صحة
صحة: الأسباب الشائعة للدوار (الدوخة) لدى كبار السن
يمن فيوتشر - الجزيرة الأحد, 03 ديسمبر, 2023 - 11:03 صباحاً
صحة: الأسباب الشائعة للدوار (الدوخة) لدى كبار السن

يعد الدوار والدوخة وعدم التوازن من الأمور التي قد يمر بها المسنون، فما الفرق بينها؟ وما أسبابها؟

ومع أن مصطلحات الدوار والدوخة وعدم التوازن تستخدم لتعني نفس الشي بشكل عام، إلا أنها لا تحمل نفس المعنى، والتالي تعريفاتها:

"الدوار" (Vertigo): إحساس بالحركة أو الدوران، ويشعر المصابون به وكأنهم يدورون أو يتحركون بالفعل، أو أن العالم يدور حولهم.

"الدوخة" (dizziness): هو مصطلح يصف مجموعة من الأعراض، مثل الشعور بعدم الاستقرار أو الضعف أو الإغماء. إنه شيء قد يختبره معظم الناس من وقت لآخر. ونادرا ما تكون علامة على وجود مشكلة خطيرة.

"عدم التوازن" (imbalance): هو مصطلح يعني أن الشخص يفقد الوضعية المستقرة والثابتة والآمنة لجسمه، وعادة ما يحدث ذلك أثناء الوقوف والحركة، مما يهدده بالسقوط والتعرض لإصابات. عدم التوازن قد يحدث نتيجة وجود مشاكل في العضلات، أو نتيجة الدوار والدوخة.

ما أسباب الدوار والدوخة وعدم التوازن لدى كبار السن؟

يمكن أن يكون للدوخة لدى كبار السن العديد من الأسباب. يمكن أن يكون ذلك بسبب حالة صحية كامنة، أو دواء جديد، أو اضطراب في الأذن الداخلية، أو مجموعة من العوامل.

فيما يلي الأسباب الأكثر شيوعا للدوخة لدى كبار السن:

الدوار الموضعي الانتيابي الحميد: النوع الأكثر شيوعا من الدوار هو "الدوار الموضعي الانتيابي الحميد" (Benign paroxysmal positional vertigo) (BPPV)، وهو دوار يحدث نتيجة التغيير المفاجئ في وضع الرأس.

عند كبار السن، قد يؤدي الانتقال من وضعية الاستلقاء إلى الوقوف؛ إلى تحفيز دوار الوضعة الانتيابي الحميد.

وتتسبب بلورات كربونات الكالسيوم السائبة، داخل القنوات نصف الدائرية المملوءة بالسوائل في الأذن الداخلية في حدوث دوار الوضعة الانتيابي الحميد.

ورغم أن الدوار عموما ودوار الوضعة الانتيابي الحميد لا يعتبران من الحالات الخطيرة، إلا أنهما قد يزيدان من خطر السقوط لدى كبار السن.

مرض منيير: رغم أنه أقل شيوعا من الدوار الموضعي الانتيابي الحميد فإن مرض منيير هو اضطراب توازن يؤثر على الأذن الداخلية. وعادة ما يؤثر على أذن واحدة فقط. وغالبا ما يسبب فترات من الدوخة.

وقد يعاني الأشخاص المصابون بمرض منيير أيضا من: فقدان السمع في الأذن المصابة، فقدان التوازن، طنين الأذن.

مشاكل القلب والأوعية الدموية:

أي مشكلة في القلب والأوعية الدموية تقلل من قدرة القلب على ضخ الدم في جميع أنحاء الجسم يمكن أن تسبب الدوخة. ويمكن أن يسبب الانخفاض المفاجئ في ضغط الدم الذي يحدث مع تغيرات الوضع، والذي يسمى "انخفاض ضغط الدم الوضعي" (Orthostatic hypotension)، نوبات قصيرة من الدوخة.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الحالات التي تؤدي إلى ضعف الدورة الدموية وعدم كفاية تدفق الدم إلى الدماغ يمكن أن تجعلك تشعر بالدوار، وقد تشمل هذه: نوبة قلبية، عدم انتظام ضربات القلب، اعتلال عضلة القلب، سكتة دماغية عابرة.

الحالات العصبية: يمكن أن تؤدي بعض الحالات العصبية المزمنة، مثل التصلب المتعدد ومرض باركنسون، إلى فقدان التوازن تدريجيا.

الأدوية: قد تؤدي بعض الأدوية إلى الدوخة كأثر جانبي. تشمل الأدوية الأكثر شيوعا التي قد تسبب الدوخة لدى كبار السن ما يلي: الأدوية المضادة للنوبات، مضادات الاكتئاب، المهدئات، أدوية خفض ضغط الدم.

في كثير من الأحيان، قد تختفي الدوخة الناجمة عن الأدوية بمجرد أن يعتاد جسمك على الدواء. إذا لم تحل الدوخة أو تفاقمت، ناقش الخيارات مع طبيبك.

أسباب أخرى للدوخة لدى كبار السن: بعض الأسباب الإضافية للدوخة لدى كبار السن يمكن أن تشمل ما يلي:

انخفاض الحديد (فقر الدم): انخفاض الحديد في الدم يقلل من كمية الأكسجين في الجسم. وجنبا إلى جنب مع الدوخة، يعاني الناس من الضعف والتعب وشحوب الجلد.

نقص السكر في الدم: تشمل أعراض انخفاض نسبة السكر في الدم الدوخة والارتباك والتعرق والقلق. انخفاض نسبة السكر في الدم هو الأكثر شيوعا في الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري.

التسمم بأول أكسيد الكربون: عادة ما يرتبط التعرض لأول أكسيد الكربون أيضا بالغثيان والضعف وألم الصدر والارتباك.

الجفاف وارتفاع درجة الحرارة: فقدان السوائل يمكن أن يسبب الدوخة، خاصة إذا كنت تتناول أدوية معينة.

متى تكون الدوخة خطيرة عند كبار السن؟

الدوخة قد ترتبط بحالات خطيرة، وهي تتطلب الاتصال بالطوارئ فورا، مثل: السكتة الدماغية، نوبة قلبية، التسمم بأول أكسيد الكربون، وقد تحدث مثلا نتيجة المكث في غرفة مغلقة والمدفأة تعمل ولا تهوية، وهي حالة قاتلة إذا لم يتم إخراج الجسم إلى الهواء الطلق، ضربة الحر.

ما علاج الدوخة عند كبار السن؟

يعتمد علاج الدوخة على السبب الكامن وراءها.

إذا كان دواء جديد يسبب لك الدوخة، فإن جسمك يتكيف عدة مرات وتختفي الدوخة في غضون أسابيع قليلة.

إذا كنت تتناول أدوية متعددة لمشاكل مختلفة، فتأكد من أن طبيبك يعرف جميع أدويتك الحالية قبل أن يصف لك دواء جديدا. هذا يمكن أن يساعد في تجنب احتمالية تفاقم الدوخة لديك.

يمكن أن تشمل علاجات الدوخة ما يلي: تمارين التوازن (إعادة التأهيل الدهليزي)، "تمارين التوازن" Balance exercises) (vestibular rehabilitation"، وهي علاج طبيعي يستخدم عندما تكون الدوخة ناجمة عن أمراض الأذن الداخلية.

الأدوية: قد يصف طبيبك بعض الأدوية لعلاج الدوخة. يعتمد الدواء الذي يصفه على سبب الدوخة، ولكنه قد يشمل: مدرات البول، مضادات الهيستامين، مضادات مفعول الكولين، الأدوية المضادة للقلق (البنزوديازيبينات)، أدوية الصداع النصفي الوقائية.

الحقن: يمكن استخدام حقن المضادات الحيوية في الأذن الداخلية لتعطيل وظيفة التوازن. ومن ثم يجب أن تتولى الأذن غير المتأثرة وظيفة التوازن. وتُستخدم الحقن فقط لعلاج الحالات الشديدة من مرض منيير عندما لا تكون العلاجات الأخرى فعالة.


التعليقات