حذر تقرير حديث لوكالتين تابعتين للأمم المتحدة بأن انعدام الأمن الغذائي الحاد سيتفاقم في الفترة الممتدة بين أكتوبر 2022 ويناير 2023، إذا لم يتم اتخاذ إجراءات إنسانية عاجلة لمنع حدوث مجاعة في 19 بلداً تشكل "بؤراً ساخنة" للجوع، من بينها اليمن.
وقال تقرير مشترك بين منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي، صدر حديثاً بأن "الأزمة الغذائية تُحكم قبضتها على 19 بؤرة ساخنة للجوع، مدفوعةً بتزايد الصراعات وأزمة المناخ وعدم الاستقرار الاقتصادي الذي تفاقم جراء جائحة كورونا وآثار الأزمة في أوكرانيا".
وتوقع التقرير بأن يستمر ارتفاع عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد في جميع أنحاء العالم بشكل سريع، في الفترة الممتدة بين أكتوبر/تشرين الأول 2022 ويناير/كانون الثاني 2023.
ودعا التقرير إلى اتخاذ إجراءات إنسانية تهدف إلى إنقاذ الأرواح وسبل العيش في هذه البؤر الساخنة، وقال: "العمل الإنساني سيكون ضرورياً في إثيوبيا وأفغانستان وجنوب السودان والصومال ونيجيريا واليمن لمنع تواصل المجاعة والوفيات".
وقال شو دونيو، مدير منظمة الأغذية والزراعة: "انعدام الأمن الغذائي الحاد يتفاقم بسرعة وينتشر حول العالم، خاصة في أفقر البلدان، ومن المرجح أن تزداد الأوضاع سوءاً في الكثير من هذه البلدان خلال الأشهر المقبلة ما لم ننهض بقوة بالاستجابة الإنسانية".
من جهته قال ديفيد بيسلي، المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، بأنه وفي ظل أزمة الغذاء الراهنة "نحن بحاجة ملحّة إلى مساعدة من هم عرضة لخطر المجاعة الداهم في الصومال وفي سائر البؤر الساخنة للجوع في العالم".
ووفقاً للتقرير، لا تزال إثيوبيا وأفغانستان وجنوب السودان والصومال ونيجيريا واليمن في "حالة تأهّب قصوى" باعتبارها بؤراً ساخنة حيث يعاني في هذه البلدان وحدها حوالي مليون نسمة من مستويات كارثية من الجوع (المرحلة 5 من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي)، وحيث تشكل المجاعة والوفيات واقعاً يومياً وحيث قد تُسجّل مستويات قصوى من الوفيات وسوء التغذية ما لم تُتخذ إجراءات فورية.
وأورد التقرير بأن حوالي 970 ألف شخص يتضورون جوعاً أو من المتوقع أن يموتوا جوعاً أو هم معرّضون لخطر التدهور نحو ظروف كارثية (المرحلة 5) في إثيوبيا وأفغانستان وجنوب السودان والصومال واليمن ما لم تُتخذ إجراءات عاجلة، وهو أعلى عدد سجّل على الإطلاق، وأكثر بعشر مرات مقارنة بالسنوات الست الماضية.