صحة
صحة: النظام الغذائي الأفضل لعلاج التهاب الغدة الدرقية المناعي
يمن فيوتشر - الجزيرة الخميس, 30 نوفمبر, 2023 - 10:52 صباحاً
صحة: النظام الغذائي الأفضل لعلاج التهاب الغدة الدرقية المناعي

يعدّ التهاب الغدة الدرقية "هاشيموتو" (Hashimoto’s disease) أحد أمراض المناعة الذاتية التي يمكن أن تسبب قصور الغدة الدرقية، أي أنها لا تنتج كمية كافية من هرمون الثايروكسين الضروري للجسم.

وتنتج الغدة الدرقية هرمونين الثيروكسين (thyroxine)، وثلاثي يودوثيرونين (triiodothyronine)، وتنتقل هذه الهرمونات مع مجرى الدم إلى كل أجزاء الجسم، وتقوم بدور مهم في التحكم في الكثير من الأنشطة في الجسم مثل الهرمونات والأيض.

وأمراض المناعة الذاتية هي أمراض تحدث عندما يهاجم جهاز المناعة -المنوط به حماية الجسم من الجراثيم- الجسم نفسه.

وجهاز المناعة هو شبكة معقدة من الخلايا والأعضاء التي تدافع عن الجسم من الجراثيم، وهي قادرة على التفريق بين خلايا الجسم وأعضائه الذاتية وبين الخلايا الغريبة عنه. ولكن في أمراض المناعة الذاتية تهاجم الأجسام المضادة الخلايا الطبيعية عن طريق الخطأ، كما تفشل خلايا خاصة -تسمى الخلايا التائية التنظيمية- في القيام بمهمتها، والنتيجة هي الهجوم على الجسم.

كيف يحدث داء الهاشيموتو؟

تلعب الغدة الدرقية دورا رئيسيا في عملية التمثيل الغذائي وتنظيم الهرمونات ودرجة حرارة الجسم. عندما يصاب شخص ما بمرض الهاشيموتو، فإن غدته الدرقية تكون تحت هجوم جهاز المناعة، مما يقود إلى التهاب مزمن في الغدة الدرقية بحيث لا تعود قادرة على أداء وظيفتها بشكل جيد مثل الغدة الدرقية السليمة.

غالبًا ما يؤدي هذا إلى خفض إنتاج الغدة الدرقية للهرمونات أو توقفها، مما يسبب زيادة الوزن وجفاف الجلد وتساقط الشعر والتعب والإمساك والحساسية للبرد.

هل هناك نظام غذائي يعالج داء الهاشيموتو؟

لا يوجد نظام غذائي محدد يمكنه علاج داء الهاشيموتو، ولكن يمكن لأخصائي التغذية مساعدة المصاب على إنشاء خطة نظام غذائي فردية.

أنظمة غذائية قد تساعد مرضى الهاشيموتو: أظهرت بعض الدراسات أن الأنظمة الغذائية التالية ساعدت بعض الأشخاص المصابين بمرض الهاشيموتو:

1- الحمية الخالية من الغلوتين: يعاني العديد من الأشخاص المصابين بداء الهاشيموتو أيضا من حساسية تجاه الطعام، وخاصة تجاه الغلوتين. ولا يوجد توصية حالية باتباع نظام غذائي خالٍ من الغلوتين لجميع المصابين بمرض الهاشيموتو، إلا إذا كانوا مصابين أيضًا بالداء البطني (الزُّلاقي) "السيلياك" (Celiac disease) ، وهو حالة يهاجم فيها الجهاز المناعي أنسجة الجسم عند تناول الغلوتين، مما يضر بالأمعاء، لذلك لا يمكن للمصاب به تناول العناصر الغذائية.

والغلوتين هو البروتين الموجود في القمح والشعير والجاودار والحبوب الأخرى.

في دراسة أجريت على 2232 شخصًا يعانون من مرض الهاشيموتو، اعتقد 76% من المشاركين أنهم يعانون من حساسية تجاه الغلوتين. وأشار هؤلاء المشاركون إلى الإمساك والإسهال والتشنج والانتفاخ والغثيان والارتجاع والغازات والصداع والتعب، كأعراض لتفاعلاتهم مع الغلوتين.

ومن بين المشاركين، شعر 88% ممن حاولوا اتباع نظام غذائي خال من الغلوتين بتحسن. وأبلغ العديد من الأشخاص أيضًا بتحسن في عملية الهضم والمزاج ومستويات الطاقة وانخفاض الوزن.

ويوجد الغلوتين في المعكرونة والخبز والمخبوزات والحساء والحبوب. وأفضل طريقة للتخلص من الغلوتين هي التركيز على الأطعمة الخالية منه بشكل طبيعي، مثل الخضروات والفواكه واللحوم الخالية من الدهون والمأكولات البحرية والفاصوليا والبقوليات والمكسرات والبيض.

2- الحمية منخفضة المؤشر الغلايسيمي: يقيس المؤشر الغلايسيمي مدى تأثير الطعام على مستويات السكر في الدم لدى الشخص.

يستخدم بعض المصابين بداء السكري من النوع الثاني هذا النظام الغذائي، الذي يمكنه أيضًا أن يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب وقد يساعد بعض الأشخاص على إنقاص الوزن.

