانية إجراء تحقيق شفاف ومستقبل من قبل وزارة الصحة التابعة للحوثيين، يفضي إلى محاسبة المسؤولين عن الحادثة، لذا "فإنه من المهم أن تُجري منظمة الصحة العالمية تحقيقاً في الحادثة التي تعكس استهتاراً واضحاً بحياة اليمنيين، وتبيّن عدم تحمل وزارة الصحة الحوثية المسؤوليات التي تقع على عاتقها كونها المسؤولة عن صحة وسلامة المرضى في مستشفيات المدينة".
وأشار البيان إلى أنه ورغم إعلان الحوثيين بأن الدواء المستخدم "تم تهريبه إلى صيدلية خاصة، ولم تمر التشغيلة المهربة من الدواء عبر إجراءات هيئة الأدوية أو مناقصات مركز الأورام"، إلا أن ذلك لا يبرر بأي حال استخدام المستشفيات جرعة دوائية لم يجرِ فحصها والتحقق منها مسبقاً.
وعبر "الأورومتوسطي" عن خشيته من أن تكون هناك جرعات أخرى متوفرة من نفس الدواء في مستشفيات المدينة ومراكزها الصحية، الأمر الذي قد يترتب عليه كارثة حقيقية تودي بحياة مئات المرضى.
وكانت حكومة الحوثي غير المعترف بها قد اعترفت الخميس الماضي، بمقتل 10 أطفال إصابة 9 آخرين، غير أن وسائل إعلام وناشطون أكدوا بأن الضحايا أعلى من ذلك بكثير، لأن القسم الذي حدثت فيه الإصابات يضم 50 طفلاً مريضاً بسرطان الدم.
يذكر بأن الحادثة وقعت في سبتمبر الماضي، وتكتمت عليها سلطات جماعة الحوثيين، ولم تخرج إلى العلن إلا قبل أيام فقط، حينها بادرت الجماعة إلى تحميل التحالف العربي بقيادة السعودية مسؤولية الحادثة، وأعلنت عن تشكيل لجنة للتحقيق في محاولة لامتصاص غضب الشارع، وبحسب بعض المصادر، فإن إجراءات التحقيق تسير باتجاه إلقاء مسؤولية الجريمة على الصيدلية التي قالوا أنها مصدر الدواء الملوث.