على الرغم من أن الأطفال قبل البلوغ غير مكلفين دينياً بالصيام، لكن الحقيقة أن الكثيرين منهم يرغبون في الصيام ويمارسونه بالفعل قبل فترة المراهقة. ولذلك؛ يجب أن يدرك الآباء أنه لا توجد قاعدة ثابتة يمكن القياس عليها.
وما يصلح لطفل ربما يصلح لآخر بناءً على الكثير من العوامل، منها الموقع الجغرافي على سبيل المثال لأن في بعض البلدان تكون ساعات الصيام أطول بكثير من البلدان الأخرى، وكذلك حالة الطقس وموسم الدراسة.
•صيام تدريجي للطفل
والعامل الأهم هو صحة الطفل وحالته البدنية والجسدية وعمره بطبيعة الحال. وفي المجمل، من غير المفضل طبياً أن يصوم طفل أقل من 10 أعوام.
يجب أن يكون الصيام بالتدريج على حسب مقدرة الطفل من دون ضغوط من الأسرة؛ لأن ذلك يساعد الجسم على التكيف مع نقص السوائل والعناصر الغذائية المختلفة ،مع التأكيد على ضرورة الإفطار في اللحظة التي يشعر فيها الطفل بالخمول أو عدم التركيز أو الجوع الشديد؛ تجنباً لحدوث هبوط السكر بالدم hypoglycemia.
ويجب أن يقوم الآباء بتشجيع الطفل معنوياً على أي فترة صيام مهما كانت قصيرة؛ لأن ذلك يشعره بالإنجاز والانتماء للجماعة وأيضاً يشعره بأنه لم يعد طفلاً، فضلاً عن تنمية مشاعر التحكم في الذات والتضحية؛ مما ينعكس بشكل إيجابي على نفسية الطفل.
•وجبة الإفطار أساسية
تعدّ وجبة الإفطار الوجبة الأساسية في اليوم، وبشكل خاص بالنسبة للأطفال؛ لأن معظمهم يخلدون إلى النوم قبل تناول وجبة السحور، وبالتالي يتناولون وجبة خفيفة أو مجرد عصير طبيعي. ولذلك؛ يجب أن يتم تناول الأطعمة الغنية بالألياف، مثل حبوب القمح الكاملة والحبوب الكاملة مثل الرز البني والشعير والبرغل، والتركيز على البروتين بشكل أساسي سواء الحيواني مثل اللحوم الخالية من الدهون وزبدة الجوز والبيض ومنتجات الألبان المختلفة أو البروتين النباتي الموجود في البقوليات؛ لأن البروتينات تعطي الإحساس بالشبع والامتلاء لأطول فترة ممكنة مما يسهل عملية الصيام.
•مصدر صحي للسكريات
يجب تشجيع الأطفال على تناول الفاكهة بأنواعها المختلفة لأنها مصدر صحي للسكريات وتحتوي على الفيتامينات. وأيضاً يجب أن يحتوي الطعام على كميات كبيرة من الخضراوات، وفي المقابل يجب عليهم تجنب الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكريات المصنعة أو محاولة الإقلال من تناولها كلما أمكن ذلك، مثل تناول الحلويات من الطقوس العائلية المتعارف عليها في رمضان. وذلك لأن السكريات وأيضاً المشروبات الغازية سوف تزيد من الرغبة الشديدة في تناول الطعام وتحفز الشعور بالجوع، فضلاً عن أنها توفر القليل من العناصر الغذائية وتحتوي على كميات كبيرة من السعرات الحرارية وتسبب صعوبة الهضم.
•تقليل خطر العطش
يختلف الأطفال عن البالغين في الاحتياج أكثر إلى السوائل والسعرات الحرارية؛ لذلك يجب عليهم الابتعاد كلما أمكن عن الأطعمة المالحة في الإفطار لتقليل خطر العطش وتجنب ممارسة التمارين الرياضية التنافسية التي تحتاج إلى مجهود كبير مع ضرورة شرب الكثير من السوائل خلال ساعات عدم الصيام لإبقاء الجسم رطباً.
•الأطفال المصابون بالسكري
بالنسبة إلى مرض السكري يمكن للمراهقين الصيام، وذلك في حالة رغبتهم الشديدة وفي حالة استقرار مستوى الغلوكوز في الدم. ولكن على أن يكون ذلك بعد الرجوع للطبيب المتابع للحالة وترك القرار له بالكامل.
وفي حالة الموافقة يجب أن يكونوا في حالة تأهب واستعداد لحدوث هبوط للسكر بالدم؛ ولذلك يجب أن يحتفظوا طوال الوقت بقطعة شوكولاتة أو حلوى يتم تناولها بشكل فوري في حالة الشعور بالتنميل أو الدوار أو عدم التركيز. وتجب متابعة مستوى الغلوكوز بشكل متقارب عن طريق الاختبارات المنزلية. ويجب الالتزام بجرعة الأنسولين المحددة من قِبل الطبيب، وعدم الانخراط في نشاط بدني عنيف أو رياضة. كما يجب توافر متابعة طبية في المدرسة أو النادي. وبالنسبة للأطفال مرضى السكرى يجب عدم الصيام لصعوبة التحكم في الجرعات وخطر تعرضهم لهبوط الغلوكوز والجفاف.
•عدم الإفراط في الطعام
يجب على الآباء أن يتجنبوا إجبار الأطفال على الإفراط في تناول الطعام وقت الإفطار لتعويض انخفاض السعرات الحرارية؛ لأن ذلك لن يؤدي إلا إلى حدوث عسر هضم وانتفاخ وعدم الراحة. ويكون من الأفضل تقسيم الوجبات لمنع الإفراط في تناول الطعام والحد من مشاكل الجهاز الهضمي.