يصنف المؤشر الغلايسيمي على مقياس من 0 إلى 100. الأغذية المنخفضة المؤشر لها تأثير قليل على مستويات السكر في الدم. أما الأغذية المرتفعة المؤشر فلها تأثير كبير على مستويات السكر في الدم.

يركز النظام الغذائي منخفض المؤشر الغلايسيمي على الأطعمة منخفضة المؤشر الجلايسيمي، مثل: الخضروات الخضراء، معظم الفواكه، الجزر، الفاصوليا، الحمص، العدس.

3- الحمية الكثيفة المغذيات: يتضمن النظام الغذائي الكثيف المغذيات مجموعة متنوعة، ويركز على الأطعمة الكاملة مع مجموعة مختارة من الفواكه والخضروات الملونة والدهون الصحية والبروتينات الخالية من الدهون والكربوهيدرات الليفية. الأطعمة تشمل: الخضار الورقية مثل اللفت والسبانخ.

الأسماك الدهنية بما في ذلك سمك السلمون.

مجموعة متنوعة من الخضروات الملونة، مثل القرنبيط والجزر والبنجر والفلفل الأحمر والأصفر والبرتقالي.

الفواكه بما في ذلك التوت والتفاح والموز.

الدهون الصحية بما في ذلك الأفوكادو والجوز.

البروتينات الخالية من الدهون بما في ذلك التوفو والبيض والمكسرات والفاصوليا والأسماك.

الأطعمة الغنية بالألياف الغذائية بما في ذلك الفول والبقوليات.

كما يتم تشجيع التوابل المضادة للالتهابات مثل الكركم والزنجبيل والثوم.

عناصر غذائية مفيدة لالتهاب الغدة الدرقية المناعي: تشير الأبحاث إلى أن بعض العناصر الغذائية تلعب أيضا دورًا في التهاب الغدة الدرقية (هاشيموتو)، وتشمل:

فيتامين "د": وجدت العديد من الدراسات وجود صلة بين انخفاض مستويات فيتامين د ومرض الهاشيموتو. في إحدى الدراسات التي أجريت على 218 مصابا بمرض الهاشيموتو، كان 85% منهم يعانون من نقص مستويات فيتامين "د".

يجب على أي شخص تم تشخيص إصابته بالتهاب الغدة الدرقية (هاشيموتو) التأكد من فحص مستويات فيتامين "د" لديه. يمكن إنتاج فيتامين "د" في الجسم أثناء التعرض لأشعة الشمس أو استهلاكه من خلال الطعام أو المكملات الغذائية.

أفضل المصادر الغذائية لفيتامين "د" تشمل: زيت كبد سمك القد، سمك أبو سيف، سمك السلمون، التونة، عصير البرتقال المدعم بفيتامين "د"، الحليب المدعم بفيتامين "د"، السردين، الفطر، السيلينيوم.

تعدّ مستويات السيلينيوم المنخفضة شائعة لدى العديد من المصابين بمرض الهاشيموتو. السيلينيوم هو معدن أساسي مهم لوظيفة المخ والمناعة والخصوبة.

يتم تخزين أكبر كمية من السيلينيوم الموجودة في الجسم في الغدة الدرقية.

أفضل المصادر الغذائية للسيلينيوم: الجوز البرازيلي، سمكة الهلبوت، تونة، 

المحار، السردين، سرطان البحر، الكبد، بذور دوار الشمس، البيض.

فيتامين "ب12": نقص فيتامين "ب12" شائع بين الأشخاص الذين يعانون من قصور الغدة الدرقية. تحدث مع الطبيب بشأن اختبار مستويات "ب12" لديك. إذا كانت مستوياتك منخفضة أو دون المستوى الأمثل، يمكن للطبيب أن يوصي بمكمل فيتامين "ب12".

أفضل المصادر الغذائية لفيتامين "ب12": الكبد، الحبوب المدعمة، سمك السلمون، التونة المعلبة، لحم البقر، الزبادي اليوناني، الحليب قليل الدسم، البيض، صدر دجاج.

المغنيسيوم: ترتبط مستويات المغنيسيوم المنخفضة بخلل في الغدة الدرقية، ويمكن أن تزيد من خطر الإصابة بقصور الغدة الدرقية.

أفضل المصادر الغذائية للمغنيسيوم: الخضروات، المكسرات، البذور، الفاصوليا الجافة، الحبوب الكاملة، جنين القمح، نخالة القمح، الشوفان.

الحديد: نقص الحديد شائع لدى النساء المصابات بقصور الغدة الدرقية. انخفاض مستويات الحديد أو فقر الدم بسبب نقص الحديد يمكن أن يضعف وظيفة الغدة الدرقية. غالبًا ما تكون المكملات ضرورية للوصول إلى مستويات الحديد الصحية والحفاظ عليها.

أفضل المصادر الغذائية للحديد: اللحوم، 

البيض، المأكولات البحرية، تونة، السردين، السبانخ، البطاطا الحلوة، البازيلاء، البروكلي، الفاصوليا الخضراء، الكرنب، السلق.


التعليقات