اتهمت السعودية حزب الله اللبناني بانتهاج "سلوك عسكري إقليمي يُهدد الأمن القومي العربي"، ردا على اتهام الأمين العام للحزب للسعودية بـ"الارهاب" ونشر الفكر الجهادي في العالم.
وقال السفير السعودي إلى لبنان وليد بخاري في تصريحات لوكالة فرانس برس "نأمل أن لا يتحول لبنان إلى ساحة لمهاجمة الدول العربية ومصالحها وتنفيذ أجندات الدول والتنظيمات والجماعات الإرهابية المناوئة لها".
وأضاف أنّ "أنشطة حزب الله الإرهابي وسلوكه العسكري الإقليمي يُهدد الأمن القومي العربي".
وتأتي تصريحات بخاري ردا على خطاب شديد اللهجة من الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الإثنين اتهم فيه السعودية "بالإرهاب" ونشر الفكر الجهادي في العالم وبشن حرب على "الشعب المظلوم" في اليمن.
وتدهورت العلاقات بين السعودية ولبنان في تشرين الأول/أكتوبر الماضي فاستدعت المملكة بخاري من بيروت وطلبت من السفير اللبناني مغادرة الرياض، على وقع تصريحات لوزير الإعلام اللبناني السابق، لكن وزير الخارجية السعودي اعتبر يومها أن المشكلة تكمن "في استمرار هيمنة حزب الله على النظام السياسي" في لبنان.
وفي 26 كانون الأول/ديسمبر الفائت، اتّهم التحالف العسكري في اليمن الذي تقوده السعودية إيران وحزب الله بإرسال خبراء وعناصر إلى مطار صنعاء لمساعدة المتمردين على إطلاق صواريخ بالستية وطائرات مسيّرة تجاه المملكة من المطار، تسبب أحدها بمقتل شخصين مؤخرا.
واستعرض المتحدث باسم التحالف العميد تركي المالكي مقطع فيديو لما قال إنه "مقر لخبراء إيرانيين وحزب الله في المطار"، مؤكدا أنّ "حزب الله يدرب الحوثيين على تفخيخ واستخدام الطائرات المسيرة في المطار".
وعرض مقطعا آخر لشخص قال المالكي إنّه عنصر في حزب الله يقوم بتفخيخ احدى الطائرات في قاعدة داخل مطار صنعاء.
وهي الاتهامات التي اعتبرها الحزب "تافهة وسخيفة لا تستحق التعليق والرد عليها".
وتخوض السعودية نزاعا داميا في اليمن دعما للحكومة المعترف بها دوليا بمواجهة المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، الخصم الإقليمي للمملكة.
وتسبّبت الحرب بأسوأ أزمة انسانية في العالم بحسب الأمم المتحدة، إذ يواجه ملايين الأشخاص خطر المجاعة في بلد يعتمد 80 بالمئة من سكانه البالغ عددهم نحو 30 مليونا، على المساعدات. وقتل مئات آلاف الأشخاص ونزح الملايين عن منازلهم نتيجة النزاع.
ودعا بخاري الحكومة اللبنانية إلى "وقف الأنشطة السياسية والعسكرية والأمنية والإعلامية التي تمس سيادة المملكة ودول الخليج وأمنها واستقرارها والتي تنطلق من لبنان".
وكرّر مطالبات الرياض بـ"إيقاف هيمنة حزب الله الإرهابي على مفاصل الدولة... وإنهاء حيازة واستخدام السلاح خارج إطار الدولة".
وخلال الاسابيع والأشهر الماضية، أعلنت السعودية وعدد من دول الخليج عن عدة عمليات ضد مهرّبي المخدرات تمكّنت خلالها من مصادرة آلاف من حبوب الكبتاغون المخبئة داخل فواكه مستوردة من لبنان.
وقال بخاري "من يستهدف المملكة العربية السعودية بالمخدرات حاليًا، شريك رئيسي في مؤامرة استهداف السعودية بالأعمال الإرهابية".