استقبلت السعودية السبت طلائع الحجاج الآتين من خارج المملكة، وذلك للمرة الاولى منذ تفشي وباء كوفيد-19 الذي دفع السلطات لحصر أداء المناسك بالمقيمين في البلاد ومنع قدوم المسلمين من أنحاء العالم في العامين الماضيين.
وتستعد السعودية التي خسرت إيرادات مهمة جراء التوقف عن استقبال الحجاج من الخارج، للسماح لمليون مسلم بأداء الحج هذا العام من داخل المملكة وخارجها، كما أعلنت في نيسان/ابريل الماضي.
ووصل حجاج من اندونيسيا إلى المدينة المنورة في غرب المملكة السبت لزيارة المسجد النبوي، قبل أن يتوجّهوا إلى مدينة مكة المكرمة في الأسابيع القادمة للاستعداد لأداء الحج الشهر المقبل.
وقال وكيل وزارة الحج والعمر لشؤون الزيارة محمد البيجاوي لقناة "الاخبارية" الحكومية "اليوم استقبلنا اولى طلائع حجاج بيت الله الحرام لهذا العام من اندونيسيا، وستتابع الرحلات من ماليزيا والهند".
وتابع "اليوم نسعد باستقبال ضيوف الرحمن من خارج المملكة بعج انقطاع عامين بسبب الجائحة"، مضيفا "نحن سعداء وبكامل جهوزيتنا".
بلغ عدد الحجاج العام 2019 نحو 2,5 مليون حاج، لكن بعد تفشي فيروس كورونا في 2020 سمحت السعودية لألف شخص فقط من داخل المملكة بأداء الفريضة، قبل أن يتم رفع العدد في العام التالي الى ستين ألفا ملقحين بالكامل جرى اختيارهم بواسطة القرعة.
وحددت وزارة الحج ضوابط تنص على أن يكون حج هذا العام "للفئة العمرية أقل من 65 عاما، مع اشتراط استكمال التحصين بالجرعات الأساسية بلقاحات كوفيد-19 المعتمدة في وزارة الصحة السعودية".
واشترطت السلطات على الحجاج من خارج المملكة تقديم نتيجة فحص فيروس كورونا سلبية لعينة أخذت خلال 72 ساعة قبل موعد المغادرة. وشددت على ضرورة التزام الحجاج الإجراءات الاحترازية واتباع التعليمات الوقائية خلال أداء مناسكهم "حفاظا على صحتهم وسلامتهم".
وقد تسبّب الوباء في خسارة المملكة لمصدر إيرادات رئيسي إذ إن السعودية تجني نحو 12 مليار دولار سنويا من العمرة والحج. كذلك، عرقل خطط المملكة للتحول إلى دولة سياحية ضمن استراتيجية تنويع الاقتصاد لوقف الارتهان للنفط.
وكانت السعودية أغلقت المسجد الحرام في آذار/مارس 2020.وفي تشرين الأول/اكتوبر الماضي، عاد المسجد الذي يضم الكعبة، قبلة المسلمين، ليستقبل المصلين بكامل طاقته الاستيعابية ومن دون أي تباعد، رغم أن وضع الكمامة لا يزال الزاميا.
وفي أوائل آذار/مارس الماضي، أعلنت المملكة رفع معظم القيود بما في ذلك التباعد الاجتماعي في الأماكن العامة والحجر الصحي للوافدين الذين تم تطعيمهم، وهي خطوات كان من المتوقع أن تكون مقدمة للسماح بوصول الحجاج المسلمين من الخارج هذا العام.