فصل الأطباء في المملكة العربية السعودية التوأم اليمني الملتصق مودة ورحمة بعد أن قطع والديهما رحلة محفوفة بالمخاطر بطول 300 كيلومتر قادماً من مناطق سيطرة جماعة الحوثي المدعومة من إيران للحصول على الرعاية الطبية إذ أجرى العملية فريق جراحي في مستشفى الملك عبدالله التخصصي للأطفال بالرياض بقيادة الدكتور عبد الله الربيعة.
ومع نقص الخدمات الطبية، وغياب الخبرة في إجراء العمليات الجراحية المعقدة في اليمن يتطلب إرسال الحالات إلى المملكة العربية السعودية. 
أرسلت السلطات السعودية طائرة لنقل التوائم الملتصقة مودة ورحمة اللواتي ولدن في 13 مارس / آذار في مستشفى الصداقة بمدينة عدن الواقعة تحت سيطرة الحكومة المعترف بها دولياً وتمت عملية الفصل الناجحة يوم 28 يوليو.

"حذيفة نعمان والد توأم" 
للحصول على الرعاية الطبية اللازمة ، قام آباؤهم برحلة خطيرة من محافظة البيضاء التي يسيطر عليها الحوثيون إلى مدينة عدن جنوب اليمن. 
قال والد التوأم ، حذيفة نعمان ، لصحيفة ذا ناشيونال: "كانت اللحظة التي انفصلت فيها بناتي أسعد لحظة في حياتي ، وكل ذلك بفضل المملكة" .
كانت جهود المملكة عظيمة إذ تم إرسال طائرة لنقلهم إلى مستشفى الملك عبد الله التخصصي للأطفال حيث تلقوا الرعاية منذ وصولهم وحتى نجاح العملية. 
وقال نعمان :"عقب عملية الولادة ، تم إرسال تقارير عن حالة التوائم من مستشفى الصداقة إلى مركز الملك سلمان   للإغاثة والأعمال الإنسانية مشيراً إلى أن المركز تسلّم ملف الحالة، وقام بإرسالها إلى الديوان الملكي، للموافقة عليها وقبول الحالة". 
وقال محمد المقرمي ، رئيس مركز الدراسات والإعلام الإنساني في اليمن ، إن علاج حالات التوأم الملتصق يتم تنسيقه من قبل مكاتب المركز في عدن ومأرب ومحافظات أخرى مشيراً إنهم يرتبون النقل إلى مستشفيات في المملكة العربية السعودية.
وتدهور قطاع الصحة في اليمن خلال سبع سنوات من الحرب وبحسب البنك الدولي ، تموت أم وستة أطفال في البلاد كل ساعتين ، وتعتبر الحرب ثالث أبرز أسباب الوفاة ، بعد أمراض القلب وحديثي الولادة.
كانت عملية التوأم هي العملية الثانية والخمسون التي أجراها برنامج المملكة العربية السعودية لفصل التوائم الملتصقة ، بما في ذلك مرضى من 23 دولة.
تقول الدكتور إشراق السباعي ، وكيل وزارة الصحة في الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً ، "إن دعم المملكة في فصل التوائم الملتصقة له تاريخ طويل ، ليس فقط في اليمن ، ولكن في دول مختلفة في العالم".
وقالت منى لقمان ، رئيسة Food4Humanity ، وهي منظمة إنسانية تقودها النساء في اليمن ، إن المملكة العربية السعودية تتعامل مع الحالات "كجزء من عملها الإنساني".
وقالت: "تتطلب عمليات فصل التوائم الملتصقة قدرات متقدمة وخبرات عالية ، وكلاهما غير متوفر في اليمن".
هذا العام وحده ، تم فصل مجموعتين من التوائم اليمنية الملتصقة بنجاح في المملكة العربية السعودية ، مما سمح لثلاثة أطفال أصحاء بالعيش، ووفاة أحد الأطفال في اليوم التالي لعملية فصلهم.
تحث السيدة لقمان المنظمات الإنسانية على زيادة دعمها لمشاريع صحة الأم والطفل والصحة الإنجابية في البلد الذي مزقته الحرب. 

"نقص المعلومات"
تشير الدكتورة السباعي إلى وجود أربع حالات معروفة لتوائم ملتصقة في اليمن منذ عام 2016 ، تم فصل ثلاث منها بدعم من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.
وقالت: "ليس لدينا إحصائيات دقيقة عن عدد وفيات التوائم الملتصقة حيث يتم حسابها مع وفيات الأطفال حديثي الولادة".
لا تعتقد السباعي أن عدد التوائم الملتصقة في اليمن تتطلب إجراءات خاصةوقالت: "لكن ضمان سلامة الأسر اليمنية وصحة أطفالها من أولويات الوزارة ، وقد تم تنفيذ العديد من حملات التوعية المجتمعية حول الصحة الإنجابية".
إحدى الحالات عالقة حاليًا في منطقة يسيطر عليها الحوثيون المدعومون من إيران ، الذين يرفضون السماح للأسرة بالمغادرة وقالت: "إذا تمكنت الأسرة من الوصول إلى مدينة عدن ، فسيتم توفير جميع التسهيلات لنقلهم إلى المملكة العربية السعودية لإجراء الجراحة".
رفض المتحدث باسم الصحة الحوثية الدكتور أنيس الأصبحي الإدلاء بمعلومات عن عدد حالات التوائم الملتصقة في منطقة سيطرتهم.
قال عالم الأوبئة الدكتور سهل الإرياني إن حالات التوائم الملتصقة نادرة في اليمن ولا يوجد سبب وراثي لها.
وقالت طبيبة الأطفال اليمنية الدكتورة مياسة دماج إن حالات التوائم الملتصقة لا يمكن تفسيرها بسلوك الأم أو الصدمة أو الفيروس أو المرض أو المشاكل البيئية أو أي عوامل أخرى.
وقال الدكتور الإرياني: "تحدث التوائم الملتصقة عندما ينفصل الجنين جزئيًا فقط في مرحلة مبكرة من التطور لتشكيل جسدين منفصلين ويمكنهما مشاركة عضو داخلي واحد أو أكثر".
"يموت العديد من التوائم بعد الولادة بفترة وجيزة ، ولكن مع التطور في التقنيات الجراحية ، تحسنت معدلات البقاء على قيد الحياة. حسب الإرياني. 
وأضاف يعتمد نجاح العمليات على كيفية التصاق التوأم وعدد الأعضاء الحيوية المشتركة وخبرة الفريق الجراحي لافتاً إلى أنه لا يمكن إجراء جراحة الفصل في اليمن إلا في بعض الحالات التي لا يتشارك فيها التوأم في الأعضاء مشيراً إلى إرسال الحالات الأكثر تعقيدًا إلى مستشفى الملك عبد الله التخصصي للأطفال في المملكة العربية السعودية.
وقالت الدكتورة دماج إن :"التوائم الملتصقة يمكن تشخيصها بسهولة أثناء الحمل إذ أن كلا التوأمين في كيس حمل واحد ويمكن رؤية أماكن الالتحام بوضوح بواسطة الموجات فوق الصوتية".