مرض مناعي لا تعود الحياة من بعده لطبيعتها، وفي الوقت الذي ينجح البعض في التعايش معه ولو بصعوبة، يستسلم آخرون، ولكن هل يمكن لبعض التدابير والنصائح أن تسهم في تعايش أفضل مع مرض الذئبة الحمراء؟
يعد مايو/أيار شهر التوعية بمرض الذئبة الحمراء الذي يصيب النساء بنسبة أكبر، حيث يشكلن بين 70 إلى 90% من إجمالي المصابين به.
وبحسب معهد الصحة الوطني، بالولايات المتحدة الأميركية، الذئبة الحمراء مرض مناعي ذاتي ومزمن، يكون لدى مرضاه هجمات تتراوح بين خفيفة إلى خطيرة، وتختلف الذئبة من شخص لآخر وقد تؤثر على مناطق مختلفة في الجسم، مثل الجلد، والمفاصل، والقلب، والرئتين، والكلى.
وتختلف أعراض الذئبة الحمراء من شخص لآخر، في شدتها ونوعيتها، قد تأتي وتذهب بسلام، وقد تأتي وتؤثر على جزء أو عدة أجزاء من الجسم، وتشمل الأعراض: التهاب المفاصل، بما في ذلك آلام وتيبس المفاصل في الصباح، الحمى، الشعور بالتعب في كثير من الأحيان، الطفح الجلدي، تساقط الشعر، تقرحات غير مؤلمة في الغالب بكل من الأنف والفم، آلاما في المعدة، تغير لون أصابع اليدين والقدمين في حالات البرد والتوتر، تورم الغدد، تورم الساقين وحول العينين، ألما عند التنفس بعمق أو عند الاستلقاء، صداعا أو دوارا أو اكتئابا أو ارتباكا.
أطعمة لمواجهة الذئبة الحمراء
بحسب موقع "ويب ميد" الطبي، هناك أطعمة أساسية تسهم في تخفيف الأعراض، وحدة المرض عموما، أهمها:
الكركم: لأنه مضاد للالتهابات، يعالج أمراض الجلد والجهاز الهضمي والمفاصل، ويساعد مرضى الذئبة في خفض ضغط الدم، وتقليل الأضرار على الكلى، كما أنه يحمي العظام من التلف الناتج عن المرض.
الزنجبيل: لأنه يحتوي على مركب مضاد للالتهابات، يقلل من آلام والتهاب هشاشة العظام.
أوميغا 3: تناول الدهون الصحية الموجودة في الأسماك والجوز وبذور الكتان، تساعد في مواجهة أمراض المناعة الذاتية، وتقلل من نشاط مرض الذئبة وتعد إضافة مفيدة للأدوية الخاصة بالمرض.
الشاي الأخضر: يحتوي على مضادات أكسدة تحمي الخلايا من التلف، وتقلل من نشاط المرض إذا التزم المرضى بتناوله لـ3 أشهر يوميا.
مادة الكيرسيتين: توجد تلك المادة في الفواكه مثل العنب والكرز والتوت، وتمنحها لونها المميز، وهي مضاد قوي للأكسدة والالتهابات.
فيتامين د: تتسبب الشمس متاعب لمرضى الذئبة لذا من الضروري، تجنب الشمس، والتأكد من نسبة فيتامين د، ومحاولة تعويضه بواسطة المكملات، وتناول بعض الأغذية الغنية به وعلى رأسها الحليب، والفطر.
زيت الزيتون: البكر تحديدا، مهم للغاية في النظام الغذائي لمرضى الذئبة الحمراء، حيث يحتوي على مادة كيميائية نباتية تسمى الفينولات، تقلل الالتهاب، وتساعد على تنظيم عمل جهاز المناعة.
العنب: لأنه يحتوي على مادة "الريسفيراترول"، المضادة للأكسدة، والتي تلعب دورا مهما في الحماية من الفشل الكلوي، وأمراض القلب، لدى الأشخاص المصابين بمرض الذئبة الحمراء، وإن كان لا يحمي من المضاعفات الأخرى.
كيف يمكن التعايش بسلام مع الذئبة الحمراء؟
صحيح أنه لا يمكن التنبؤ بموعد الهجمات، إلا أنه يمكن تعلم كيفية التعامل معها بطريقة ناجحة، عبر عدد من الخطوات الصحية، أهمها الصبر على التغيرات التي تطرأ منذ بداية المرض، كاستخدام تطبيقات للتذكير بالأمور المهمة، عوضا عن حالة الضبابية والنسيان، واللجوء إلى حمام دافئ قبل النوم، وتمارين الإطالة عند الاستيقاظ، لمواجهة الألم والتيبس، كما أن ممارسة اليوغا قد تكون وسيلة فعالة لشد العضلات وتقليل الالتهاب، مع أخذ الاحتياطات فيما يتعلق بأشعة الشمس، عبر وضع كريمات الحماية، وارتداء أكمام طويلة، ونظارات شمس عريضة، وربما قبعة، والالتزام بنظام غذائي صديق للذئبة، والنوم لعدد ساعات كاف ليلا، من أجل الحفاظ على الجهاز المناعي، كذلك الحصول على قيلولة في وقت مبكر بعد وقت الظهيرة.
ويمكن التعامل مع الذئبة الحمراء بنجاح أيضا على طريقة الصحفية والكاتبة المصرية ناهد السيد، والتي حوّلت سيرتها الذاتية مع مرض الذئبة، التي أصابتها في عام 2013، إلى كتاب بعنوان "لا لوبا" صدر مطلع العام الجاري عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.
وقالت ناهد السيد للجزيرة نت "بدأت الذئبة بأعراض متقطعة، مثل الدوخة، والإغماء، ثم شلل بالقدم، ثم روماتويد، وقد استغرق الأمر وقتا حتى تم التشخيص، كانت الذئبة قد أثرت على أداء بعض الأجهزة بجسدي".
وأضافت الكاتبة "لم أستسلم، بحثت ففهمت أنها تهاجم فجأة، وتختار أشخاصا بعينهم، تجمعهم سمات مشتركة، أهمها الشفافية، والنشاط، والإقبال على الحياة، فهمت كيف تنشط في أوقات بعينها، درستها ودرست سلوك الذئاب كحيوانات، واكتشفت أن المرض لم يطلق عليه ذئبة من فراغ، فكل من المرض والذئب تجمعهما صفات مثل المكر والخبث، والتعالي، وحب الحياة، والصراع، والاختيار، قطيع الذئاب لا يهاجم بعشوائية، يهاجم الخائفين، ولا يهاجم الجيف، حيوانات محنكة في الصيد والاختيار، والتباهي كقطيع، يمنحون الحق للصغار كي يأكلوا أولا، ثم يأكل الكبار، وأول ما يتم تناوله في الضحية، الكبد والكلى والقلب، وكانت تلك أول الأشياء التي تأثرت بجسدي عند الإصابة".