تلعب الاختبارات دورًا حاسمًا ليس فقط في تشخيص المرض، ولكنها تساعد أيضًا في مراقبة الحالة والمساعدة في تحديد خطة العلاج. وهذا صحيح جدًا في حالة إدارة مرض السكري. إذ يعد اختبار نسبة السكر في الدم ممارسة شائعة يمكن إجراؤها بواسطة أخصائي طبي أو في المنزل بمساعدة مناسبة.
ومع ذلك، هناك العديد من الأخطاء التي يجب تجنبها أثناء إجراء الاختبار؛ وفق ما يقول الدكتور راجيش بندر رئيس مختبر شركة Neuberg Diagnostics بمومباي، حسب ما ذكر موقع «Onlymyhealth» الطبي المتخصص.
* ما تحتاج لمعرفته حول اختبار السكر في الدم
في عالم يعاني فيه ملايين الأشخاص من مرض السكري وأكثر من عشرة آلاف حالة وفاة سنويا، يعد اتخاذ التدابير اللازمة وخيارات نمط حياة صحية ومراقبة منتظمة لسكر الدم أمرًا في غاية الأهمية.
ويوضح الدكتور بندر أن تمكين الفرد في مجال إدارة مرض السكري ينطوي على الابتعاد عن المخاطر الشائعة لاختبار نسبة السكر في الدم. حيث يساعد اختبار نسبة السكر في الدم في إدارة مرض السكري وفهم مستويات الغلوكوز في الجسم. والغلوكوز هو سكر بسيط، يتم الحصول عليه من تحلل الكربوهيدرات في النظام الغذائي. وهو المصدر الأساسي للطاقة لخلايا الجسم ويتم نقله عبر مجرى الدم لتوفير الوقود لمختلف وظائف الجسم، بما في ذلك نشاط العضلات ووظيفة الدماغ. وان الغرض من اختبار نسبة السكر في الدم هو مراقبة كيفية معالجة جسمك للغلوكوز.
وتتراوح مستويات السكر الطبيعية في الدم أثناء الصيام عادةً بين 70-100 ملغم/ديسيلتر. ومع ذلك، قد تختلف المستويات قبل وبعد الوجبات. لكن المستويات المرتفعة أو المنخفضة باستمرار من الغلوكوز في الدم يمكن أن تشير إلى مرض السكري أو مشاكل صحية أخرى.
ومن المهم ملاحظة أن الأمراض والتوتر وتغييرات الأدوية واختيارات الطعام والنشاط البدني يمكن أن تؤثر على مستويات السكر في الدم، ولهذا السبب يجب عليك الاحتفاظ بسجل لقراءاتك ووجباتك وأدويتك وأنشطتك.
* أخطاء يجب تجنبها عند اختبار مستويات السكر في الدم
ينبه الدكتور بندر من أن «أحد الأخطاء المحورية التي يجب تجنبها عندما يتعلق الأمر باختبارات السكر في الدم هو إجراء الاختبار بشكل غير متسق. إذ يمكن أن تؤدي أوقات الاختبار المتقلبة إلى نتائج مضللة، ما يعيق قدرتك على فهم الأنماط واتخاذ قرارات مستنيرة بشأن صحتك. ويمكن أن يحدث هذا بسبب عوامل، مثل توقيت الوجبات غير المنتظم، والتقلبات في تناول الكربوهيدرات، ومستويات مختلفة من النشاط البدني، والإجهاد، والمرض، وتغيرات الدواء، وعدم الالتزام بجدول اختبار ثابت. يمكن أن تؤثر هذه المتغيرات على مستويات الغلوكوز وتجعل من الصعب إنشاء نمط واضح لإدارة فعالة لمرض السكري».
ويضيف بندر «أن الخطأ الآخر الذي يمكن أن يرتكبه الأشخاص هو عدم الحفاظ على النظافة والتقنية المناسبة أثناء الاختبار». محذرا من أن «عدم غسل يديك قبل الاختبار أو سوء التعامل مع جهاز قياس الغلوكوز يمكن أن يؤدي إلى قراءات غير دقيقة، فيعرقل خطة العلاج الخاصة بك».
وحسب دراسة نشرت بمجلة «علوم وتكنولوجيا مرض السكري»، فإن قراءات الغلوكوز في الدم «الخاطئة» أو غير الصحيحة قد تؤدي إلى «قرارات علاجية مانعة»، وهذا يعني العلاجات التي لا ينبغي استخدامها لأنها قد تكون ضارة للشخص.
وبالإضافة إلى ذلك، يجب على المرء الامتناع عن اختبار مستويات السكر في الدم مباشرة بعد تناول الطعام «إذ ترتفع مستويات الغلوكوز بعد الوجبة بشكل طبيعي بسبب عملية الهضم، ما يجعل القراءات أقل موثوقية لإجراء تعديلات فورية على الدواء.
وفي هذا الاطار، يبين الدكتور بندر «إن تحديد أولويات اختبار ما قبل الوجبة يوفر أساسًا أكثر صدقًا لفهم التحكم في الغلوكوز لديك».
يعد اختبار نسبة السكر في الدم أداة حيوية في إدارة مرض السكري. حيث يمكن أن تساعدك المراقبة المنتظمة في الحفاظ على تحكم أفضل بمستويات السكر في الدم، ولهذا السبب يعد تجنب أي خطأ أمرًا أساسيًا.
ويخلص الدكتور بندر الى القول «من خلال تجنب هذه المخاطر، فإنك تمهد الطريق للحصول على بيانات أكثر دقة، وتعزيز التواصل الفعال مع فريق الرعاية الصحية الخاص بك. إذ تمكّنك هذه المعرفة من تصميم خيارات نمط حياتك ونظام الدواء والنهج العام والشامل لإدارة مرض السكري».