أفادت الأمم المتحدة بأن مستوى التنمية البشرية على المستوى العالمي تراجع خمس سنوات إلى الخلف بفعل عديد الأزمات المتلاحقة والمتعددة التي قوضت التقدم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وقال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، في الإصدار الأخير من تقريره حول "التنمية البشرية 2021 ـ 2022"، والذي أطلقه اليوم الخميس، بأن التنمية البشرية تراجعت في 90% من بلدان العالم إلى المستويات التي بلغتها في عام 2016، مما عكس مسار التقدّم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأضاف التقرير، الذي حمل عنوان "زمن بلا يقين، حياة بلا استقرار: صياغة مستقبلنا في عالم يتحوّل"، بأنه وللمرة الأولى منذ شرع البرنامج قبل 32 سنة في حساب مؤشر التنمية البشرية الذي يقيس أوضاع الصحة والتعليم ومستويات المعيشة في مختلف البلدان، فإن قيمة المؤشر انخفضت عالمياً خلال سنتين على التوالي (2020 ـ 2021).
وأشار التقرير إلى أن هذا التراجع شمل العالم بأجمعه تقريباً، إذ سجّلت قيمة مؤشر التنمية البشرية تراجعاً في أحد العامين 2020 أو 2021 في أكثر من 90% من البلدان، بينما تراجعت في العامين معاً في أكثر من 40% من البلدان.
وأوضح التقرير بأن أزمتي جائحة كوفيد-19 والحرب في أوكرانيا، تأتي في صدارة الأسباب التي أدت إلى هذا التراجع، إضافة إلى تحولات اجتماعية واقتصادية كبيرة، وأزمة المناخ الخطيرة، وغيرها، وهي كلها عوامل كان لها تأثيراً مدمراً على حياة البلايين من الناس في جميع أنحاء العالم.
ويُحذِّر البرنامج الإنمائي أنه من دون تحقيق تغيير كبير في نمط مواجهة الأزمات، بالانتقال من مقاربة "إطفاء الحرائق" إلى معالجة جذور الأزمات والمشاكل، فإن العالم سيظل يترنح بين أزمة وأخرى، وقد يتجه أكثر نحو انتشار أوسع لأوجه الحرمان وغياب العدالة.