تلعب المبادرات الشبابية دورا كبيرا على مستوى المجتمعات المحلية، لما لها من أهمية في دعم الجهود التنموية و الإنسانية للتخفيف من معاناة الفئات الأشد فقرا والنازحين داخليا وكذا المجتمعات المضيفة للنازحين مع تدهور الأوضاع على كافة المستويات بفعل ثمان سنوات حرب.
تتركز المبادرات الشبابية العاملة من كلا الجنسين في المحافظات التي تضررت من الحرب وتحتضن آلاف النازحين والمشردين وأبرزها (مأرب، تعز، الجوف، الحديدة، حجة، الضالع، لحج، شبوة، أبين).
في محافظة مأرب حيث الضغط الشديد على أداء السلطات تتركز عشرات المبادرات الشبابية للقيام بحملات تطوعية وتنفذ برامج مختلفة تسهم في دعم الفئات الأشد فقرا وتحتاج للدعم المادي والمعنوي، في ظل موجة النزوح التي شهدتها المحافظة منذ بدء الحرب.
•احتياج ودعم باهت
ومع تفاقم الوضع وحالة الضغط الشديد على قدرات الدولة في المحافظة ظهرت منذ عام 2019 مبادرات شبابية مجتمعية، فرضتها الحاجة الملحة لتوسع المدينة باستفاضة كبيرة، ما يجعل السلطة المحلية المعنية منشغلة بأمورٍ أخرى.
وترتكز أنشطة المبادرات في التخفيف من معاناة المجتمع السكاني المكثف، بقدرة إمكانياتها وبتطوع فئات من الشباب، ولأن المركز الرئيسي للمدينة كان محدود النشاط العملي، وعدد سكاني يُقدر نحو 500 ألف نسمة، فمأرب اليوم قد شهدت توسعا في بنتيها بشكل كبير، ويكاد يصل عدد النازحين 3 ملايين.
وسنقف هُنا للاطلاع على أبرز المبادرات المجتمعية في محافظة مأرب، وقد أصبحت المبادرات في بوتقة واحدة تحت مسمى "كيان شبكة المبادرات الشبابية"، وذلك لتطوير وتعزيز عملها الذي تراه محدودا نتيجة قلة الدعم وصعوبة بعض الإجراءات.
ويقول "زكريا البحري" رئيس الشبكة إن عدم وجود مصادر الدعم، وعدم تقبل لمجتمع لفكرة التطوع من الصعوبات التي تواجه المبادرات، لكن مع ذلك فهناك سعي كبير من قبلهم لمساندة السلطة المحلية أو ملأ فراغها في هذا الجانب.
ويشير البحري إلى وجود دائرة خاصة في وزارة الشباب والرياضة باسم (المبادرات الشبابية)، وأخرى في السلطة المحلية باسم إدارة المبادرات، لكنهما لم تحتضن المبادرات التطوعية أو حتى تتبنى مشاريعها بالإضافة إلى منظمات المجتمع المدني.
•أوجه المبادرات
كيان شبكة المبادرات الشبابية هدفه احتواء كافة المبادرات كفريق واحد في محاولة لتأهيل المتطوعين وتقوية المشاريع والتنسيق مع الجهات الداعمة، بما يخلق حالة من الانسجام وتعزيز دور المبادرات لتنفيذ كل أنشطة بكل سهولة دون ظهور أي عوائق قد تحد من تحركها على مستوى المحافظة رغم الحاجة لها في تنفيذ مشاريع متعددة.
وتشكل المبادرات بأوجهها المختلفة فرصة مناسبة للسلطات في محافظة مأرب لدعمها ومساندتها في ظل الحاجة لفرق كاملة تنفذ ما لم تقدر عليه الأجهزة الرسمية المحلية.
•أنشطة المبادرات الموسمية
تتبايّن المبادرات بحسب أهدافها البعض منها لهدف إنساني وآخر تعليمي وجانب تنموي؛ وأنشطتها موسمية عند الحاجة.
ومن الأعمال التي نفذتها المبادرات (دعم طلاب المدارس بالمستلزمات، كسوة الملابس في الأعياد وفصل الشتاء في مخيمات النازحين، الافطار للشباب، الجانب الثقافي إحياء اليوم العالمي للشباب، التطوع رافقه اقامة المناظرات بين الشباب، والتوعوية الصحية).
وتذكر "إيناس عبدالرقيب" إحدى متطوعي المبادرات، عن البدايات الأولى في النظرة المجتمعية تجاه المبادرات التطوعية، ما انعكس سلباً في فهمها ودوافعها، بيدَّ انهم أدركوا الأمر في اظهار مقاصدهم الهادفة.
يقول مكتب الشباب والرياضة في المحافظة إن هناك إدارة دعم المبادرات الشبابية في المحافظة، وانما دورها الاهتمام والدعم الذي يقدم للشباب.
ويستطرد عن محاولته في لم شمل المبادرات الشبابية في إطار مجلس تنسيق يضمها مع مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل بغية ترتيب عملها واختصاصاتها لكنه لم يلقى تجاوبٍ.
فيما تقول "رجاء دحوان" من فريق الشبكة إن الحاضنة للمبادرات في مأرب من قبل المنظمات والشخصيات الاجتماعية ورجال المال، مفقودة عدا مؤسسة سد مأرب للتنمية الاجتماعية التي شاركتهم في عدة أنشطة.
ويتطلع رئيس مبادرة رواد الخير "خالد العباسي" إلى تحقيق قدرٍ كاف في أنشطة التطوع والمبادرات، اذ هناك شغف لهم في العمل والخدمة.
ويظل التحدي قائما أمام هذه المبادرات التي تحاول بكل الإمكانيات المتاحة ملء الفراغ المتروك من قبل السلطات نتيجة ضعف الإمكانيات التي تمتلكها الجهات الرسمية، وتحتاج هذه المبادرات لحاضنة مجتمعية تعينها على تنفيذ كافة أنشطتها لخدمة الفئات المجتمعية التي تضررت جراء الحرب والنزوح في محافظة مأرب.