رفع تبرع من هولندا الآمال في إمكانية تجنب كارثة بيئية قبالة الساحل اليمني من خلال إنقاذ ناقلة النفط صافر التي تقطعت بها السبل، والتي تحتوي على مليون برميل من النفط الخام.
حذر الخبراء من أن الناقلة الكبيرة التي تحولت إلى سفينة عائمة للتخزين والتفريغ يمكن أن تنفجر أو تتفكك في أي لحظة.
ومع ذلك، فقد تأخر العمل لإصلاح السفينة الصدئة، جزئياً؛ بسبب نقص التمويل، وإلى حد كبير بسبب الإهمال الدولي.
خلال عطلة نهاية الأسبوع، أعلنت وزيرة التجارة الخارجية والتعاون الإنمائي الهولندية، ليزي شرينيماخر، أن هولندا ستفرج عن أموال بقيمة 7.4 مليون دولار لإنقاذ السفينة.
في وقت سابق من هذا العام، بدأت الأمم المتحدة حملة تمويل جماعي لجمع 80 مليون دولار.
المساهمة الاخيرة من هولندا تعني أنه يمكن أخيراً أن يبدأ العمل لنزع فتيل ما أسمته شرينيماخر "القنبلة الموقوتة".
وقالت شرينماخر أثناء قيامها بهذا الإعلان: "في العادة، بصفتي وزيراً، فإن مهمتي هي التعامل مع تداعيات الكوارث. ولكن في هذه الحالة، لدينا فرصة لمنع وقوع كارثة".
وأشادت هانا بورتر، مستشارة مستقلة، ومحللة (اليمن) في جامعة دي تي جلوبال الأمريكية, في حديثها إلى (ميدل إيست آي)، "بالخطوة المهمة والضرورية نحو حل أكثر أماناً والقضاء على خطر حدوث تسرب نفطي كارثي".
ومع ذلك، حذرت بورتر من أن العمل الشاق قد بدأ للتو. وقالت إن على المراقبين ألا يوازنوا بين "تمويل العملية وإتمامها". "الحقيقة هي أن الاتفاق على معالجة تهديد صافر أكثر أماناً، والتمويل لدعم تلك العملية، لا يضمن تجنب تسرب النفط."
ناقلة النفط المتحللة البالغة من العمر 45 عاماً، والتي استخدمت منذ فترة طويلة كمنصة تخزين عائمة ومهجورة الآن قبالة ميناء الحديدة اليمني الذي يسيطر عليه الحوثيون، لم يتم صيانتها منذ أن انغمس اليمن في حرب أهلية منذ أكثر من سبع سنوات.
وقالت بورتر: "سيكون الاختبار الحقيقي هو ما إذا كانت هذه العملية قد نُفذت بالفعل أم لا ويتم العمل على تفريغ نفط صافر إلى سفينة آمنة. وبخلاف ذلك، ستظل صافر تمثل تهديداً خطيراً لبيئة المنطقة واقتصادها وصحة السكان المحليين".
حذر دعاة حماية البيئة من أن تكلفة عملية الإنقاذ، التي تبلغ حوالي 80 مليون دولار، ستكون جزءاً بسيطاً من مبلغ 20 مليار دولار التي ستكلفها لتنظيف الانسكاب.
وأضافت بورتر "لكي تتم هذه العملية، يجب أن تكون سلطات صنعاء متعاونة، وبحاجة إلى تسهيل تفريغ واستبدال هذه السفينة، بما في ذلك من خلال ضمان أمن وسلامة القائمين على العملية".
وتخضع العاصمة اليمنية صنعاء لسيطرة جماعة الحوثيين المتحالفة مع إيران والتي أطاحت بالحكومة المدعومة من السعودية والغرب. وبعد استيلاء الحوثيين على السلطة عام 2014، دخل تحالف تقوده السعودية الصراع لدعم الحكومة اليمنية.
الهدنة بين المتمردين والتحالف الذي تقوده السعودية سارية منذ 2 أبريل، بالتزامن مع بداية شهر رمضان المبارك.
وحذرت بورتر قائلة: "لا ينبغي أن نعتبر أن (الحوثيين) سوف يتعاملون مع هذه العملية من خلال الاتفاقية ولن ينسحبوا منها، كما فعلوا سابقاً، كأمر مسلم به، أو مفروغا منه".
وقالت بورتر إنه في حالة استمرار عملية الإنقاذ، فإنها توفر احتمالية لتعميق الثقة بين مختلف الأطراف المتحاربة، فضلاً عن كونها "إجراءً هاماً لبناء الثقة بين سلطات صنعاء والمجتمع الدولي".
لكن طالما استمرت التوترات بين الحكومة المعترف بها دولياً وجماعة الحوثيين، فقد يظل الحل الفوري لناقلة النفط صافر بعيد المنال.
حددت الأمم المتحدة حلاً يتم فيه تفريغ النفط ببساطة إلى سفينة أخرى أكثر أماناً، وبالتالي تجاوز الحاجة إلى بيع النفط على الفور، والذي يمكن أن يكون مصدراً مهماً للإيرادات للأطراف المتحاربة.
لقد تم اعتبار صافر ورقة مساومة مفيدة للحوثيين، وهي ورقة كانوا مترددين في التخلي عنها.
وتضيف بورتر بأنه إذا اتفق الطرفان في النهاية على إنقاذ ناقلة النفط، "فسيظهر ذلك درجة من التعاون في القضايا التي تعود بالفائدة على الطرفين، ونأمل أن يتم توسيع هذا التعاون ليشمل قضايا أخرى تؤثر على اليمنيين، مثل انعدام الأمن الغذائي وعدم القدرة على التنقل في الطرق الرئيسية، من بين أشياء أخرى كثيرة".
#يمن_فيوتشر