وصل وزير الدفاع السعودي، الأمير (خالد بن سلمان)، إلى العاصمة الإيرانية طهران يوم الخميس، في زيارة أُعلن عنها خلال ساعات الليل. ومن المقرر أن يلتقي بعدد من المسؤولين الإيرانيين، وذلك قبل أيام قليلة من انطلاق الجولة المقبلة من المحادثات بين الوفدين الإيراني والأميركي بشأن مستقبل البرنامج النووي الإيراني.
وبحسب وسائل الإعلام الإيرانية، فقد جاءت الزيارة بدعوة من رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء (محمد باقري)، وستتضمن الاجتماعات مناقشات حول العلاقات الثنائية والتعاون الإقليمي بهدف "تعزيز السلام والاستقرار".
وتُعد هذه أول زيارة رسمية لوزير الدفاع السعودي إلى إيران، والثانية من نوعها التي يجريها مسؤول عسكري سعودي رفيع خلال الأشهر الأخيرة، بعد زيارة رئيس هيئة الأركان العامة السعودية، الفريق أول طيار (فياض الرويلي)، إلى الجمهورية الإسلامية العام الماضي.
وعلى الرغم من استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران في عام 2023، لا تزال زيارة الخميس تُعد لافتة ومميزة في سياق العلاقات الثنائية.
فقد ظلّت السعودية ذات الأغلبية السُنية وإيران ذات الغالبية الشيعية خصمين لدودين في المنطقة، كما أن النظام الإيراني يُعد الداعم الرئيسي للمتمردين الحوثيين في اليمن، الذين نفّذوا مراراً هجمات على أهداف سعودية، من بينها منشأة "أرامكو" النفطية الرئيسية في عام 2019.
و بالرغم من استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بعد قطيعة دامت سبع سنوات، لا تزال الرياض تتوجس من جارتها، وتشاطر إسرائيل القلق ذاته حيال الطموحات النووية الإيرانية.
وقال داني (دينيس) سيترينوويتش، الباحث في برنامج إيران لدى معهد الدراسات الأمنية القومية (INSS) وعضو سابق في شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي، لموقع Ynet إن هذه الزيارة تُعد غير معتادة بكل المقاييس، خاصة في ظل الحملة الأميركية ضد الحوثيين.
وأضاف: "إنها الزيارة الأعلى مستوى منذ بدء عملية تطبيع العلاقات بين السعودية وإيران". وتابع: "تكمن أهمية هذه الزيارة أيضاً في احتمال -وإن بدا غير مرجّح- تنفيذ هجوم بري على ميناء الحديدة من قبل قوات مدعومة من الرياض، فضلاً عن الحشد العسكري الأميركي الواسع في منطقة الخليج، وإمكانية توجيه ضربة أميركية للمنشآت النووية الإيرانية".
و من جانبها، أفادت صحيفة "العربي الجديد" القطرية، يوم الخميس، بأن الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً والمتمركزة في عدن، والتي تخوض قتالاً ضد المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على صنعاء، قد أجرت في الآونة الأخيرة محادثات مكثفة مع الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أخرى بشأن احتمال شنّ هجوم بري.
و قال سيترينوويتش إن زيارة الوزير السعودي إلى إيران قد تهدف إلى الحفاظ على التنسيق بين الرياض وطهران، لتفادي أي سوء فهم للوضع أو تدهور غير مرغوب فيه يخدم مصلحة أي من الطرفين. ويرى أن السعوديين يخشون تصعيداً إقليمياً في وتيرة العنف، من شأنه أن يضر بالمصالح السعودية في حال شنت الولايات المتحدة أو إسرائيل هجوماً على إيران.
وأضاف: "السعوديون يريدون حلاً سلميًا لقضية البرنامج النووي الإيراني. إنهم قلقون من تطوراته، لكنهم يفضّلون التوصّل إلى اتفاق يُبعد طهران عن امتلاك سلاح نووي ويجنّب المنطقة اندلاع حرب".
وأشار إلى أن الرياض تخشى تكرار هجوم الحوثيين في عام 2019 الذي عطّل إنتاج النفط السعودي، مضيفًا: "السعوديون يسعون لتجنّب أي هجوم إيراني، ويرغبون في تحقيق وضوح استراتيجي مع طهران، بما يضمن إيصال رسالة مفادها أنهم لا يدعمون -حتى بشكل غير مباشر- أي هجوم على المواقع النووية الإيرانية".
لقراءة المادة من موقعها الأصلي: